الفصل الثالث

1.3K 100 3
                                    


ما هي إلا دقائق واستمعت إلى صيحات العاملين عليه حينما فقد وعيه فالضربة لم تكن هينة، تراجعت حتى هربت من الشركة تماما وقادت سيارتها بأقصى سرعة لديها، حتى كادت أن تفتعل أكثر من حادث أثناء سيرها من فرط التوتر، ما إن وصلت إلى منزلهم صعدت للأعلى مباشرة لتقول امها التي لاحظت حالتها :- مالك يا هنا ؟ في حاجة رجعتي بدري ليه ؟

هتفت هنا بتوتر وهي تستمر في الصعود :- لا أبدا أصل مليت فقولت أجي.

ردت والدتها خديجة بضيق :- هو أنتِ بردو بتاعة شغل !

اردفت بسرعة :- يوه يا ماما أنا هروح على فكرة بس أصل الكلية في حاجة صاحبتي قالتلي عليها علشان نعملها سوى، أنا طالعة أوضتي بقى .

قالت ذلك ثم صعدت بسرعة إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها وقد تلبستها حالة من الذعر وهي تردد بتيه :- يا دي المصيبة لو مات هروح السجن، يا رب يعيش يا رب يعيش دة أنا غلبانة أوي.
أعرف منين أنه كويس ولا اتكل على الله ؟ لو قولت لبابا هيشك اعمل ايه اعمل ايه في الورطة دي ؟

هكذا أخذت تحدث نفسها كالبلهاء والخوف متملك منها .

في إحدى المستشفيات الضخمة حيث تم نقل أحمد إليها بناءًا على تعليمات منصور الألفي والذي أتى ليطمئن عليه بنفسه، لتعلم أسرته بذلك الخبر لتهرع بسرعة للاطمئنان عليه .

خرج الطبيب ليخبرهم بأن لا شيء يقلق وإنه بحاجة إلى الراحة التامة بسبب الغرز التي برأسه عدة أيام في المنزل .
دلف منصور بعد أن طرق الباب وأذنوا له بالدخول ليقول بابتسامة :- ألف سلامة عليك يا ابني .

رد عليه بود :- الله يسلمك يا افندم .

أردف منصور بحزم :- متقلقش أنا هلاقي اللي عمل كدة وهياخد جزاؤه .

نظر إليه بتوتر ثم لعائلته وهو يقول :- أنا وقعت من على السلم وأنا نازل بسرعة وما أخدتش بالي .

هز رأسه بتفهم ليقول :- بس أنت متعور جامد يا ابني دول عشر غرز معقول وقعة السلم هتعمل كدة !

ردد بابتسامة :- ما أنا وقعت على درابزين السلم، يلا الحمد لله إنها جات على قد كدة .

قال ذلك وبداخله شك كبير بأن تكون المعتوهة ابنته وراء هذه الطامة التي حلت به، ولكنه لم يتأكد لأنه حينما نظر خلفه لم يرى أحد، وقال ذلك كي لا يقلق البقية بشأنه .

ردد منصور بصرامة :- من دلوقتي هتاخد اجازة مفتوحة لحد ما تتحسن خالص .

أردف أحمد باعتراض :- مش مستاهلة يا افندم .

هتف بجدية لا تقبل الاعتراض :- لا مفيش الكلام دة ما تقول حاجة يا حج محمد .

هتف محمد ببشاشة :- اسمع كلام مديرك يا أحمد ومتعاندش دول عشر غرز يا ابني وأنت صفيت دم كتير ولازم تعوضه .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن