دلفت عهد إلى غرفتها وحررت حجابها لتجلس بضيق شديد على الفراش، لاحظتها بسمة وتعجبت من حالتها تلك لتخبرها بدهشة :- مالك يا عهد شايلة طاجن ستك ليه ؟
هتفت عهد بصوت مختنق :- مفيش يا بسمة .
رفعت حاجبها باستنكار لتقول:- مفيش يا بسمة ! لا في يا عهد حد عملك حاجة تحت أقسم بالله اخربها عليهم ..
رددت وهي تقاطعها :- لا يا بسمة محدش عملي حاجة مخنوقة شوية .
سألتها بقلق :- من إيه ؟
سحبت نفسًا عميقًا وزفرته بقوة وهي تقول بدموع :- عدي، عدي عاوز يرجعلي بسهولة وبيقولي سامحيني وكأن في زرار هدوس عليه وهينسيني كل اللي حصل في لحظة، مش قادرة والله أنسى الكلام اللي قالهولي وكأنه لسة دلوقتي .
زفرت بسمة بضيق وهي تقول :- هي الحكاية فيها المخفي على عينه، خلاص بقى بطلي عياط وسبيه يتفلق طالما أنتِ مش عاوزة ترجعيله محدش هيغصبك على حاجة أبدا.
تنهدت بعمق وهي تشكو لها :- أنا لو عليا اسيب المكان هنا أصلا بس كل اللي مانعني الولاد، خايفة لما يكبروا يحملوني الذنب ويقولولي أنتي بعدتينا عن بابا وحرمتينا منه .
أردفت بسمة بحزن على حال صديقتها:- سيبي كل حاجة للأيام، الأيام كفيلة تنسي كل حاجة .
أردفت عهد بوجع :- إلا الجرح والوجع والحب يا بسمة ممكن تنسيكي الأيام كل حاجة، بس ما اعتقدش تنسيكي حب حقيقي ولا وجع اتوجعتيه من حد بتحبيه .
وبالفعل داست عهد على جرحها دون قصد، فهي محقة كل الحق فها هي الأيام تمر وذلك الجرح لم يلتأم بعد، حاولت بشتى الطرق أن تعالجه وذهبت إلى جميع الأطباء ولكنهم عجزوا عن إيجاد أي دواء يشفي ذلك الجرح الذي يستوطن قلبها .
هتفت بسمة بابتسامة باهتة تخفي بها وجعها وهي تقول عكس ما يضمر بداخلها :- ما تحكميش وخلاص محدش عارف بكرة في إيه متحمليش هم لحاجة، وبصراحة كدة أنا يعني شايفة أنه ندمان أوي من كل اللي بيعمله، أنا مش هقولك إني معاه بس يعني لو تديله فرصة وتشوفي.
طالعتها باستنكار لتردد :- أنتِ يا بسمة اللي بتقوليلي كدة ! إزاي اديله فرصة تانية بأنهي حق ؟
أردفت بتوضيح :- بحق إنك لسة بتحبيه حتى لو بينتي عكس دة للكل بس واضح أوي في عيونك، ليه تتعذبوا وكل واحد يبقى في طريق رغم إن طريقكم واحدة ! عارفة لو مشفتش حبه ليكي ما كنتش قولتلك كدة، هو بيحبك أيوة هو غبي وعمل اللي عمله بس يعني ممكن تديله فرصة، أنا عاوزة سعادتك يا عهد أنتِ لما كنتي بتتكلمي عنه مكنتيش بتشوفي عنيكي بتلمع إزاي، صدقيني هو الشخص الوحيد اللي هيرجعلك الضحكة والفرح تاني في حياتك زي ما اتسبب في أنهم يختفوا.
أردفت بتوتر :- أنتِ متهيألك بس يا بسمة .
قاطعتها هي قائلة بتأكيد:- لا بقولك إيه أنا لو تهت عن كل حاجة، عمري ما هتوه عن عيون حد بتحب بجد .
أنت تقرأ
المتاهة ( الجزء الأول والثاني)
Randomنتوه في دروب الدنيا بحثًا عن الحقائق، نصل لأهداف قد تهدأ من روع أمورنا ولكن هل سنجد طريقًا أم سنظل في متاهة لا خروج منها . كوميديا دراما رومانسية كل هذا الخليط تجدونه في المتاهة .