الفصل الرابع عشر

1K 93 5
                                    


ما إن سمع صوت صراخها خرج على الفور، توجه نحوها على الفور ليجدها على هيئتها تلك متكورة وتبكي بهذا الشكل المخيف، جلس بقربها وجذبها نحوه بهدوء وهو يقول بصوت هادئ:- أهدي مفيش حاجة .

وحينما لم يجد منها استجابة احتضنها بحنو، وهو يهمس لها بكلمات لتهدأ .
أما هي ما إن اخترقت رائحة عطره أنفها لفت يداها حول خصره بقوة، تستمد منه الأمان بعد أن تأكدت أنه ليس أكرم بل فريد، فريد هو حقًا لأنه نجح فيما لم ينجح به من بني جنسه، لم تجد الأمان ولم تسلم قلبها إلا له هو فقط، هو الوحيد الذي أحتل قلبها وسمحت له بأن يجلس على عرش فؤادها، على الرغم مما فعله في السابق إلا أنه لم يؤذيها بالمرة، وهذا ما جعلها تسلم راياتها البيض له معلنة الغرق في عشقه، على الرغم من أنه صعب الوصول إليه إلا أنها وقعت وانتهى الأمر.

تفاجئ فريد من فعلتها هذه إلا أنه تركها هكذا حتى تعود لحالتها الطبيعية، ظلت ملامحه جامدة حتى انتهت وتوقفت هي عن البكاء، لتدرك أخيرًا وضعها ذلك لتسب نفسها بكثرة بداخلها، كيف لها أن تتعرى هكذا أمامه وفضحت مشاعرها، انهارت وبكت أمامه وهي لا تفعل ذلك أبدا.

سحبت يديها سريعًا التي تحاوط خصره، لتبتعد عنه وتجلس على مقربة منه وهي توزع أنظارها في كل مكان بعشوائية دون أن تلتقي بأعينه، فهي غير قادرة على مجابهته لتنتبه ثانية لوجودها بشعرها أمامه لتشهق بخجل وتقوم بربطه، ومن ثم وضعت الحجاب بإحكام عليه وهي تقول بتوتر :- مين اللي شالي الحجاب ؟

رد عليها بهدوء:- أنا علشان تعرفي تتنفسي كويس لما أغمى عليكي .

التقطت نظارتها وارتدتها لتقول بامتنان :- شكرًا.

ردد بمكر وهو يرى وجهها المكتسي بحمرة خجل محببة :- على إيه ؟

أردفت بتلعثم :- على اللي عملته معايا يعني وكدة .

مرر أصابعه على وجنتها المتوهجة بعبث وهو يقول :- هو في واحدة تشكر جوزها بردو !

لم تعرف بما ترد عليه فهو يسحبها في غياهب سحره المثير الذي تخضع له دون إرادة منها، سقط قلبها بين قدميها حينما سألها بثبات وهو يراقب انفعالاتها :- إيه اللي خلاكي توصلي للحالة دي ؟

هزت رأسها بعدم فهم مصطنع واردفت بكذب :- حالة إيه ؟ أنا مش فاهمة أنت بتتكلم عن إيه.

جز على فكيه بعنف فهو يكره أن يكذب عليه أحد ليردد بنفاذ صبر:- بقولك إيه اللي وصلك للحالة دي ما تكدبيش . بقلم زكية محمد

هتفت بخوف من صياحه عليها :- أنا... أنا بخاف من الاصانصير علشان كدة حصل اللي حصل .

قالت هذه الحيلة وهي تتضرع بأن تنطلي الكذبة عليه، ليقول بغيظ :- ولما أنتِ بتخافي من الاصانصير مقولتيش ليه ؟

أردفت بهروب :- ما لقيتك أخدتني علطول فقولت مفيش مشكلة من مرة يعني .

هز رأسه بعدم تصديق ليردد:- أنا هقبل بالسخافات دي بمزاجي، بس لو لقيت إنك مخبية حاجة مش هيكون في نقاش المرة دي، هيكون العقاب عسير أوي فعلشان كدة لو مخبية حاجة قوليها دلوقتي وانقذي نفسك .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن