اقتباس

620 37 5
                                    


عادت من العيادة الطبية وهي تطير كالفراشة  من فرط السعادة التي تغمرها من رأسها لأخمص قدميها، وضعت يدها على بطنها حيث تستقر هذه النطفة برحمها، لا تصدق إنها تحمل منه ثمرة عشقهم، ودت لو تصيح بصوتها كله وتخبر هذا العالم كله بأنها عاشقة حد النخاع لهذا الرجل، بعد أن تخلى عنها البقية وتركوها بمنتصف الطريق.

ضحكت بخفوت وأخذت تفكر في طريقة مميزة، تزف فيها هذا الخبر المفرح إليه، وضعت يدها على وجنتها الحمراء إلى أن لمعت فكرة بداخل عقلها لتصيح بفرح :- أيوة لاقيتها .

قالت ذلك ثم أسرعت متوجهة ناحية المطبخ، تعد له قالبًا من الحلوى والذي تعلمته بحرفية لأجله خصيصًا فقط، وبعد أن انتهت ذهبت لتجهز حالها استعدادًا لاستقباله والاحتفال بهذه المناسبة .

على الجانب الآخر يتواجد بمكتبه وهو يحرر رابطة عنقه باختناق، بات الأمر يخنقه إلى هنا وكفى سينهي الأمر اليوم، سيتحرر من جلد ضميره المبرح له، سيحقق انتقام أخيه الليلة ونصرًا غير مسبوق، لطالما رأى الانكسار بعيني شقيقه، وكم الوجع الذي يستوطن أضلعه، ورغم كل ذلك يظهر إنه بخير ولكن الجميع يعلم أنه بعيد كل البعد عن كونه على ما يرام، نظر في ساعة يده ليجدها قد تعدت السابعة، لينهض وهو عازم على إنهاء هذه المسرحية الهزلية.

وصل لوجهته بعد دقائق وما إن فتح الباب، وجد الأضواء مغلقة إلا نور خافت .
قطب جبينه بتعجب وتوجه نحو ذلك الضوء، ليجدها تقف بانتظاره بهيئتها الجميلة تبتسم له بوداعة، اندفعت نحوه تعانقه بكل حب يكمن بداخلها له، هتفت بحب وهي تستنشق رائحته:- وحشتني أوي.

إلا أنه ظل جامدًا لم يبادلها العناق ولا الشوق، حتى شعرت هي به بجموده لتبعد سنتيمترات وهي تطالعه بغرابة :- مالك ؟

هتف بصوت جامد :- مفيش .

رددت باستنتاج :- أكيد تعبان من الشغل، تعال اقعد وأنا هعملك مساج زي كل مرة .

وما إن تقدمت لتضع يديها على رأسه، أوقفها بحركة من يده لتزداد حيرتها وهي تقول :- أنت مش طبيعي النهاردة، حبيبي مالك ؟

أخذ يضحك بسخرية على جملتها تلك، بينما راقبته هي بدهشة وصدمة كبيرة، وما إن توقف عن الضحك هتف بازدراء :- إيه دة هو أنتِ ما تعرفيش!

طالعته بعدم فهم لتقول برهبة  :- ما اعرفش إيه ؟

ردد بجمود :- اللعبة انتهت خلاص، أنا مليت بصراحة وكفاية أوي لحد هنا .

أردفت بوجل :- لعبة ! لعبة إيه أنا مش فاهمة حاجة خالص، أرجوك فهمني .

تابع بقسوة دون أن يهتز له جفن :- كل اللي عشتيه معايا كان مجرد لعبة مش اكتر، يعني لا بحبك ولا نيلة كدة خلاص خلصنا، أنا كنت واخدك وسيلة أحقق بيها انتقامي فهمتي ولا لسة .

********************************

دة اقتباس من الرواية هستنى رأيكم.
المتاهة٢
بقلم زكية محمد

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن