الفصل السابع عشر

370 40 3
                                    


تعجبت عهد من عدم ظهور جودي لتذهب إليها، طرقت الباب ودلفت لتجدها جالسة على الأريكة، تقدمت نحوها وجلست جوارها وهي تقول بمودة :- إيه مختفيه ليه النهاردة مشوفتكيش ؟ هما الولاد ما وحشوكيش ولا إيه!

نظرت لها جودي بشفقة فها هي تشعر بما مرت به، ليخرج صوتها الضعيف :- أبدا كنت تعبانة شوية .

هتفت عهد بقلق من حالتها تلك :- مالك يا جودي ؟ أنتِ بتعيطي !

لم تستطع أن تخفي دموعها قائلة:- حاسة إني بتخنق يا عهد مش عارفة أتنفس.

ازداد قلق وتوتر عهد لتردد بخوف :- مالك في إيه أنادي ماما ندى ؟

هزت رأسها بنفي وهي تقول :- لا مش مستاهلة، أنا آسفة يا عهد بس والله مليش ذنب .

قطبت جبينها بعدم فهم لتكمل جودي ببكاء توضح لها :- أنا آسفة علشان أتوجعتي بسببي وأديني أهو بدوق نفس الوجع، مؤيد ما بيحبنيش يا عهد أتجوزني بس علشان يبعدني عن طريق أخوه، وأنا الحمارة اللي كنت فاكرة إنه بيحبني زي ما بحبه، تصوري بحبه أوي وهو لا، قلبي واجعني وصعبانة عليا نفسي .

هتفت عهد بحنو وهي تربت على ظهرها :- خلاص يا جودي بطلي عياط، ما تعمليش في نفسك كدة ويا ستي أنا مش زعلانة منك بس أهدي، ما يستاهلش كدة .

اومأت بتأكيد لتقول :- عندك حق هو ما يستاهلش ولا حتى أخوه يستاهل .

دمعت عيناه عهد على ذكره وسرعان ما شاركت الأخرى وصلة النحيب، لتدلف بسمة فجأة وتراهم على هذه الوضعية لتقول بفزع :- في إيه ؟ حد مات ؟

هتفت جودي بغيظ :- تعالي يا بسمة شوفي أخواتك البنات ملطشة بيهم الدنيا إزاي.

تقدمت نحوهن وهي تقول بدهشة :- مالكم ؟ إيه قاعدة المطلقات دي ! إيه الكآبة دي أنا إيه اللي جابني هنا، عالم كئيبة وغم .

هتفت عهد بضيق :- كدة يا بسمة يعني هي دي اخرتها!

رددت بمبالاة:- والله أنا واحدة فرفوشة لا بتحب تعيط ولا بتحب تكتئب.

ضيقت عهد عينيها بغيظ وهي تقول :- ما بلاش بالله عليكي اللي بتقوليه دة، وإن كنتِ ناسية افكرك ها فاكرة يوسف وفاكرة لما قعدتي اليوم كله تعيطي، بلاش تتكلمي تاني .

على ذكر سيرته هتفت بوجه عابس :- ما تفكرنيش يا عهد دة أنا ما بصدق أنسى، أنا يقولي جاهلة بيعايرني ابن جومانة، دة أنا واخدة ثانوية عامة في أحسن مدرسة بس هو اللي شايف نفسه .

قالت ذلك ثم صمتت قليلًا لتقول قبل أن تنخرط معهن في البكاء :- بقولكم إيه هي طالبة نكد أصلا وسعولي كدة مكان جنبكم.

أخذن يضحكن عليها وسط دموعهن، بينما أخذت تبكي وهي تشكو إليهن وكأن الموقف قد حدث لتوه، وهي تقذف يوسف وتنعته بالحيوان تارة وبالبارد تارة أخرى.

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن