الفصل الثاني عشر

476 44 4
                                    


تركته وتوجهت إلى الأعلى ودلفت إلى غرفتها، لتلقي بنظرة سريعة على الصغار وتجدهم ينعمون بنوم هانئ، اتصلت ببسمة على الفور وبعد أن أخبرتها رفضت فورًا لتقول عهد برجاء :- علشان خاطري يا بسمة كدة كدة هما هيجيبوا مربية فأنتِ أولى، أنا عاوزة أساعدك مش أنتِ دايما بتقوليلي إننا أخوات يلا بقى وافقي.

أردفت بسمة بوجل وهي تتذكر موضوع ما وتهتف بغضب ينافي تمامًا تلك الثورة التي بداخل قلبها :- مش عارفة يا عهد، وكمان إزاي هاجي أعيش مع أخوكي دة ما بينزليش من زور .

أردفت عهد بضحك :- متخافيش متحتكيش بيه يلا وافقي بقى علشاني .

تنهدت بعمق فهي بحاجة ماسة إلى العمل، لتقول بالأخير :- خلاص يا عهد موافقة

هتفت عهد بصيحة فرح :- اخيرا أنا مبسوطة أوي هستناكي النهاردة وسلميلي على الجماعة عندك.

أنهت معها المكالمة لتجلس براحة ولكنها انتفضت فجأة حينما دلف عدي إلى الغرفة لتسرع هي قائلة بفزع :- أنت... أنت بتعمل إيه هنا ؟

لم يرد عليها وانما توجه نحوها، لتنهض هي على الفور تحاول الهرب منه، حتى اصطدمت بالجدار خلفها لا يفصلها عنه سوى مسافة تكاد تكون معدومة، بلعت ريقها بتوتر وهي تراقب تعابير وجهه المشدودة، هتف بغضب مكبوت :- لحد امتى هتفضلي كدة ؟ مش كفاية !

نظرت له بحاجب مرفوع وهي تقول بسخرية :-  أنت بتستعبط صح ؟ هو أنت مستوعب عملت إيه ولا متهيألي ؟

زفر بضيق ليقول بتبرير :- يا ست كنت غبي سامحيني بقى .

ضحكت بسخرية قائلة:- بجد ؟ عدي انسى في يوم اسامحك ولا ارجعلك، فاهم ؟

نظر لها بعمق بعينيها ليردد بشوق :- بس أنتِ وحشتيني، وحشتيني اوي صدقيني ندمان على اللي عملته اديني فرصة أصلح اللي عملته .

وعندما نظر لها وجدها صامتة وقد أشتاق إليها حد الهلاك، اقترب منها يروي ظمأ هذه المدة المنصرمة، ليبتعد عنها بعد فترة وصدره يدق بعنف، لقد أشتاق لهذا القرب أليس هو من ابتعد ؟

وعلى حين غرة صفعته بقوة وبكل قهر هتفت بدموع :- مش هسمحلك ترخصني تاني يا عدي، مش هسمحلك تعمل فيا كدة تاني، اطلع برة، اطلع ..

قالتها وقد انفجرت في موجة بكاء حارق، الألم ينخر أعماقها لا يود تركها .
ظل يراقبها بذهول واقترب منها في محاولة منه لتهدئة الأوضاع، إلا إنها دفعته بيدها قائلة بصراخ :- ابعد عني، ابعد. حرام عليك عاوز مني إيه تاني، أنت قتلتني فاهم يعني إيه قتلتني والاسم عايشة، كلهم بيحملوني الذنب وذنبي إيه ؟ إني وثقت في واحد حقير زيك .

ضغط على كفه بعنف حتى ابيضت مفاصله، يستوعب إلى أي درجة أوصلها بحقده وغله، شعر بالاختناق فغادر الغرفة على الفور، وبداخله عزيمة غريبة أن يعود كل شيء لسابق عهده .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن