الفصل الخامس والعشرون ( الخاتمة )

1.5K 90 7
                                    


ركض فريد نحوها بسرعة البرق ليضع رأسها على فخذه وهو يهزها برفق ليقول بلوعة :- ندى، ندى حبيبتي فوقي .

ضغط على شفتيه بيأس وقام بحملها وخرج بها يعدو للخارج، لم يهتم بنظرات من حوله فهمه أن يطمئن على معشوقته هذا بالأول والبقية تأتي ثانية .

وصل بها بعد وقت قليل إلى المستشفى لينزل وهو يحملها بقلق وقد تمكن الهلع منه، دلف للداخل وهو يصيح في الأطباء فهو لا يرى أمامه، وبعد لحظات كانت بالغرفة والطبيبة تفحصها وهو بالخارج يتآكله الخوف عليها، ترى ماذا أصابها يا ترى وجعلها تفقد وعيها ؟ هل هذا بسبب أنه تحدث معها بحدة وحزنت وترتب على ذلك سقوطها بهذا الشكل ؟ لن يسامح نفسه البتة إن كان له يد في ذلك .

خرجت الطبيبة بعد وقت وطلبت منه أن يلج للداخل، دلف بلهفة وعيناه تبحث بشغف عنها حتى وقع بصره عليها ليراها مستيقظة، مسك يديها وقبلها بحب جارف ليقول :- إيه اللي حصلك يا حبيبتي ؟ وقعتي قلبي لما شوفتك واقعة ما بتتحركيش .

ابتسمت له بعذوبة لتغادر الطبيبة بابتسامة، تعطيهم مساحة من الخصوصية قليلًا، بينما هتف فريد بقلق :- ها الدكتورة قالتلك إيه ؟

هتفت بابتسامة عريضة وهو تمسك يده وتضعها على بطنها :- قالتلي هنا في نونو .

جحظت عيناه بشدة حتى كادت أن تخرج من محجريها، ليردد بعدم تصديق:- أنتِ... أنتِ حامل !

هزت رأسها بموافقة وهي تقول :- أيوة حامل يا فريد في شهرين كمان .

دمعت عيناه من فرط الفرحة التي يشعر بها، قبل جبينها بحب واردف بعشق خالص خصه لها وحدها دونًا عن نساء العالمين الأخريات:- دة أسعد خبر ممكن اسمعه، بحبك يا أغلى ندى جات على الأرض كلها .

ابتسمت بحب وهي تستمع إلى كلماته تلك التي لا يبخل عليها أبدًا في سماعها، لتتذكر شيئًا ما ليعبس وجهها وتنظر للجانب الآخر، ليقول فريد بدهشة من تحولها المفاجئ:- في إيه يا ندى ؟ مال وشك قلب ليه مرة واحدة كدة ؟

هتفت بضيق :- متكلمنيش أنا مخصماك .

رفع حاجبه بصدمة ليردد :- نعم يا روح امك!

جعدت أنفها بحنق قائلة:- متجيبش سيرة أمي على لسانك .

مسح على وجهه بعنف ليقول بنفاذ صبر:- ما أنتِ بصراحة تخلي الواحد يطلع عن شعوره .

دمعت عيونها لتقول بصوت مختنق :- طيب يلا أمشي بقى وسيبني علشان أريحك مني .

كاد أن يصيبه الجنون من تصرفاتها تلك ليقول بكل ما أوتي له من ثبات انفعالي :- طيب ممكن بقى تقوليلي مالك، ما كنتي كويسة من شوية ! حصل إيه بس ؟

أردفت بدموع :- أنت زعقتلي قدام الصفرا اللي كانت في مكتبك وكأني مش مراتك .

تنهد بعمق ليقول بصدق :- يعني المفروض تكوني عارفة حاجة زي دي .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن