الفصل الثالث والعشرون

1.1K 89 4
                                    

ما إن تأكد خالد من أنها فقدت وعيها بالكامل رمقها بابتسامة خبيثة منتصرة، فتح باب سيارته وما إن حملها وهم أن يضعها، وجد لكمة قوية توجهت نحو وجهه جعلته يرتد للخلف، كادت هنا أن تسقط لولا ذراعي أحمد التي سندتها ومن ثم توجه لذلك اللعين وقام بضربه بقوة وهو يسبه بغيظ ليردد خالد بمكر :- مالك محموق كدة ليه ؟ شكلك عينك منها ! متخافش تعالى نطلع بيها وناخدها إحنا الاتنين بس أنا الأول أنا اللي خدرتها.

هتف أحمد بغضب :- يا حقير يا ندل دة أنا هطلع بروحك النهاردة.

قالها ثم أخذ ينفث عن غضبه فيه، وكلما تذكر ما كان ينويه هذا الحقير نحوها يزداد احتدامه أضعاف مضاعفة، تركه بعد مدة ليتوجه نحو تلك المسكينة التي لا تعي اي شيء مما يدور حولها، حملها وتوجه بها إلى سيارته ليفتح لها الباب ومن ثم وضعها برفق، ليتصل على منصور بضرورة أن يحضر في مرآب السيارات للضرورة القصوى، والآخر لب النداء وبداخله قلق مما سوف يسمع أو يرى .

ما إن وصل منصور هناك قابله أحمد ليردد بقلق :- في إيه يا ابني جايبني على ملا وشي ليه ؟

هتف أحمد بتوتر وروية :- بص حضرتك في حاجة كدة لازم تعرفها وأول حاجة لازم تكون هادي .

دب القلق بقلبه أكثر ليقول بثقل :- يا ابني أتكلم في إيه ؟

سحب نفسًا عميقًا ليزفره بقوة، ومن ثم قص عليه كل ما رآه وسمعه من ذلك الخسيس، وما إن انتهى هتف برعب :- وبنتي بنتي فين ؟

ردد أحمد بسرعة :- متخافش قاعدة في عربيتي هحاول أفوقها، الحمد لله جيت في الوقت المناسب

ثم هتف بهمس بينه وبين نفسه :- وإلا ما كنتش هسامح نفسي العمر كله .

توجه منصور ناحية خالد الملقى على الأرض وفاقد وعيه ليبصق عليه وهو يقول بوعيد :- ماشي يا ابن كمال إن ما ربيتك على عملتك دي مبقاش منصور الألفي.

ثم توجه ناحية ابنته ليضرب بيديه على وجنتيها برفق وهو يحاول أن يوقظها، ولكن لا توجد أي استجابة ليقول بخوف :- ما بتفوقش ليه أنا هوديها المستشفى نطمن عليها .

أومأ له ليتحركا بسيارة أحمد إلى إحدى المستشفيات للاطمئنان عليها، وبعد دقائق خرج الطبيب ووجدهم ليقول بابتسامة بسيطة:- متخافوش هي فاقت بس بفعل المخدر علشان تقيل خدت وقت، هي كويسة وتقدروا تاخدوها معاكم دلوقتي.

دلف منصور وأحمد للداخل وما إن رأتهم هنا انفجرت باكية، ظنًا منها أن ذلك الحقير قد فعل بها شيئًا ليقترب منها منصور بلهفة ويحتضنها وهو يقول :- بس أهدي بس مفيش حاجة أنتِ كويسة .

أخذت تهز رأسها بشكل هستيري لتردد بهلع:- هو ...هو يا بابا ....

أردف بسرعة :- متخافيش معملش حاجة أحمد لحقك الحمد لله على آخر لحظة وضرب الجبان دة كمان .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن