بلعت ندى ريقها بصعوبة وهي تتراجع للخلف بذعر قد طغى عليها وشعرت بأنها النهاية لا محال، أخذ يتقدم نحوها بدوره وهو يردد بعبث :- علشان تعرفي إن ملكيش مكان غير حضن حبيبك أكرم.
شعرت بالغثيان من كلماته وخرجت كلماتها بصعوبة :- متقربش وإلا هصوت .
ردد بعدم اكتراث:- صوتي يا بيبي ميهمنيش .
قال ذلك ثم جذبها من ذراعها حتى باتت ملتصقة به، ليردف بفحيح أفعى سامة :- خلاص مفيش حاجة هتبعدك عني بعد كدة .
أخذت تقاتل بضراوة للفرار منه، ولكنه كان يقيدها بإحكام لتغرز أظافرها بعنقه بقوة فيتألم ويضطر إلى أن يتركها، حدجها بغضب وهو يضع يده على عنقه ليرى يده ملطخة بالدماء ليردد بوعيد :- أنتِ اللي جبتيه لنفسك طالما الذوق مش نافع معاكي يبقى نجرب القوة .
ركضت لغرفتها لتحتمي بها منه وتبحث عن هاتفها لتتصل بمنقذها، ولكنه كان أسرع منها حينما دفع الباب قبل أن تغلقه، صرخت بهلع حينما جذب وشاحها والقاه بالأرض، بينما ظل يقترب منها بمكر شديد جعلها تعيش أسوأ لحظاتها .
في نفس الوقت يركض فريد على السلم بكل سرعته، حتى وصل للشقة ويضطر أن يكسر الباب فعندما علم بوجوده هنا أسرع كالصقر إلى هنا، دلف للداخل وسمع صراخها ففارت الدماء أكثر بعروقه وأسرع نحو الصوت لينقذها.
ما إن دلف ووجد ذلك الحقير يحاول أن يتعدى على زوجته، وبدون تردد جذبه بعنف ثم أخذ يسدد له اللكمات بشكل عنيف، حتى كاد أن ينهي حياته ولكنه يريده حيًا فالحساب معه لم ينتهي بعد، فأمامه العديد من المساءلات والتي لن يفر منها، لن يكتفي بهذا القدر فقط بل سيذيقه شتى أنواع العذاب على ما فعله بها .
تركه حينما فقد وعيه لينهض وينظر لتلك المسكينة التي ترتجف كالعصفور، جذبها لصدره بحماية لتتعلق به كالغريقة ووجدت لها طوق نجاة، أخذت تبكي بعنف ولا تصدق أنها نجت من تحت يده، بدأت شهقاتها تعلو شيئًا فشيء وهو يضمها بقوة وعينيه تطلق سهام الاحتدام العارم، سيري ذلك الحثالة كيف يعبث معه ومع من يخصه .
أخذها بعيدًا عن مرمى ذلك الحقير لينظر لهيئتها الرثة وهو يقول بحنو :- خلاص أهدي مفيش حاجة هتمسك بشر بعد كدة أوعدك .
نظرت له بعينيها الدامعتين وهي تقول :- بجد ؟ أنا مش عاوزة أشوفه تاني، مش عاوزة أخاف تاني تعبت والله تعبت .
أردف بحنو :- خلاص أهدي مفيش حاجة من دي هتحصل اطمني أنا جنبك ومش هسيبك.
احتضنته بقوة والخوف لا يزال يسيطر عليها مما عاشته في اللحظات العصيبة التي مرت بها منذ دقائق، وأخذت تتمتم بالحمد بداخلها إنها نجت من براثن الذئب هذه المرة .
أمر فريد رجاله بأخذ أكرم بعد أن وضع ندى بغرفة أخرى، ليمكث هو معها لبعض الوقت كما أمر رجاله بتصليح الباب قبل عودة أبيها حتى لا يشك في أي شيء . بقلم زكية محمد
أنت تقرأ
المتاهة ( الجزء الأول والثاني)
Randomنتوه في دروب الدنيا بحثًا عن الحقائق، نصل لأهداف قد تهدأ من روع أمورنا ولكن هل سنجد طريقًا أم سنظل في متاهة لا خروج منها . كوميديا دراما رومانسية كل هذا الخليط تجدونه في المتاهة .