ظل إياد طوال الطريق صامت لا يجرؤ على الحديث معها، وبداخله خوف كبير من رفضها ذاك .
ما إن وصلا نزلت على الفور ودلفت للداخل وتبعها هو لتقوم بما أذهله إذ خلعت سكن حذائها فجأة، ومن ثم ضربته به ليركض هو محاولًا تفادي ضرباتها وهو يقول :- يا ماما في إيه بس ؟هتفت بحدة :- بقى مش عارف يا روح امك دة أنا هطلع عينك النهاردة.
أتى عاصي في هذه اللحظة إثر سماعه الضجة هذه، ليتفاجئ بهذا المنظر ليقول بحدة :- إيه الجنان دة ؟ أقف يا ولد وأنتِ يا هانم مش هتعقلي يا اللي هتبقي جدة !
أردفت بانفعال :- قول للمحروس ابنك، أنا لا يمكن أوافق على المهزلة دي أبدا .
هوى فؤاده بين قدميه ليقول بحسرة :- ليه يا ماما حرام عليكي.
تابعت بحدة :- أنت اهطل يلا، بقى يا ناقص يا عايب من قلة البنات عاوزني أروح أتقدملك لطفلة، عاوزني أشارك في جريمة زي دي ازاي ؟ ها رد عليا .
تدخل عاصي في هذا التوقيت ليقول بفضول:- أنتِ شوفتيها ؟
هزت رأسها بتأكيد لتردد بعدم استيعاب :- شوفتها ويا ريتني ما شوفتها، إزاي أوافق على ارتباطك يا أستاذ بعيلة زي دي، مش مكسوف من نفسك ! كملت الخمستاشر سنة دي ولا لسة اللي عاوز تتجوزها دي يا أخويا.
هتف الوالد بدهشة من حديثه لولده :- الكلام اللي بتقوله والداتك دة حقيقي ؟
عض شفتيه بغيظ شديد ليقول بضيق :- يا جماعة حرام عليكم أدوني فرصة أشرح وأفهمكم، مش كدة .
ردت عليه سكن بحنق :- ادينا سكتنا يا أخويا.
تابع بتريث :- يا أمي يا حبيبتي دي مش عيلة، دي واحدة كبيرة والله وعندها واحد وعشرين سنة .
أردفت بعدم تصديق:- كداب في أصل وشك، عبيطة أنا علشان تضحك عليا .
تحدث بصدق :- أقسم بالله ما بكدب هي كدة يا أمي عيلة في نفسها أعمل إيه أنا بقى ! خلقة ربنا .
نظرت له بذهول قائلة :- بجد يا أبو طويلة ؟
هز رأسه بنعم وهو يقول :- وربنا ما بكدب يا أمي حرام عليكي زمانها بتعيط دلوقتي الله يسامحك .
أردفت بتبرير :- ما أنا مكنتش أعرف، أنا لحد دلوقتي مش قادرة أصدق بقولك ايه تجبلي بطاقتها هجوزهالك، غير كدة يفتح الله ما أنا لازم أتأكد بنفسي .
ردد بقهر :- حاضر يا ماما هعملك كل اللي أنتِ عاوزاه بس سيبيني اروحلها وأصلح الوضع النيلة دة .
وبالفعل تركهم ليتوجه بسرعة البرق نحو النادي، وبالفعل وصل بعد دقائق معدودة، وبالفعل وجدها تبكي ليجلس قبالتها وهو يردد بحنو :- ممكن تبطلي عياط .
هزت رأسها بنفي وهي تقول :- لا مامتك قالت عليا إيه ؟ دي مشيت علطول حتى !
على فكرة بقى هي لو لفت الدنيا كلها مش هتلاقي زيي .
أنت تقرأ
المتاهة ( الجزء الأول والثاني)
Randomنتوه في دروب الدنيا بحثًا عن الحقائق، نصل لأهداف قد تهدأ من روع أمورنا ولكن هل سنجد طريقًا أم سنظل في متاهة لا خروج منها . كوميديا دراما رومانسية كل هذا الخليط تجدونه في المتاهة .