نهض فريد من مكانه وتوجه نحوها ليقول بغموض :- نعم ! عيدي اللي قولتيه تاني كدة .تراجعت للخلف بقلق لتكرر ما قالته :- قولت إحنا لازم نتطلق.
أردف بتهكم:- ها وايه كمان ؟
اصطدمت بالجدار خلفها لتقول بتوتر :- متنساش إحنا اتجوزنا إزاي ولا أنا أبقى مين ولا أنت تبقى مين .
ضيق ما بين حاجبيه ليردد بجمود:- لا مش عارف يا ريت تعرفيني أنتِ.
تابعت بتوتر اكبر:- الجوازة دي أنا كنت السبب فيها وأديني أهو بعفيك من أي ارتباطات، أنت مش هتنسى إني ابقى بنت عدوك علشان كدة لو سمحت يعني كفاية وكل واحد يرجع لحياته الطبيعية، اه وحاجة كمان يا ريت ترجع شركة بابا تاني أظن إنها مش فارقة معاك في حاجة دي متجيش نقطة في بحر اللي عندك .
أردف فريد بعبث :- بتقري عليا بردو!
هزت رأسها قائلة بحرج :- مش قصدي كدة، بس أنا بوضح وجهة نظري يعني .
أومأ بهدوء مريب ليقول بخبث وهو يقترب منها حد الخطورة :- متأكدة إنك عاوزة تطلقي وتعدي .
أحاطتها هالة من الخجل الرهيب، من قربه الذي يمثل خطورة كبيرة على حصون قلبها، ابتلعت ريقها بصعوبة لتهز رأسها بنعم دون أن تنطق بكلمة، ليقول بهمس إلى جوار أذنها :- بصيلي وقولي أيوة.
هزت رأسها رافضة فهي تعلم تمام العلم إنها مسلوبة الإرادة إلى جواره، لتقول بصوت مبحوح :- لو سمحت أبعد.
ابتعد عنها ليقول بانتصار فهو يعلم كم يؤثر عليها :- روحي شوفي شغلك مش عاوزين نخسر موظفة هايلة زيك . بقلم زكية محمد
نظرت له بغيظ فهو يتجاهل حديثها لتقول بحنق :- وبالنسبة لكلامي إيه هوا !
ردد بمكر :- ما بلاش تقولي كلام أنتِ مش قده علشان أنتِ اللي بتطلعي خسرانة في الآخر.
دبت الأرض بقدميها لتقول بتذمر :- على فكرة أنت بني آدم مستبد ها .
قالت ذلك ثم فرت هاربة من أمامه، ليبتسم بخفوت عليها ويتابع عمله .
************************************
توقف بهم الزمن فور سماعهم لتلك القذيفة، ما هذه الكارثة التي تفوهت بها تلك الحمقاء ؟
هتفت والدة الفتاة بعدما سمعت تصريح هنا الناري لتوبخ والدة أحمد:- إيه دة يا نعمات ؟ أنتِ جايباني أنا وبنتي نتهزأ ولا إيه، قومي يا رحمة يلا يا بنتي عالم قليلة الذوق بصحيح .قالت ذلك ثم أخذت ابنتها وانصرفت بغضب ساحق، ليتبقى ثلاثتهم في هذا الوضع .
مازال أحمد ينظر لها بذهول يحاول أن يستوعب ما قالته، كيف لها أن تجرؤ أن تلفق له هذا الإتهام الوضيع بهذا الشكل السافر، هذه الوقحة هل تظن أن الأمر لعبة وتتسلى بها لبعض الوقت، لطالما كره هذه الطبقة فهم يتصرفون وكأن العالم ملكهم وأن بقية البشر لا قيمة لهم، لم تأخذ في الاعتبار أي شيء لتقوم بتمثيل هذا الدور .
أنت تقرأ
المتاهة ( الجزء الأول والثاني)
Acakنتوه في دروب الدنيا بحثًا عن الحقائق، نصل لأهداف قد تهدأ من روع أمورنا ولكن هل سنجد طريقًا أم سنظل في متاهة لا خروج منها . كوميديا دراما رومانسية كل هذا الخليط تجدونه في المتاهة .