الفصل الرابع عشر

445 38 3
                                    


أتى إياد إلى النادي لرؤيتها ويتحدث معها في أمر هام، ليريح قلبه الذي يعمل بصخب.
لن يسير خطوة نحو هذه الزيجة دون أن يتأكد من صدق مشاعرها نحوه، وإنها لا تتخذ الأمر سوى اتفاق كما أبرموه سويًا من قبل، فلن يهدر مشاعره عبثًا .

جلس ينتظرها ريثما تأتي وما هي إلا ثوان وقد جلست أمامه بابتسامتها المشرقة وهي تقول بفرحة لرؤيته :- ازيك يا إياد عامل إيه ؟

ابتسم بهدوء وهو يقول :- الحمد لله، أنتِ عاملة إيه ؟

اجابته بشكل عفوي :- بقيت كويسة لما شوفتك .

وضعت يدها بسرعة على ثغرها وكأنها اقترفت جرمًا ستُعاقب عليه، بينما ابتسم هو على عفويتها تلك ليقول بهدوء :- أنا جتلك النهاردة مخصوص علشان أتكلم معاكي في موضوع مهم أوي.

قطبت جبينها بشكل لطيف وهي تقول بانتباه :- في إيه ؟
سرعان ما شهقت بقوة وهي تردد بقلق :- أنت رجعت في كلامك ولا إيه ؟ يا لاهوتي يا أنا يا أما.

قاطعها وهو يردد بحدة :- اخرسي يا سهيلة أنا على آخري منك .

أردفت بنبرة على وشك البكاء :- أومال في إيه ؟

زفر بحنق وهو يقول :- بطلي أم الغباء دة بقى، ركزي معايا أنا بالنسبالك إيه ؟

اجابته بسرعة:- خطيبي .

أردف بغيظ كبير من بين أسنانه:- عارف إني زفت خطيبك، بس يعني أنا إيه عندك، من الآخر كدة أنتِ بتحبيني ؟

أصدرت شهقة تعبر عن صدمتها من سؤاله المفاجئ، وقد تدرجت الحمرة القانية إلى وجنتيها، ولم ترد عليه من فرط خجلها .

كرر هو السؤال وبنفاذ صبر :- يا سهيلة أنا بتكلم بجد مش بهزر، واجابتك دي هتحدد حجات كتير في علاقتنا دي .

سألته بخوف :- يعني إيه ؟

رد عليه بحزم وبشكل قاطع :- يعني يا بنت الناس الطيبين لو واخدة الموضوع لحد دلوقتي في إطار الإتفاق إياه وأنه مجرد لعبة يبقى كل واحد من طريق إنما لو وخداه جد هيبقى فيها كلام تاني، أنا اتشديتلك من أول مرة شوفتك فيها لحد ما وقعت في حبك ولا حدش سمى عليا .

عضت على شفتيها بخجل كبير، وقد ازدادت ضربات قلبها بشكل غير طبيعي، وقد قررت أن تفصح  عما في داخل قلبها، فهي لن تضيعه بعد أن وجدت نفسها معه، لتقول بخفوت مما جعله يميل نحوها ليسمع ما تقوله :- أنا... أنا مش عاوزة اسيبك يا إياد علشان أنا بردو وقعت فيك .

تهللت اساريره ليردد ببهجة :- دة بجد يا صغنن ؟

عبست بوجهها بلطف لتقول بضيق :- بطل بقى أنا كبيرة مش صغننة .

ضحك بقوة عليها ليقول :- ماشي يا عم الكبير، حيث كدة بقى أنا هكلم والدك ونحدد معاد الفرح علشان يكون مع مؤيد .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن