سقطت هنا أرضًا هامدة ليتطلع لها أحمد بصدمة كبيرة، توجه ناحيتها بسرعة وحملها ودلف بها إلى مكتبه وطلب من مروة أن تأتي له بكوب ماء، أخذ يضربها بخفة على وجنتيها برفق بعدما مددها على الأريكة، وعندما لم يجد منها استجابة دلفت مروة في تلك الأثناء وهي تحمل الماء لتضعها على الطاولة قائلة بقلق :- لسة ما فاقتش.أردف أحمد بسرعة :- معاكي برفان ياريت تجيبيه علشان نفوقها بيه .
أسرعت للخارج تلبي طلبه لتعطيه الزجاجة وينثر منها على يده، ومن ثم قربه من أنفها ليكرر الفعلة مرات حتى استجابت وبدأت في فتح مقلتيها.
تنهد هو براحة ما إن رآها استيقظت، لتعتدل هي بسرعة وما إن استوعبت أين هي، نهضت قائلة بتعب وترنح:- أنا إيه اللي جابني هنا ؟
كادت أن تسقط لولا يديه التي شكلت درعًا لها وهو يقول :- حاسبي !
نفضت يديه بعيدًا وكأنه وباء لتقول بقوة رغم ضعفها الظاهر :- ملكش دعوة بيا، أبعد . مروة تعالي ساعديني أروح مكتبي .
قالت ذلك ثم توجهت برفقتها وهي تستند عليها، تاركة خلفها ذاك الواقف والذي يحيطه الغضب من ردة فعلها، وكأنه غير مسؤول عن ذلك .
بعد وقت عاد من الاجتماع وهو يحمل كيس به بعض المشتريات، ليضعه أمام مروة وهو يقول بجدية :- وصلي الأكل دة لهنا وخليها تاكل ومتقوليش إني أنا اللي جايب الأكل، اتصرفي أهم حاجة اسمي ما يجيش قدامها لحد ما تاكل .
قال ذلك ثم توجه لمكتبه لتنظر لأثره بعدم فهم لتقول:- أما غريبة بشكل ! هو إيه العبارة بين الاتنين دول ؟ ! يلا وأنا مالي أنا عليا أنفذ وبس .
قالت ذلك ثم طرقت بابها وولجت بهدوء لتضع المشتريات أمامها قائلة بابتسامة:- أنا جبتلك الأكل دة، شكلك ما فطرتيش علشان كدة وقعتي من طولك، يلا كلي بقى .
رسمت ابتسامة بسيطة على شفتيها لتقول :- أنا فعلا جعانة.
ثم أخذت تعد على يدها بتذمر :- ما اتغديتش وما اتعشتش والنهاردة ما فطرتش.شهقت مروة بصدمة قائلة:- يا لهوي! ليه كل دة وصحتك هانت عليكي .
أردفت بغل :- عندك حق هانت صحتي علشان ناس ما تستاهلش، بس أنا هاكل واتبسط ولا كأن في حاجة حصلت، شكرا يا مروة .
قالت ذلك ثم راحت تستكشف الطعام لتجد علبة بيتزا لتلمع عينيها بجوع، وسرعان ما أخذت تأكل بنهم شديد نال شفقة الأخرى، لتتركها وتخرج وتغلق الباب لترتد للخلف وهي تشهق بعنف مرة أخرى ولكن هذه المرة ما إن وجدت أحمد بوجهها ليقول بتحذير :- ششش اسكتي، ها أكلت ؟
أردفت بعفوية :- أيوة أكلت دي يا عيني ما أكلتش من بعد فطار امبارح أي حاجة .
لوى شدقيه بأسى فهي لم تأكل بسببه هو، ولكن اعترته الراحة ما إن علم أنها تتناول الطعام الآن، تركها ودلف ليتابع عمله وشعور الضيق يحاوط صدره لا يود تركه بسهولة .
أنت تقرأ
المتاهة ( الجزء الأول والثاني)
Randomنتوه في دروب الدنيا بحثًا عن الحقائق، نصل لأهداف قد تهدأ من روع أمورنا ولكن هل سنجد طريقًا أم سنظل في متاهة لا خروج منها . كوميديا دراما رومانسية كل هذا الخليط تجدونه في المتاهة .