الفصل السادس عشر

346 39 3
                                    


اجتمعت مي بصديقاتها في الجامعة بعد أن انتهوا من محاضرات اليوم كالعادة لتردد هي بضحك :- حزروا فزروا شوفت مين ؟

هتفت إحداهن :- شوفتي حازم صلاح الكراش بتاعك.

هتفت بحالمية:- شوفته النهاردة أيوة بس مش دة .

أردفت أخرى:- أومال شوفتي مين يا ترى ؟

هتفت بعبث :- فاكرين بسمة بتاعة الدروس الخصوصية ايام ثانوي ؟

رددت إحداهن بضحك :- مش معقولة بسمة مجنونة يوسف !

هزت رأسها بنعم وهي تقول بتأكيد:- أيوة هي ومش هتتخيلوا قابلتها فين .

ثم أخذت تقص عليهن تلك المقابلة السابقة لتنتهي بقولها:- بس مبقاش مي إلا ما فضحتها .

أردفت فتاة بحماس:- واو بجد وحشتني مقالبك يا مي مستنيين أوي نشوف .

أردفت بمكر :- اتفرجوا وشوفوا هعمل إيه وادي أول خطوة .

قالت ذلك ثم أخرجت هاتفها واتصلت بيوسف لتخبره :- يوسف إحنا هنعمل عيد ميلاد جوجو التالت هنا عندنا في الفيلا.

هتف ببساطة:- مفيش مشكلة يا مي أنا هبعت منظمين الحفلة علشان يشوفوا هتعملوا إيه.

رددت باعتراض :- لا متجبش حد جوجو دي بنت أختي، ودي حاجة قليلة علشانها أنت كل ما عليك تجيب جوجو وتيجي .

ضحك يوسف بهدوء ليقول:- ماشي يا مي هجيب جوجو وآجي، هضطر أقفل دلوقتي علشان معايا شغل ونبقى نشوف الموضوع دة بعدين.

أردفت بسرعة ؛- وياريت تجيب المربية بتاعتها معاها .

استغرب يوسف من هذا الطلب لتسرع هي تقول بتبرير :- علشان تاخد بالها منها يعني.

أردف بتوضيح :- بس بسمة مربية ولاد عدي مش بنتي .

هتفت بغيظ من منادته لها باسمها لتقول بمكر:- ما علشان تاخد بالها منها زي ما قولتلك، أوعى تنسى يلا باي .

أغلقت المكالمة وحيرة يوسف في ازدياد من كثرة إلحاح مي على إحضار بسمة للحفل.
بينما عند مي ما إن أنهت المكالمة، أخذت تضحك بقوة وهي تقول لرفيقاتها:- اديني قولتله اتفرجوا وشوفوا الباقي .

أردفت أحداهن بضحك :- يا عيني دي هيتعمل منها شاورما.

تعالت ضحكاتهن وتلك المسكينة لا تعلم مدى الحقد الدفين ذاك، ولا بالذي يتم تخطيطه من خلف ظهرها .

************************************

دلف عدي إلى غرفة عهد التي تقطن بها مع الأطفال، تحرمه من قربها وقرب أبنائه إليه، هو المخطئ يعلم ولكنه يود لو تصفح عنه، كيف السبيل إلى وصالها ؟ ليته يعرف لسار فيه على الفور .

وجدها تغط في نوم عميق وبجوارها الأطفال في مشهد أسر لبه، تقدم بخفوت منهم كي لا يصحو أحد.
جلس إلى جوارها وهو يتأملها بحب، يعنف ذاته بكثرة على ما ارتكب في حق هذا الملاك، فهي لا تستحق أن تتلقى ذلك منك بعد أن صدها الجميع وتخلى عنها .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن