خيم الصمت على المكان لتقول ندى بعدم تصديق لما سمعته منذ لحظات منها :- بتقولي إيه يا طنط أمينة ؟ إزاي مش ابنه ودي مش مراته ؟
اجابتها أمينة بتوضيح :- هي مراته بس مش مراته .
جعدت أنفها بضيق لتقول :- اللي هو إزاي يعني ؟ فزورة دي ولا إيه!
ردت بضحك :- لا مش فزورة بس جومانة الله يسامحها ضحكت على ابني الصغير وحملت منه .
شهقت ندى بصدمة قائلة :- هو أنتِ عندك ابن تاني ؟ فينه طيب ليه مش بشوفه هنا ؟
لمعت الدموع بعينيها وهي تقول بأسى:- مشفتهوش علشان هو ميت من سبع سنين .
وضعت ندى يدها على ثغرها وهي تشهق بعنف لتقول :- أنا آسفة مكنتش أعرف ربنا يرحمه .
اومأت بخفة وهي تردد :- آمين، يوسف ابنه من جومانة رسمت عليه وقدرت تضحك عليه، اضطرينا نكتب كتابهم علشان الولد يتسجل باسمه، وفعلا دة حصل بس ملحقش يعيش معاه ولا يشوف ابنه بيكبر قصاد عنيه، عمل حادثة ومات ومن وقتها جومانة قعدت تضغط علينا بأنها هتاخد الولد وتمشي بس علشان نمنع دة اضطر فريد يتجوزها، ومن يومها وهي عايشة معانا هنا .
نظرت ندى لها بأعين متسعة من هول ما سمعته، يا لها من قصة خيالية بالفعل !
كل ذلك حدث يوسف ليس ابنه ولكن لا تزال جومانة زوجته لتقول :- بس هي مراته قبلي وحرام عليا أقعد اكتر من كدة .
ردت بحزم :- بس أنا مش عاوزة مرات ابن لابني غيرك .
طالعتها ندى بدموع لتردد :- حتى بعد اللي عرفتيه لسة متمسكة بيا، مش هتقولي استحالة أخلي واحدة زي دي تبقى على ذمة ابني يوم واحد، واحدة ....
قاطعتها أمينة وهي تردف بحزم ؛- اسكتي متكمليش حرام عليكي نفسك، ندى أنا من الأول كنت حاسة إنك شايلة هم كبير أوي عليكي، بس ما اتوقعتش أبدا يكون بالبشاعة دي .
أردفت بدموع :- بابا لو عرف هيقتلني، صح ؟ هو قالي كدة .
تلبستها حالة من الرعب عند هذه النقطة، لتقول أمينة بحنان :- أهدي متخافيش أنا معاكي .
احتضنتها ندى بخوف تستمد منها الأمان، وهي تدعو الله بأن تسير الأمور على ما يرام في هذه الأثناء سمعا طرق على الباب ليدلف فريد، ليدب الرعب بقلب ندى وتتسع أعينها بذعر وهي تطالعه .
هتف هو بجمود:- سيبينا لوحدنا يا أمي.هزت ندى رأسها بنفي وهي تنظر لأمينة كي تنجدها من هذا المأزق، لتنظر أمينة لها ومن ثم لفريد بتوتر، كرر حديثه وهو يقول بصرامة :- لو سمحتي يا أمي سيبينا لوحدنا .
نهضت أمينة مرغمة وهي تطالع تلك المسكينة التي تنظر لهم بضياع، لتقول بحذر :- ما تأذيهاش علشان خاطري .
قالت ذلك ثم غادرت الغرفة، ليقترب هو منها لتقف ندى ولا تعلم أين تهرب منه، أخذت تتراجع للخلف بينما هو يتقدم حتى احتجزها بينه وبين الجدار فلم تجد لها مخرج، نظرت له بعينيها ليتمتم بداخله بكلمات قبل أن يقول بهدوء :- فطرتي ؟
أنت تقرأ
المتاهة ( الجزء الأول والثاني)
Randomنتوه في دروب الدنيا بحثًا عن الحقائق، نصل لأهداف قد تهدأ من روع أمورنا ولكن هل سنجد طريقًا أم سنظل في متاهة لا خروج منها . كوميديا دراما رومانسية كل هذا الخليط تجدونه في المتاهة .