الفصل العشرون

474 37 3
                                    

 
بدأ فريد يلاحظ غياب ابنه عن المنزل بشكل ملحوظ، لا يدلف إلا بوقت متأخر من الليل، وتعجب إلى أين يذهب بعد أن ينتهي عمله ويقضي كل هذا الوقت فيه، طلب مؤيد ويوسف ليأتيا لمكتبه على الفور، وبعد أن جلسا هتف فريد بقلق :- حالة عدي مش عجباني الفترة الأخيرة.

مط يوسف شفتيه بحنق ما إن تحدث عن عدي، بينما هتف مؤيد بخوف على توأمه هو الآخر:- فعلا يا بابا مش دة أبدا عدي اللي نعرفه، وكأن في حد بدله وجاب واحد مكانه .

هتف بصرامة :- عاوزكم تعرفوا بيروح فين بعد ما بيخلص شغل، دة ما بيرجعش غير متأخر ويا ويله لو بيعمل حاجة غلط .

ردد يوسف بسخرية :- تلاقيه بيسهر مع بنات عادته ولا هيشتريها، على العموم ماشي يا بابا هنشوفه بيروح فين ويا ويله يا سواد ليله لو بيلعب بديله من ورا أختي.

ردد فريد بهدوء :- يوسف خلاص مش وقت الكلام دة المهم دلوقتي تعرفلي هو بيروح فين وبيعمل إيه.

اومأ له بتأكيد ومن ثم نهض برفقة مؤيد، وتوجها للخارج ليراقبا عدي ويعرفا إلى أين يذهب في ذلك التوقيت.

وبالفعل بعد أن غادر الجميع الشركة، ها هما يجلسان في السيارة يراقبون خروجه من بعيد حتى لا يشعر بأنه تحت المراقبة.
هتف مؤيد بحذر ما إن رأى عدي:- بس خلاص أهو طالع.

ردد يوسف بضيق :- أخيرًا خلينا وراه ونشوف البيه بيروح فين، لا وعاملي فيها قيس الولهان ! دلوقتي نعرفه على حقيقته البيه .

أخذوا يسيروا خلفه بالسيارة بحذر شديد، وهو لم يهتم بذلك من الأساس فيكفي ما هو فيه، توقف بعد وقت عند النادي ودلف للداخل، لينزلا هما خلفه ليقول مؤيد بتعجب :- جاي يعمل إيه هنا دة دلوقتي!

أردف يوسف بسخط :- تلاقيه مواعد واحدة صحيح ديل الكلب عمره ما يتعدل .

ساروا خلفه بهدوء ليجدوه يدلف لصالة الألعاب وبدل ملابسه، ليتوجه إلى الأوزان ويتدرب عليها، ليقف مؤيد وهو يقول على مقربة منه :- ظلمنا الواد يا جو دة طلع بيروح الجيم وأنا أقول الواد عدي نشف مرة واحدة كدة ليه !

تنهد يوسف براحة ليقول :- الحمد لله ما طلعش اللي في بالي وإلا كانت ليلته هتبقى سودا .

تركوه لبعض الوقت ومروا عليه ليجدوه على وضعه مع اختلاف ممارسته لنوع الرياضة، تقدم منه مؤيد وهو يقول :- حبيبي الشق بتعمل رياضة من غيري. 

توقف عدي ليراهم ماثلين أمامه ليقول بدهشة :- انتوا جيتوا امتى ؟

هتف مؤيد بمرح :- لسة جايين أهو أنت اللي بتعمل إيه كل الوقت دة ؟

ردد بمبالاة :- مفيش بلعب رياضة زي ما أنت شايف .

أردف مؤيد بحذر :- طيب يلا بينا علشان نروح ونتعشى مش وحشك اكل ندى ولا إيه!

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن