الفصل السادس

372 37 4
                                    


دلف عدي إلى الجامعة لزيارة صديقه والذي يعمل دكتورًا جامعيًا بها، وفي أثناء سيره للمكتب الخاص برفيقه، اصطدم بفتاة تأتي من الناحية المعاكسة له، نظرت له لتقول برقة :- أنا آسفة ما اقصدش.

طالعها بدهشة ولوهلة سرح في جمالها الخلاب ليقول بغزل :- لا براحتك أنتِ تخبطي فيا زي ما أنتِ عاوزة .

نظرت للأرض بحرج بينما تدارك هو نفسه ليقول :- مفيش مشكلة ابقي خدي بالك المرة الجاية لأحسن تخبطي في حد تاني .

رددت بهدوء:- إن شاء الله بعد اذنك.

هتف بسرعة :- استني

توقفت تطالعه بتعجب، بينما ردد هو بخبث :- أنتِ بتدرسي هنا ؟

اومأت له بنعم ليكمل هو :- ممكن توديني مكتب الدكتور محمد أمين.

أردفت بتأكيد:- دة الدكتور بتاعي وعارفة مكتبه كمان .

أردف بمكر :- طيب ممكن توديني علشان أنا تايه هنا .

هزت رأسها بموافقة لترد عليه بأدب:- ماشي يلا بينا .

وأثناء سيره لم يتوقف عن التغزل بها وسط حرجها الزائد منه، لا تنكر أن طلته الرجولية قد أثرت فيها بشكل ما، تنفست الصعداء ما إن وصلا للمكتب لتقول له بوجه مشتعل من الخجل :- أهو دة المكتب بعد اذنك

قالت ذلك ثم فرت هاربة من أمامه، بينما طالع إثرها وهو يتمتم :- مسيرك تقعي تحت أيدي هو إحنا هنروح من بعض فين .

قال ذلك ثم طرق الباب ودلف ليجد صديقه منكبًا على الأوراق، ليرفع محمد رأسه وما إن رآه وقف يستقبله بحماس وترحاب، عانقه ليقول بابتسامة عريضة:- عاش من شافك يا راجل .

هتف عدي باعتذار :- أنت عارف إن الشغل بياخد كل وقتي.

غمز له بعينيه ليقول بعبث :- الشغل بس بردو

ضحك عدي ليقول :- إيه يا عم ما تهدى علينا كدة، بس ايه أنا راشق هنا كل يوم دة الحلويات كلها عندك .

ردد محمد بضحك :- احترم نفسك أنت مش صغير على الحجات دي، لكن هقول إيه من يومك كدة .

أردف بعبث :- يا عم بختك قاعد هنا مش أنا اللي مسحول في الشركة، يلا بقى علشان تلففني هنا شبر شبر .

هتف وهو يهز رأسه بيأس من صديقه :- استنى هراجع شوية ورق مهم هخلصه وأقوم معاك .

ردد باقتراح :- طب هساعدك تخلص بسرعة .

ردد محمد بموافقة :- إيه رأيك تقعد على اللاب وتراجعلي بيانات الطلبة اللي عندي وهيتخرجوا السنة دي ومتخافش الاوائل بس .

هز رأسه بموافقة ليجلس أمام الشاشة ويقوم بمراجعة البيانات، ليتوقف بعد دقائق عندما توقفت يده وهو يطالع صورة الفتاة التي اصطدم بها للتو، لتصيبه صاعقة من نوع آخر حينما يقرأ عنها بعض المعلومات، والتي ترتب عليها معرفة أمر كارثي .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن