الفصل التاسع

1K 104 3
                                    


خيمت الصدمة عليهن وهن ينظرن لبعضهن بذهول، تحدثت والدته بعدم تصديق لما فعله ابنها :- إزاي مراتك ؟ ومين دي أصلا ؟ للدرجة دي لاغي وجودي يا فريد خلاص مبقاش ليا لازمة حياتك !

تحدث بهدوء :- لا يا أمي لا عاش ولا كان اللي يقول كدة، أنا بس الموضوع جه فجأة ومن غير أي حسابات.

رددت بتعجب :- طيب مين دي ؟

أردف بجمود :- دي تبقى بنت مأمون الغرباوي، عرفتي بقى هي مين !

شهقت بصدمة لمعرفتها لها، يا للهول كم مر العمر سريعًا لقد كانت طفلة صغيرة حينما رأتها آخر مرة قبل أن تغادر، انتبهت لنقطة ما لتقول بحذر :- ممكن أعرف أتجوزتها ليه ؟ لو اللي في بالي صح يا فريد يبقى أنت من طريق وأنا من طريق .

ردد بتهكم لخوف أمه على ابنة عدوهم :- لا يا امي ما تقلقيش مش فريد اللي يتصرف تصرفات تقل منه .

ارتاحت قليلًا لتقول ببعض القلق :- طيب ممكن أعرف أنت جايبها هنا ليه وأتجوزتها أصلا ليه ؟

أردف بغموض :- هتعرفي دة بعدين يا أمي.

تحدثت جومانة باحتدام عارم :- أنت إزاي تعمل حاجة زي دي ؟

رد عليها بجمود :- والله أنا لو عاوز أعمل حاجة مش هتمنعيني، كيفي كدة .

ردت بانفعال شديد:- أنت هتجنني جايبلي واحدة البيت وتقولي مراتي !
رمقت ندى بسخرية لتقول بإهانة:- طيب كنت استنضف شوية .

هتف بحدة أخافتها:- صوتك ميعلاش ودي مراتي يعني مش هقبل فيها كلمة، يا ريت يكون كلامي مفهوم، أمي خديها فوق في الأوضة بتاعتي .

اتسعت أعين جومانة بحقد فهو لم يسمح لها أو لأي أحد أن يدلف لغرفته أبدًا لتقول بغل :- كمان هتخليها في اوضتك! بقلم زكية محمد

ردد بخبث :- أومال هخليها فين في الشارع !

تدخلت ندى هذه المرة لتقول بهلع من هذه الفكرة لتقول :- لا، لا مش عاوزة أنا هقعد في أوضة لوحدي، وكمان كنت عاوزة أطلب منك طلب .

راقبها بأعين حادة ونظرات تهكمية لتكمل هي بحذر :- ممكن أجيب بابا يقعد هنا هو ملهوش حد غيري يرعاه أرجوك .

أردف بسخرية :- اه ما أنا فاتحها تكية هنا، مبقاش إلا مأمون اللي اعيش معاه تحت سقف واحد .

أردفت بدموع :- خلاص خليني امشي وأنا هقعد مع بابا، ومش هفرض نفسي عليك .

ردد بغضب مكتوم ؛- مش بمزاجك سامعة مش بمزاجك.

استدارت لتقول لأمينة برجاء شديد :- أرجوكي خليه يوافق بابا مش بيتحرك ومش هيعرف يتصرف لوحده، قوليله يوافق يا بابا يجي هنا يا امشي أنا.

شعرت أمينة بالشفقة نحوها لتمسك يدها قائلة بهدوء :- اهدي ومتخافيش، فريد

قاطعها بصرامة :- لا يا أمي لا استحالة، إزاي عاوزاني أجيب البني آدم اللي حرمنا من أبويا وأخليه عايش معانا كدة عادي !  أنا سمعت كلامك بس في الحتة دي لا وألف لا .

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن