الفصل الثاني والعشرون ( الأخيرة والخاتمة)

551 43 3
                                    

مرت سنوات عديدة على هذه العائلة الكبيرة المترابطة، وهنا في قصر فريد حيث تجلس هذه المدللة التي أتت بعد سنوات عديدة بعد أخوتها الثلاث، تكتب الواجب الخاص بها ليأتي عمير، ويجلس قبالتها وهو يقول بحنو :- بتعملي إيه يا سجى ؟

نظرت له بابتسامة مشرقة وهي تقول :- بعمل ال homework .

مد يده لها والتي تحوي على زهرة اللوتس كجمالها وهو يقول :- الوردة دي علشانك.

وضعت خصلات شعرها خلف أذنها باضطراب وقد احمرت وجنتيها بدلال لتمسك الوردة وهي تقول :- الله حلوة أوي.

أردف بحب :- مش أحلى منك يا سجى .

ثم مد يده الأخرى والتي تحوي على حقيبة ممتلئة بأنواع مختلفة من الشيكولاتة والحلويات، لتصرخ هي بسعادة وهي تقول ببهجة جعلت نسائم الرياح الهادئة تتسلل إلى قلبه فتزيده حبًا لتلك الهادئة الجميلة التي تشبه والدتها كثيرًا:- كل دة علشاني !

اومأ بنعم وهو يردد :- كل دة علشانك ومستعد أجبلك الدنيا كلها بين أديكي.

رددت بحياء كبير :- عمير .

تنهد بوله فاسمه يخرج من ثغرها كسمفونية ترطب قلبه وهو يقول :- قلب عمير أنتِ وكل حاجة ليا .

لم ترد عليه وإنما ظلت تنظر للأرض بينما أردف بتوتر وحب :- سجى أنا لما أكبر شوية وادخل اكاديمية الشرطة هبقى ظابط كبير وهتجوزك، موافقة ؟

هزت رأسها بخجل فطري لديها وهي تقول :- أيوة أنا هتجوزك لما أكبر أنت حلو زي بابا .

علت البسمة ثغره وهو يشعر بأنه يمتلك العالم أجمع بين يديه، ولكن هناك ما قطع وصلة الحب تلك حينما شعر بشرارات نارية تنبعث من خلفه لينظر بحذر، فاتسعت أعينه وهو يرى أشقاء تلك الجميلة يقفون على رأسه، بلع ريقه بتوتر وهو يشعر أنه ارتكب خطأ فادح.

نهض من مكانه ووقف قبالتهم ليلقي عليهم التحية بهدوء نسبي وهو يبتسم لهم ببعض الخوف، ازداد خاصة عندما لم يردوا عليه بعد .

تقدم منه يوسف والذي ضربه على كتفه ببعض القوة :- أهلا يا ابن عمي منور يا قيس .

ليفعل فريد المثل وهو يقول بتهكم:- وايه تاني يا روميو عصرك وأوانك ؟

ليتقدم تميم منه وهو يقول بوعيد :- مش تقولنا كنا جبنالك عصير يرطب على قلبك يا راجل  وشجرة علشان تضلل عليك !

أخذت ضربات قلبه في الارتفاع وكأن هناك طبول تنذر بقدوم حرب وشيكة، ازدرد ريقه بهلع فالكثرة تغلب الشجاعة، والأخوة الثلاث يتحدون ضده .

نظر يوسف لشقيقته وهو يقول بهدوء خطير :- لمي كتبك وخشي جوة .

وبالفعل فعلت ذلك على الفور وركضت للداخل، بينما هتف فريد بشر :- كنت بتقول إيه يا روح امك دلوقتي سمعني كدة تاني .

🎉 لقد انتهيت من قراءة المتاهة ( الجزء الأول والثاني) 🎉
المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن