الفصل العاشر

1.1K 89 4
                                    


لقد عصفت به الظنون وهيأت له أن بسيوني رجلًا قد احضرته معها، ليكون بالأخير مجرد قط !
قطب فريد جبينه بدهشة عالية، بينما نهضت ندى من مكانها ونظرت له برعب، وسؤالين بداخلها يترددان لماذا أتى خلفها في هذه الساعة ؟ وما هو رد فعله لرؤيته للقط ؟

شعرت بتراخي بأطراف أقدامها فهي لم تعد قادرة على حملها، خرج صوته الجامد والذي ردد :- إيه دة ؟

بلعت ريقها بصعوبة لتقول بثقل في الحديث :- دة دة بسيوني، قصدي يعني قط .

أردف بضيق :- أيوة عارف أنه زفت قط، بيعمل إيه هنا ؟

ردت عليه بتثاقل :- دة القط بتاعي .

ردد بأمر وبهجة لا تقبل النقاش :- من بكرة مش عاوز أشوفه هنا في القصر كله .

أصابها الذعر من فكرة التخلص منه، لتتقدم نحوه بدفاع وتمسك القط وتخفيه خلف ظهرها قائلة برجاء :- أرجوك خليه هنا وأنا أوعدك مش هتشوفه أبدًا.

رد بعناد :- لا، ومعاكي مهلة لبكرة لو القط دة ما مشيش من البيت أنا هخلص عليه بنفسي .

شهقت بهلع لتقول بخوف ودموع على قطها :- لا بالله عليك خليه، هو غلبان ومش بيعمل حاجة خالص .

طالعها باستنكار ماذا تقول هذه المعتوهة ؟ أتظنه طفل وتملي عليه كلمات كي تجعله يعزف عما ينويه ليقول بصرامة :- أنا كلمة وقولتها ومش هكررها تاني .

قال ذلك ثم التف ليغادر لتضع القط على الفراش، وتسرع للخارج خلفه لتمسك يده دون شعور منها قائلة بمحايلة:- أرجوك خليه معايا هنا، وحياة ابنك يوسف .

زفر بضيق لتسحب يدها سريعًا وهي تردد بحرج :- أنا آسفة.

لم يرد عليها وإنما أكمل خطواته للأمام، لتقف هي فجأة أمامه تسد عليه الطريق قائلة بحذر :- لو سمحت رد عليا، هتخليه معايا مش كدة ؟

طالعها باستخفاف ونظر أمامه، فوقعت عيناه على نقطة ما لتلمع فكرة خبيثة بذهنه، نظر لها مطولًا ثم أردف بهدوء :- تمام هفكر .

رُسِمت ابتسامة سعيدة على صفحة وجهها، لتردد بفرح وهي تمسك يده ثانية بعفوية :- بجد هتفكر ؟ ربنا يخليك والله مش هخليك تحس أنه موجود، شكرًا بجد .

تصلب جسده للمرة الثانية جراء فعلتها تلك، ليقول بعدها بسخرية :- بس أنا مقولتش إني موافق .

أردفت بأمل:- لا، إن شاء الله هتقبل أنت حد كويس أوي.

رد عليها بتهكم:- وأنتِ بتاعة مصلحتك أوي .

زمت شفتيها بعبس لتقول وهي تترك يده :- أنا بحب بسيوني أوي ومستعدة أعمل أي حاجة علشانه .

ضيق عينيه كالذئب استعدادًا لخطوته التالية :- أي حاجة، أي حاجة ؟

هزت رأسها قائلة بتأكيد على كلامه :- أي حاجة، أي حاجة. بقلم زكية محمد

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن