الفصل السابع

1.1K 95 2
                                    


طرقت الخادمة باب الحمام للتأكد من عدم وجود أحد بالداخل، ليأتيها صوت هنا العالي من الداخل وهي تقول :- في إيه يا سامية ؟

ردت عليها بعملية :- حضرتك مطولة عندك ؟

ردت عليها وهي تمسح يديها بالمنشفة:- لا طالعة أهو.

أردفت سامية وهي توجه حديثها لأحمد قبل أن تتركه وتغادر :- حضرتك استنى بس دقيقة وهتطلع .

أومأ لها بهدوء بينما عند هنا تعجبت من حديث سامية لتفتح الباب فتحة صغيرة بحرص، لتتوسع أعينها بذهول وهي تراه على بعد خطوات منها، غلقت الباب بخفوت وهي تندب حظها قائلة :- يا نهار ابيض، قاعدلي ورا الباب ! أعمل إيه في المصيبة دي بس .

اتتها فكرة مجنونة لتمسك بالمنشفة وتضعها على وجهها لتغطيه بالكامل، ومن ثم سحبت نفساً عميقاً وفتحت الباب وهي تتحسس الخطوات أمامها، أخذت تسير كالعمياء حتى كادت أن تقع لولا يديه التي شكلت جسرًا لها ليقول بدهشة :- حاسبي .

ولصدمته وجدها تضربه بيديها تبعده عنها وهي تقول بارتباك :- ابعد، ابعد يخربيتك .

ضيق حاجبيه بدهشة عارمة ليقول :- أنتِ هبلة ولا عبيطة ؟ ابعدي الفوطة دي علشان تشوفي كويس .

وضعت يديها على المنشفة بفزع لتقول :- لا، لا وأنت مالك .

قالت ذلك ثم أخذت تسير أمامها بتخبط، تارة تصطدم بالجدار وتارة في الطاولة حتى صعدت للأعلى، ليبتسم أحمد بخبث وهو يقول :- فكراني مش هعرفك يا أم لسان عاوز قطعه، والله ووقعتي تحت أيدي يا بنت ال .... ولا بلاش الراجل محترم وما يستاهلش .

*********************************

في اليوم التالي عند ندى دلفت لشركة فريد بوجوم، بعد أن اكتشفت بأنها مضت على عقد وبموجب هذا لا تستطيع أن تترك العمل إلا بعد انتهاء الفترة المسموح بها وإلا ستدفع شرط جزائي، هذا الخسيس ابن عمها الذي زج بها إلى القسم وجعلها تعيش هالة من الرعب هناك، ودت لو تذهب له وتصفعه بعنف جراء فعلته هذه، ولكنها قررت بالأخير أن تتجنبه قد المستطاع ريثما تنتهي فترة عملها وتغرب عن وجهه وحينها لن تكون مضطرة أن تراه .
ولجت لمكتبها ومن ثم بدأت في العمل .

بمكتب فريد يجلس وهو يضع يده على وجنته، يتذكر صفعة والدته له بسبب هذه الحمقاء المسماة ندى ابنة عمه، كور يده بعنف وضرب بها على سطح المكتب، ومن ثم نهض وتوجه صوب مكتبها وسط أنظار بقية الموظفين المتعجبة .

فتح الباب بقوة دون استئذان لتنتفض هي في مجلسها بفزع وقامت لتوبخ ذلك الهمجي، لتتسع عيناها عندما وجدته فريد لتقف تطالعه بصلابة وخوف مبطن، ليتقدم منها حتى وقف قبالتها ليقول بصرامة وجمود :- فين المشروع يا باشمهندسة ؟

تلعثمت في الكلام وقالت :- أااا .. أيوة أنا خلاص فاضلي شوية وأخلصه ويكون عند حضرتك .

ردد بانفعال :- وأنا لسة هستنى، المشروع هيتقدم النهاردة في الاجتماع، طالما مستهترة كدة يبقى تقعدي في بيتكم أحسن.

المتاهة ( الجزء الأول والثاني)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن