تم نقل مأمون والذي أصيب بالشلل فلم يستطع التحدث ولا الحركة لمدة لا يعلمها أحد ولكن بشكل مؤقت، خبر مفجع أضرم عائلته التي خيم الحزن عليها .
تساقطت دموع ندى بضعف ولا تعلم ما عليها فعله، فهي أصبحت الآن في الواجهة وعليها أن تقاتل بضراوة وهي أبعد من ذلك بكثير .
ماذا ستفعل في هذه الطامة التي حلت عليها مرة واحدة ؟
مرض والدها وضياع شركتهم وخسارتهم الفادحة، وهذا بالإضافة إلى زوجة أبيها التي لم تحدد موقفها بعد، تنهدت بحزن واستغفرت ربها وأن كل ذلك ما هو إلا بلاء ليختبرنا الله به .
استندت على الجدار خلفها وهي تتضرع وتدعو بأن تمر هذه الأزمة على خير .***********************************
تحت البناية التي تقطن بها سكن اصطف عاصي بسيارته بغضب مكبوت، فقد أتى بعد محايلات عدة من والده وإصرار، صعدا للأعلى حيث وقفا أمام الشقة المطلوبة، وضع منصور يده على الجرس لتنهض سكن بالداخل قائلة بحدة ظنًا منها أن من يرن الجرس هو أخيها علي والذي خرج ليشتري لها بعض المسليات، فتحت الباب ولم تكلف نفسها بالنظر إذ أعطتهم ظهرها وهي تقول :- ها ياض جبت اللي قولتلك عليه ؟
وحينما لم تجد ردًا صرخت بعنف :- ما ترد عليا يا بني آدم.
صمتت بدهشة حينما تطلعت خلفها ورأت هذا الرجل وبجانبه ذلك الذي التقت به منذ عدة أيام في الجامعة لتقول بوجل :- نعم، حضرتك في حاجة ؟
ابتسم لها منصور ليقول بحنو :- إيه دة طيب هتسيبنا على الباب كدة، مش هتقولي اتفضلوا.
رددت بتعجب :- ثواني هنده بابا .
قالت ذلك ثم أختفت من أمامهم ليقول عاصي بضيق :- دي بتقول بابا ! هو مش عمي ميت الله يرحمه !
أردف منصور بهدوء :- دلوقتي نفهم كل حاجة .
بعد وقت جلسوا مع محمد في الصالة، والذي تعجب من سبب تواجد رب عمل ابنه في هذا التوقيت هنا، رجح ربما إنه أتى من أجل أن يطمئن عليه، رحب بهما ليقول منصور بعملية :- طبعا أنت بتسأل دلوقتي إحنا ليه هنا !
حمحم محمد بحرج ليقول :- لا أبدا تنوروا يا افندم في أي وقت.
ردد منصور بهدوء :- أنت عندك أمانة واحنا جايين ناخدها .
فهم الموضوع بشكل خاطيء هل أتى ليطلب يد سكن لابنه، وإن كان الأمر كذلك من أين عرفها ؟ ليقول بحذر :- مش فاهم يا ريت توضح اكتر من كدة.
هتف ببساطة :- أنا أبقى منصور الألفي سليمان .
اتسعت عيناه بصدمة ليقول:- إيه ؟ الألفي سليمان !
أومأ برأسه بتأكيد :- أيوة أخو مجدي الألفي سليمان وعم سكن .
تنهد بعمق ليقول :- سكن ما تعرفش حاجة من دي أديني فرصة أمهد لها الموضوع الأول لحد ما تقبله .
أنت تقرأ
المتاهة ( الجزء الأول والثاني)
Randomنتوه في دروب الدنيا بحثًا عن الحقائق، نصل لأهداف قد تهدأ من روع أمورنا ولكن هل سنجد طريقًا أم سنظل في متاهة لا خروج منها . كوميديا دراما رومانسية كل هذا الخليط تجدونه في المتاهة .