روسيا: تدريب بيتر

200 25 2
                                    


قرابة الخامسة فجراً استيقظ المجندون وفي غرفة بيتر استيقظ رفيقه وبدأ بالتململ ثم تذكر فجأة لعبتهم الجديدة، التفت ناحية يساره حيث سريره لكنه لم يكن موجوداً، بحث من حوله في الغرفة وكانت خالية من أي أحد غيره.

خرج ليخبر زملائه أن المجند الجديد قد هرب بالفعل ليدفع ذلك بالشماته ويدخل البهجة في قلوبهم، نسوا جميعاً نعاسهم وأخذوا يتذكرون ما حدث ليلة البارحة وكيف كان وجه ذلك الأمريكي الجبان، ذلك وهم في طريقهم إلى المقصف لتناول إفطارهم... لكن تلك البهجة تبخرت وهم يرون بيتر في الداخل.

كان بيتر أول الواصلين إلى المقصف وقد كان يأكل بكل سعادة طعام شميد الذي قدمه له.

بالطبع لم يعجب الجنود ما رأوا، توجه شاوشيسكو من قام بضربه البارحة ناحية بيتر وضرب الطاولة بقبضة يده حتى سقط كوب الماء وتدفق على الأرضية الباردة.

قال بيتر وهو ينظر ناحية الماء المتدفق: ياله من إهدار!

صرخ شاوشيسكو فيه: أيها الصغير الصعلوك ماذا تظن نفسك فاعلاً؟

لم يجبه بيتر مباشرة فقد كان فمه مشغولاً بلقمه كبيرة من طعامه وأثناء ذلك كان ينظر تجاه شاوشيسكو بكل برود كأنه لم يصرخ في وجهه للتو وقارب على تحطيم الطاولة المسكينة.

وقبل أن يفقد شاوشيسكو كل أعصابه كان بيتر قد ابتلع اللقمة ليرد عليه حينها: أنا أكل إفطاري كما ترى.

إزداد تنفس شاوشيسكو تسارعًا وإبيضت مفاصل قبضته، لم يعجبه كون هذا الفتى قد عاد بهذه الطريقة بعد ضربه له، هذا سيؤثر في سمعته بلا شك وهو أمر ما كان ليسمح به.

من بعيد كان كارلو شميد يراقب ما يحدث ولم يعجبه ما يمكن أن يحل ببيتر بعد قليل.

أمسك شاوشيسكو بيتر من تلاليب زيه ورفعه عالياً مرة أخرى، تستطيع أن ترى مقدار الفرق بينهما.
كان بيتر صغير الحجم مقارنه بخصمه بل ونحيفاً وضعيفاً أيضاً بينما كان شاوشيسكو ضخم الجثة وعضلاته تشد على قماش ثيابه العسكرية ولديه تلك النظرة التي تخبرك أنه قد قتل دبًا بيديه من قبل.
كل ما يلزم ليكون أله قتل بشرية!

قال شاوشيسكو بهدوء بارد ومخيف: كم أنت مسكين... من أرسلوك إلى هنا ختموا عليك بالإعدام أيها الأمريكي، ما كان عليك أن تأتي إلى وحدتنا، ما كان عليك ذلك.

ورغم تهديده إلا أن لم يتزحزح وهو ينظر لشاوشيسكو من أعلى حيث أنه رفعه عالياً بل بدا هادئاً وهذا ما غاظ شاوشيسكو للغاية.

بدأ المجندون بالهتاف لشاوشيسكو فهم يريدون معركة قبل بدء التدريبات، ابتسم شاوشيسكو بمكر وقال:

- أظن أن عليك توديع الحياة أيها الفتى الوسيم.

رفع بيتر حاجبه مستغرباً، وقبل أن يدرك كان شاوشيسكو قد لكمه بيمناه على وجهه، لكمة شعر بأنها كادت تكسر عنقه، همس بيتر متألماً: ليس مره أخرى.

The Special One.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن