ليلة في طوكيو

204 26 13
                                    


لم يكن ون يعرف أيها كان أصعب، السفر عبر العالم بنفسه حتى يصل إلى مدينة المركز أم فعل ذلك وهو يعلم أن مكروهًا قد حصل لزوجته سارا.

لم يعد يستطيع الشعور بقدرتها، كان دائمًا ما يستطيع الإحساس بوجود أصدقائه الأربعة بسبب كونه يمثل المصدر الذي أخذت منه قواهم، وهو ما يزال يستطيع الشعور بسام وليوناردو وبيتر لكن ليس سارا.

ربما...

حاول عقله الوصول لأسباب تفسر شعوره، أسباب لا يؤدي أحدها لكونها قد فارقت الحياة لكنه لم يجد. ورغم ذلك لم يعترف حتى لنفسه بتلك الحقيقة، رفض الإعتراف بها فهو هكذا يشعر وكأنه يخونها، فهي بخير.

يستحيل أن تموت سارا ببساطة فسارا قوية، لن تهزم بسهولة، وحتى وإن قبضوا عليها فلن يسمح لهم بيتر بفعل شيء لها فهي أخته العزيزة والتي يحبها، ورغم عدم رغبته في الإعتراف بذلك إلا أن سانادا أيضاً لن يسمح بقتلها بهذه السهولة، كيف يقتلها وهي ستكون ورقة ضغط لكي يستطيع الوصول إليه وإضعافه، هو وسام وليوناردو.

لذلك رفض ون التفكير في هذه الفكرة السيئة والتي ترعش قلبه، بل ركز فقط على أن يسرع خطاه حتى يصل للمركز، لأنه سيجدها هناك تنتظره... لقد وعدته بذلك ولقد وعدها بأن يبحث عنها، وهو لن يخلف وعده.

لكن التنفيذ كان صعبًا فهو وما إن أظهر نفسه لجنود الحكومة حتى تأكدوا من كونه لم ينضم للمعارضة وبدأوا في تركيز مجهوداتهم على العثور عليه بعيدًا عن مناطقها.

ولقد نجحوا في العثور عليه مرات عدة، كأنهم أصبحوا يعرفون كيف يفكر وإلى أين يرغب في الذهاب، وجد ون نفسه يضطر لتغيير طريقه مرات عدة، ولأن يقاتل الجنود أكثر من ذلك حتى يستطيع الهرب من قبضتهم.

أصبحت صوره موجودة في كل مكان وأصبح من الخطر عليه أن يحادث السكان أو أن يشتري طعامًا دون أن يتعرف عليه أحد ليجد نفسه في غضون دقائق محدودة محاصرًا من قِبل الجنود.

ولم يكن الطيران حلاً فهو كان يهلكه أسرع بالإضافة لكون رصده أثناء الطيران كان سهلاً بواسطة أجهزة الجيش المتطورة.

استغرق قطعه لكامل روسيا عشرة أيام كاملة ليجد نفسه في جزيزة سخالين ينتظر أن يجد قاربًا يأخذه لأراضي جزيرة هوكايدو اليابانية، فهو إن أراد الوصول لمدينة المركز الواقعة على بعد كيلومترات عدة من شاطئ طوكيو فعليه أن يمر بكامل شمال اليابان حتى يحدث ذلك.

وكان ون قلقًا من هذا، فإن كان واجه مواجهة قوية من الجيش في روسيا فهو سيجد أشد منها في اليابان موطن الإمبراطور سانادا.

كان يرتدي قبعة كبيرة لتغطي وجهه لكنه مع ذلك لفت نظر من حوله من الرجال والذين كان أغلبهم صيادين لفحت الشمس بشرتهم لتعطيها اسمرارًا وقسوة، وبدا ون من بينهم رغم حاله الصعب بدا كفتى من المدينة.

The Special One.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن