شعور بالقلق وآخر بالذنب وثالث بالغضب

788 72 14
                                    

نسمة باردة هبت عبر النافذة المفتوحة لترسل قشعريرة لجسدها الساكن. منذ متى وهي جالسة تنظر للفراغ في غرفتها الخالية؟ لم تعد تدري فهي قد فقدت الإحساس بما حولها ولم تعلم أن الشمس قد غرٌبت وأشرقت ليبدأ يوم جديد.

طرق أحدهم الباب، مرة، مرتين، ثلاث مرات ثم مالبث أن حاول فتحه لكنه كان مغلقاً، كل ذلك وهي لم تنتبه حتى لما يحدث.

ذهب من كان يطرق الباب ثم عاد مرة أخرى لكن هذه المرة قام بفتح الباب بمفتاح احتياطي.

فُتح كاشفاً له عن وضعها: النافذة مفتوحة، ونسيم البحر البارد يهب مداعباً خصلات شعرها القصير تارة بعد أخرى، بينما كانت شاردة تماماً في فراغ مظلم ظلل عينيها.

إقترب بخطوات ثابتة بعد أن أغلق الباب خلفه ثم تقدم ليغلق النافذة متجاوزًا إياها. لم تنتبه لوجوده إلا عندها قال معاتبًا: هل تريدين أن تصابي بالزكام؟

التفتت سام إليه من شرودها وقالت: ليو، منذ متى وأنت هنا؟

حدق ليو فيها دون أن يبتعد عن النافذة المغلقة، وجهها أحمر ورقبتها تلونتا بلون أحمر، أطراف أصابعها تلونت به أيضاً ويداها ترتجفان قليلاً، ألم تلاحظ لنفسها؟

أجاب وهو يتقدم تجاهها ويضع كفه على جبينها: دخلت قبل قليـ...

بتر جملته عندما لسعته بروده جسمها، قال: سام منذ متى وأنتِ جالسة أمام النافذة هكذا؟

عقدت حاجبيه لسؤاله لكنها أجابت وهي تهز كتفيها: منذ أن عدنا...

اتسعت عيناه: منذ البارحة!

سام: البـارحة؟ ما الذي...

لم تكمل جملتها حيث أن ليو سحبها لتنهض قائلاً بحنق: أنتِ غبية حقاً، هل أغمي عليكِ؟ تعالي يجب أن تتم تدفئتك.

أوقفته بسهولة وقالت: مهلاً أخبرني أولاً ما الذي حصل...

قاطعها وهو يستطيع تحريكها: لاحقاً، يجب أن تأخذي حماماً دافئاً أولاً، سأنادي الخادمة إنتظري هنا.

أدخلها حمام الغرفة بينما أخذ يقول بغيظ وهو يبتعد: تباً، لقد أوقعت قلبي بفعلتك.

خرج من الغرفة تاركًا سام مبعثرة وهي تتسأل إن كانت قد بقيت في مكانها ليوم كامل بالفعل، تحققت من الحاسوب وتأكدت من التاريخ لتتنهد وهي تشعر بتعب يغمر جسدها. شغلت الماء الساخن عله يريح أعصابها.

مساءاً وبعد أن تناول الإثنان طعام العشاء ذهبا إلى غرفة المكتبة وقد كان ليو لا يزال حانقاً عليها.

جلس على أحد الكراسي الوثيرة المنتشرة في المكتبة ولم يقل كلمة، تنهدت سام ثم أقبلت وجلست أمامه على الأرض متربعة وقالت:

- لقد إعتذرت عشرة مرات ليو، ماذا تريد مني أن أفعل أيضاً؟

نظر إليها فوجد ملامحها الحزينة قد زادت حزنًا وهي تنتظر منه مسامحتها على هذا الأمر الغبي. تنهد فهو نفسه لا يعرف لم جعل من الحبة قبة، فهو أيضاً لم يكن نفسه منذ يوم البارحة حينما عادوا من روما، فماذا يتوقع من سام أن تفعل إذًا؟

The Special One.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن