من أجل العمل في المختبر مع عينات بشريه عليك أن تجرد قلبك من أي ذرة مشاعر.
هذه كانت الجملة التي افتتح بها الدكتور كيفن سيمور عمله كعالم قدرات بشرية وسار بها أغلب حياته.
لذلك عندما تم تسليمه قائمة بالرضع الذين سيبدأ تجاربه عليهم كان أول أمر منه أنه لا يريد تسميتهم... سيتم مناداة كل واحد برقم تجربته، هذا كان قراره الأهم.
كانت القائمة طويلة برضع لا يتجاوز أكبرهم عمر الشهر، كان يجب أن يكون عمرهم صغيرًا لأن هذا ما تقتضيه التجارب الذي ستجرى على أجسادهم، تجارب ستستمر لسنوات حتى يتكيف جسد أحدهم مع ما سيتم حقنه به ويكون هو التجربة الناجحة.
ومن أجل ذلك كان كيفن سيمور مستعدًا لتبديل قوائم الرضع بأعداد جديدة سواء بسبب الوفاة أو عدم المناسبة أو زيادة عمرهم إلى حد لن تنجح معه التجارب... كان مستعدًا لأن يستمر في التبديل حتى وإن استغرق ذلك سنوات إلى أن يجد ذلك الطفل المختار الذي سيكون التجربة الأهم.
لكنه لم يتوقع أن أول رضيع سيتم العمل عليه سيكون هو ذلك المنشود.
لم يتعرض الرضيع لأي ردات فعل سلبية، لم يتعرض لحساسية، لم يتوقف قلبه عن النبض ولم تتضرر أعضاؤه الحيوية... بكى قليلاً بينما غُمِر جسده الصغير بالسوائل داخل كبسولة العمل لكنه توقف بعد ذلك.
ظل الرضيع طوال الوقت مفتوح العينين، بؤبؤاه يتحركان ويلتقطان كل متحرك أمامه... كأنه يفهم ما يحدث.
ورغم رد فعل جسده المثالي تجاه التجارب إلا أن كيفن سيمور وجد صمته غريبًا... كأن الطفل فقد قدرته الطبيعية المكتسبة على التعبير عما في داخله، لكن ذلك لم يمنع سيمور من مواصلة تجاربه.
استمرت التجارب على الرضيع لأشهر امتدت لسنوات، كان يؤخذ صباحًا من سرير محمي ليوضع داخل غرفة بيضاء واسعة وكبيرة لا يدخلها أحد إلا بعد أن يرتدي زيًا أبيض فضفاضًا يغطي كامل جسده ولا يسمح لشعره بأن تخرج.
بينما كان الطفل يوضع داخل كبسولة متحركة لينقل لأخرى أوسع تقع منتصف تلك الغرفة، يخرج منها العديد من الأنابيب والأسلاك السوداء الثخينة التي تخترق الأرض، وما إن يوضع الطفل داخلها حتى تمتلئ بسائل أحمر شفاف لم يكن الطفل يختنق به بل كان يسبح داخله كأنه في الفضاء.
ظل روتين الطفل كما هو وظلت رد فعله مثالية كما سماها الفريق العامل عليه... يبكي أحيانًا عندما يشتد الألم وتتذبذب بياناته، لكنه يهدأ سريعًا ويعود لمراقبة ما يجري من حوله من نقاشات وأحاديث وأوامر تخص حالته وتحاول دائمًا أن تبقي جسده في استقرار، راقب كل ذلك بعينين وملامح أصبحت أكثر حدة مع زيادة عمره كل يوم.
ومع مثالية ما يحدث كان كيفن سيمور هو الوحيد القلق مما يجري مع هذه التجربة. كان قلقله بسبب هذه المثالية التي يجري بها كل شيء، وهذا الهدود الذي يقابل به الطفل ما يجري داخله وحوله.
أنت تقرأ
The Special One.
Paranormal- مكتملة - تبدأ قصتنا في عصر توحد فيه العالم تحت راية واحدة يحكمها إمبراطور قام بصنع ما يعرف ب «الجنود الخارقين» حتى يضمن بقائه في الحكم. هؤلاء الجنود لم يكونوا سوى خمسة أطفال كبروا في واقع لا مهرب منه ومهمة يجب إتقان تنفيذها وهي تدمير كل من يقف في...