حقيقة ون

828 84 3
                                    

اشتدت العاصفة، تساقطت قطرات المطر بقوة كأنها تعاقب الأرض على ذنب اقترفته، ازدحمت الشوارع بالسيارات وخلت الأرصفه من الماره.

لكن كل ذلك لم يكن يهم ون الذي اخترق الجو الماطر بسرعة متجهًا إلى المكان الذي يتواجد فيه بيتر بقلق عظيم يغمر دواخله.

كان قد فقدت الإتصال به من أكثر من ساعة، وبسبب حاله الغريب منذ أن علموا بأمر هذه المهمة علم أنه عليه تفقده دون تأخير. ولكي يجده اضطر لاستخدام درعه على نطاق واسع ليستطيع تحديد موقع رفاقه جميعًا ومنهم بيتر.

وما إن وصل للمكان الذي استشعر وجود بيتر فيه بدرعه حتى زاد قلقه. مبنى قديم ورث الحال، هبط ببطء مارًا أثناء ذلك بنوافذ شقق المبنى والتي ظن أنها لابد ستكون خالية؛ لكنها كانت مكونه بأسر وعائلات بدا واضحًا له فقرهم وعوزهم الذي يعكسه حال المبنى.

لم ينتبه أحد من ساكني المبنى لهذا الرجل الذي هبط من السماء حتى استقر على الأرض في الشارع الخالي.
أنار خيط من البرق المكان للحظات ثم تبعه هزيم الرعد ثم تزايد سقوط المطر الذي اصطدم بدرعه وتناثر من حوله.

أمام ون كان ذلك المرآب المظلم إلا من شعلات رفرفت بفعل الريح ولم تستطع إضاءة شيء ليسود الظلام والصمت كامل المرآب.

يعلم ون أن بيتر موجود في الداخل وأنه ليس وحيدًا، وهذا ما جعله يتردد في الدخول فهو يعلم أيضاً أن ما سيجده في الداخل لن يعجبه أبدًا.

دخل إلى المرآب شبه المظلم بخطوات هادئة وهو يتلفت في الظلام لعله يرى شيئاً إلى أن إعتادت عيناه قليلاً عليه، و كما شعر تماماً... لم يعجبه ما رأى.

إمتلأ المكان بجثث جديدة سال دمها حتى كون بركًا في أرضية المبنى الحجرية القديمة، أطراف ورؤوس تناثرت وكاد يدعس أحدها أثناء تقدمه.

حول ون نظره عن ذلك باحثاً عن روح حية واحدة فوقعت عيناه على المتسبب في كل هذا.

وسط الظلمة وقف، أضاء البرق مجددًا فرأى ون بوضوح حاله، كتفاه منهاران ورأس سيفه يلمس الأرض رغم إمساكه بمقبضه، كان ينظر إلى شيء في الأرض كأنه يُعاين آخر عمل فني له.

تقدم ون بخطوات ثقيلة قائلاً وقد حاول أن يخفي غضبه:
- بيتر كيف سمحت لك نفسك بفعل أمر فظيع كهذا!

لم يرد عليه بيتر بل لم يلتفت ناحيته ليوجه ون بصره تجاه ما يحدق فيه، ضيق عينيه ليحدد ماهيه هذه القطع المتناثرة، فإذا بها جثة لفتاة.

لم يكن يحتاج للكثير ليستوعب أن هذه جثة ابنة هيوز!

بسرعة أمسك ون الذي فقد أعصابه ببيتر من أعلى ثيابه ليوجهه تجاهه ويقول من بين أسنانه: أيها الغبي لم قتلتها؟ لم قتلت الفتاة؟

لم تكن عينا بيتر واضحتين فغرته قد غطتهما لكن زاوية فمه ارتفعت وهو يقول: لأنها خائنة!

The Special One.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن