روسيا: مهمة بيتر

827 96 21
                                    


اقتضت خطة بيتر أن يبدأ تحركه بعد أن ينام الجميع لكنه غفى ودون أن يدرك في انتظار نوم زميل غرفته لينام... وعندما استيقظ مفزوعًا لنومه كان أول ما فعله هو التحقق من تواجد زميله... وكما توقع لم يكن زميله في الغرفة موجوداً.

خرج بعد أن إرتدى ملابسه وذهب في جولة حول الغرف ليتأكد من عدديه الجنود الذين يشاركون في هذه الإجتماعات الليلية.

قاده بحثه في النهاية إلى الساحة العامة المغطاة حيث تقام الدريبات في العادة، كان ضوئها منارًا وإن لم يكن بنفس القوة المعتادة حتى لا يجلب الإنتباه.

وأمام بوابتها الكبيرة وقف حارسان مسلحان يراقبان المكان بأعين حادة.

في الداخل... كانوا يعقدون إجتماعاً طارئاً، إجتماع عقده قائد الفرقة وجمع من أجله كل المشرفين والجنود ومسؤلون من ثكنات أخرى. وما حده على هذا الإجتماع الموسع هو الزيارة التي تلقتها الفرقة من قِبل مبعوثي المركز هذا الصباح.

كانت تلك القشة التي قسمت ظهر البعير، ففي الآونة الأخيرة شددت الحكومة الرقاب على جميع المداخل والمخارج حتى تمنع عمليات تهريب الأسلحة. بالإضافة لحدوث عمليات إغتيال كثيرة وسط قيادات التمرد داخل الحكومة لم يُعرف حتى الآن من هو المتسبب بها.

كل ذلك التضييق زاد من هواجس قيادات الجيش في أن يكون دورهم التالي وأن الوضع لم يعد يتحمل التجاهل.

لكل ذلك كان هذا الإجتماع، كان الحديث دائرًا عندما فتح باب الساحة بعنف ودخل عبره الحارسان وهما يجران بيتر ليرمياه تحت أقدام الجنود.

- سيدي إنه الفتى الأمريكي، لقد قبضنا عليه يتحاوم في المكان.

تململ بيتر وحاول النهوض وهو يلقي نظرة على من حوله، وتلك النظرات التي كانت ترمقه كانت ترجوا أن يُسمح لها بقتله هنا والآن.

تقدم القائد وفتح له الجنود المجال، قال: ما الذي حصل؟

أجابه الحارس: لقد وجدناه يتجسس علينا.

تدخل بيتر قائلاً بإعتراض: لم أكن اتجسس أيها الغبي كنت ماراً بالمكان فقط لا غير وأنتما قمتما بإخافتي والقبض علي كأنني مجرم.

قال الحارس وقد كاد أن يضربه بمقبض سلاحه:
- ماراً وأنت ترتدي ثيابك الكاملة بعد منتصف الليل، حاول خداع غيري أيها الصعلوك.

أسكته ذلك، تقدم حينها شاوشيسكو الذي كان وما يزال أكثر من يرغب في سحق بيتر بين يديه ليقول للقائد بنبرة منزعجة:

- سيدي لقد قلت لك هذا الفتى جاسوس، لابد أنه كذلك وإلا فلماذا قد يرسل أوغاد المركز أمريكيًا إلى الجيش الروسي!

بسرعة وافقه بقية جنود الفرقة، حتى أولئك الذين كانوا يعاملون بيتر بالحُسنى:

- في الحقيقة كلامه صحيح، أنا أيضًا كنت أشك بذلك.

The Special One.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن