ذُروة مُبَكرة

1.7K 165 16
                                    

دمار وخراب، هذا ما كانت عليه مدينة طوكيو في حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً، سار الشاب المسمى بون بين حطام تلك الأبنيه الشاهقة التي كانت تزين سماء طوكيو، لا أثر للحياة هنا ورائحة الموت تفوح من كل جانب.

توقف أخيراً في منتصف تقاطع أحد الشوارع، في العادة يكون هذا المكان مزدحماً بالسيارات العابرة في حين والناس في حين آخر، فلا تكاد إشارة المرور تضئ بالأحمر حتى يشع الأخضر مرة أخرى لتبدأ دورة جديدة، كان مكاناً مزدحماً ومليئاً بالنشاط.

هز رأسه مبعداً تلك الأفكار السلبية وقرر متابعة ما يفعله فهو بالفعل قد بدأ ولا سبيل للعودة بعد الأن.
أخذ نفساً عميقاً ثم وبكل هدوء بدأ جسمه يطفو من فوق سطح الأرض ليعلو ثم يعلو إلى أن وصل إرتفاعاً شاهقاً فوق ناطحات السحاب المدمرة.

دار بنظره حول المكان، مساحات شاهقة من الدمار، رفع يده على جانبيه، التمعت عيناه الرماديتان
قليلاً لينطلق من راحه يديه ضوء أبيض شفاف اتسع تدريجياً ليكمل شكل دائرة أحاطته ثم لتتسع هي الأخرى وتنطلق من مكانه بسرعة عالية لتشمل كل شيء من حوله إلى مسافات بعيدة، تحديداً إلى حدود مدينة طوكيو.

استقر ذلك الحاجز الذي أنشاءه ون في الحدود وبات غير مرئي لكنه لم ينشئه لكي يراه الناس العاديون على أي حال.

ظل ون في مكانه عالياً مغمضاً عينيه كأنه يركز كل حواسه في شيء معين، تصبب عرقاً رغم كونه في إرتفاع شاهق والهواء عليل و فجأة شعر بشيء ما يحاول إختراق حاجزه...

هناك في الجانب الجنوبي للمدينة حيث تقاطع الدمار مع ما تبقى من شارع سريع كان يربط المدينة بغيرها من الأماكن توقف عدد كبير من الجنود المدججين بالسلاح، إمتلأ المكان بهم حتى ما عاد بالإمكان رؤية ما خلفهم.

أسلحة تنوعت ما بين رشاشات خفيفة ومعدات ثقيلة وبرفقتهم أيضاً سيارات مدرعة، دبابات وراجمات صواريخ... كأنهم ذاهبون إلى الحرب!!

أقبل أحد أولئك الجنود ومد يده ناحية الفراغ ليتحسس شئياً مخفياً صلباً يمنعهم من الدخول قال حينها وهو يلتفت إلى من وقف خلفه:
- كما توقعت تماماً إنه درع السيد ون.

قال آخر: هذا يعني أنه بالداخل ولم يمت.
- هذا صحيح لكن المشكلة الآن أننا لن نستطيع الدخول أبداً.
قال جندي آخر: ولماذا سيدي؟
- على حسب البيانات درع السيد ون مطلق لا يستطيع أي شيء إختراقه مهما كان، فقط أعضاء الإسبيشل هم من بيستطيعون الدخول عبره.

- هذا صحيح فقط نحن الإسبيشل من نستطيع الدخول عبره.

التفت أولئك الجنود ناحية من قال ذلك. كان شاباً في بداية العشرينات، وسيم الملامح أشقر الشعر وأزرق العينين يبدو الغضب جلياً على وجهه.
إرتدى الأسود، معطف أسود طويل في منتصف ظهره دائرة باللون الأزرق؛ وبنطال وستره بنفس اللون، برز من معطفه سيف ياباني طويل علقُ على خاصرته  لون غمده أسود وذو رأس مذهّب الجوانب.

The Special One.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن