جلس يهز رجله بتوتر وهو يشتعل غضبًا ثم فجأة نظر ل رهف وهو يقول : ادخلى لمى هدومك
رهف بعدم بفهم :يعنى ايه مش فاهمة
مصطفى : ايه اللى مش مفهوم بقولك لمى هدومك هتروحى بيت أهلك
رهف : وأنا عملت ايه وليه يعني!
مصطفى بجفاء : علشان أنا عايز كدا
رهف وقد تملك الغضب منها : انتى بتطردنى يعنى ماشى ، دخلت الغرفة بعصبية وهى تتنظر منه أن يأتى خلفها وأنه مجرد تهديد ولكن لم يأتى
لتمسك إحدى زجاجات العطر الخاص بيه و رمتها بقوة على الارض ، ليأتى من الخارج مسرعًا على صوت الكسر
لا يعرف من أين شقت ابتسامة على شفتيه وسط هذه الهموم فتظاهر بالجمود : طب ما دا سبب كافى انك تروحى عند أمك
رفع يديه بتحذير : لو كسرتى حاجة تاني هزعلك بجد ، فين الاشعة بتاعت ظهرك؟
أجابت بجفاء : فى الدولاب
أخذ الأشعة والعلاج وورقة الكشف وجلس فى الخارج
لتخرج بعد قليل وقبل ان تفتح الباب وقفت تنظر له بكبرياء : انا ماشية متبقاش تيجى تتحايل عليا بقى
نزلت على السلم لتجده خلفها : اية جاى ورايا لية مش طردتنى
مصطفى : انزلى وانتى ساكته
لتمشى بجانبه وهى تتكلم بندب : يطردنى بعدين يجى يوصلنى، حنين اوى وشهم
مصطفى : لسانك الطويل دا هقطعهولك صبرك علياركبوا وسيلة مواصلات لتجد نفسها امام مركز الشرطة
نظرت له بعدم فهم : ايه هنعمل ايه هنا
مصطفى بجمود : هنعمل محضر تتدخلى تقولى اللى حصل
رهف بذهول : محضر ايه ؟ انت مجنون
مصطفى بحدة : انتى لو مدخلتيش قولتى اللى حصل والله يا رهف همشى ومش هتشوفى وشى تانى
داخل قسم الشرطة حكت رهف ما حدث ثم قدم مصطفى الاشعه وورقة العلاج كأدلة. على الرغم ان لم يوجد شاهد والمحضر لن يكون كامل ولكنه قابل أحد معارفه هناك وتولى هو الامرطوال الطريق وهى تشرح له ان الموقف لم يستدعى محضر ، مصطفى يعلم ذلك ولكن هى تراكمات وآن الآوان ان يضع لها حد.
أوصلها إلى بيتها اهلها جديا ! وقفت تنظر له بذهول
: مصطفى انت بجد هتسيبنى وتمشى
يضع مصطفى يديه فى جيبه وهو ينظر لها بجمود: اه مش بكدب زيك
رهف بعصبيه : انا مكدبتش انا مكنتش عايزة مشاكل فى فرق
مصطفى : لا كدبتى ومش هتناقش دلوقت ، ادخلى علشان أمشى
رهف بكبرياء زائف : متبقاش تيجى تتحايل عليا علشان مش هرضى
ابتسم مصطفى : متقوليش كلام مش قده بس
لتدب رجلها بقوة فى الارض من الغيظ ثم تركته ودخلت .لتتبدل ملامحه وجهه للهم والحزن ، لقد تعب حقًا ألا يوجد أحد يشكو له ! فكر ان يتصل ب يامن ولكن لا ذنب لأحد ان يسمع لمشاكله التى لا تنتهى
وصل "يامن " الى بيت خاله "محسن" لتفتح له شهد الباب
يامن : ايه يا شهد مبتقيش تيجى عندنا ليه ، زينب مقيمة عندنا هى وعيالها
شهد : قول ل سيلا كل لما اقولها نروح تقولى لا
يامن : هى قالت كدا ! سيبك منها وتعالى لوحدك
رحب به خاله وجلسوا فى صالة المنزل يتبادلوا الحديث
الحاج محسن : اخبارك ايه واخبار مصطفى
يامن : مصطفى الله يعينه على مشاكله امه ست صعبة اوى
الحاج محسن بتأكيد : هى كدا من زمان بس ابوه راجل طيب ومحترم هو طالع شبه
يامن : خاله انا جاى اخد رأيك فى حاجة ومش هتم غير بيك
الحاج محسن : قول يا حبيبى
يامن : انت عارف امى بدور على عروسة كل يوم باين، المهم يعنى انها قالتلى على واحدة روحت شوفتها امبارح
الحاج محسن بصدمة : وحصل ايه ؟
يامن : قعدت معاها هى هادية جدا وكويسه استريحت معاها بصراحة فى الكلام
لم يكن ينهى الجملة حتى سمعوا صوت كسر
كانت سيلا التى تمسك الصينية وهى تمشى فى الطُرقة فرحة حتى سمعت حديثه وهو يتحدث عن آخرى حاولت التماسك ولكن ظلت الصينية ترتجف فى ايدها حتى فقدت اعصابها وتركتها لتقع على الارض وتقع سيلا معاها.
انتفض ابوها وهو يصل إليها ليحملها من الارض وخلفه يامن الذى جلسه على ركبتيه يلم الزجاج المتكسر وهو يتمم لها : معلشى معلشى محصلش حاجة اتكعبلتى ولا ايه ؟
أخدها أبوها فى حضنه وهو يمشى بيها وهو يوجه كلامه ل يامن : سيبه شهد هتيجى تنظفه
جلسوا فى الصالة لتبدأ سيلا فى البكاء
نظر لها يامن بقلق : بتعيطى ليه طيب فى حاجة من الإزاز جيت عليكى
هزت راسها بالنفى ،حاول مزاحها : كدة توقعى الكيكة اللى مستنيها وبعدين فوقى كدا علشان المفأجاة لسه بقول لخالى اهو ثم اضاف انا اللى هتجوز قبلك اهو
كانت تنظر له بذهول لما تفهم ما يقوله ولم تسمعه من الاساس
كان يامن يتكلم بفرحة لم يأخد باله من ذهول سيلا ولا صدمة خاله!
يامن : هنروح كلنا مرة تانية كلكم تقولوا رأيكم مش عارف أخد قرار أكيد لسة
حاول الحاج محسن التماسك : ربنا يسهل يا بنى
تركتهم سيلا وبقى هو يحكى مع خاله

أنت تقرأ
نبض
Romantikaحين نفقد امل قدوم احدهم يكون هذا هو الوقت لدلوف الصدفة لحياتنا.. فالحب لن تجد مساحة للجرح ولا التكفير الطويل ولا الحزن المرير، الحب الحقيقي لا يلازمه سوى السكينة والراحة.