فتح عينيه بصعوبة ليجد النور فى كل مكان فى الشقة ونسمة هواء من الخارج تُداعب وجهه بلطف ما هذا الآن!
سمع صوت ضوضاء تأتى من المطبخ ليتذكر وعد
ابتسم بخفة لقد اعتاد الاكتئاب فقط يغلق كل نوافذ الشقة لا يشغل الضوء الا قليلا ويكون ضوء خافتًا أيضًا.
اتجه إلى صوت الضوضاء فى المطبخ ليجدها تقف وهى ترتدى إحدى( منامات) الكرتون ،هل هذه الملابس التى اشترتها مع شمس ! سيجعلها تقطعت علاقتها ب شمس حتما. أين الملابس التى اشترتها مع أمه !
حك دقنه بقوة ما هذا الذي يفكر به الآن !
تحدث بخفوت حتى لا يرعبها : صباح الخير
ولكنها انتفضت كما متوقع ، رفع يديه بإستسلام وهو مازال يقف عند الباب : أنا بعيد اهو قولت صباح الخير بس
نظرت له بتوتر : صباح النور
ياسين : بتعملى ايه الصبح كدا
وعد : فطار
كاد ان يتقدم خطوة ليقول : اساعدك؟
لتقول مسرعه : لا
رجع للخلف مرة اخرى : مفيش مشكلة ،هستناكى برا+++++
على طاولة الإفطار كانت تجلس على كرسى بعيدا عنه كرسيين تأكل بصمت ولم ترفع عينيها ناحيته
لقد بدأ يَمِل الصمت ، كان الصمت رفيقه منذ سنوات حتى بدأ يشعر أنه نسى الكلام كيف يكون !
أما الآن يشعر أن يريد يتحدث ويتحدث
ياسين : الأكل حلو اوى تسلم ايدك
لم تعرف عينيها من أمامها وهى تقول بخفوت : شكرا
ليحاول من جديد جذب انتباهها : فى قسم ايه فى فنون جميلة؟
وعد : قسم عمارة
هل سيكون الرد مختصر هكذا ام ماذا؟
حاول استفزازها قليلا : بجد ؟ تعرفى ترسمينى بقى؟
لقد نجح ! تتضع يديها على فمها وهى تتضحك على جهله
ابتسم على ضحكتها تبدو كأنها طفلة لطيفة للغاية
لتجيبه بصوت ضاحك : لا أنا برسم مبانى وكدا يعنى
باين لها أنه متفاجئ : اممم أُعذري جهلى معلشى
ليضيف من جديد : انتى هتخلي لبسه طرحة كدا
نظرت له بخوف وهى تشد الطرحة بإحكام حولها : اه أنا كنت بقعد كدا عن خالتى
ياسين : عايزك تقعدى براحتك بس ، لو الوضع مريحك كدا براحتك
هزت رأسها وصمتت من جديد
أخذ يدق يديه على الطاولة يبدو أن الوضع سئ ربما لم يكن سئ جسديا ولكنه نفسيا
ياسين : وعد ممكن تسيبى الأكل وتبصلى
ثم تحدث بجدية : انتى محتاجة حد تتكلمى معاه علشان كدا خلينا تروحى لدكتورة تتكلمى معاها
اهتزت حركة عينيها من كلامه لتتحدث بحدة : انا مش مجنونة
نفى بسرعة : لا طبعا ،اى حد ممكن يحتاج لدكتور نفسى فى وقت ما ثم اضاف يحاول طمأنتها : انا روحت قبل كدا لدكتور نفسى عادى
نظرت له بشك وهى تتضيق عينيها
ياسين : مش هندخل فى تفاصيل دلوقت ! انتى محتاجة حد تثقى فيه وتتكلمى معاه ومتخافيش الموضوع بينا احنا الاتنين
يبدو من ملامح وجهها أنها بدأت تقتنع
ختم كلامه وهو ينهض ليترك لها مساحة تُفكر: فكرى وقوليلى+++±+++++++++++++++++++
داخل إحدى محلات الفساتين
يقف يامن مع ياسمين وأختها الصغيرة وامها لاختيار الفستان
يامن : اختارى بقى عندك فساتين كتير حلوة
ياسمين بحيرة : محتارة مش عارفة
يامن : ما انا كمان مش بفهم فى الحاجات دى ، اختارى معاها يا طنط
بدأت تختار مجموعة من الفساتين مع والدتها وتقوم بتجربتها عليها كل فستان احلى من الذي قبله ولكن ما زالت لم تختار
فقد اعصابه فجأة : انا زهقت مش أنا اللى هلبس! كلهم حلوين هناخدهم كلهم يعنى
نظر لها ليجد أن الدموع تجمعت فى عينيها ليحاول تهدئه أعصابه : معلشى متزعليش يعنى بصى أنا شايف البيج دا جميل اوى ، أيه رأيك؟
هزت رأسها لتوافق على اختياره.
أنت تقرأ
نبض
Romanceحين نفقد امل قدوم احدهم يكون هذا هو الوقت لدلوف الصدفة لحياتنا.. فالحب لن تجد مساحة للجرح ولا التكفير الطويل ولا الحزن المرير، الحب الحقيقي لا يلازمه سوى السكينة والراحة.