ترياق

18.8K 1K 70
                                    


"دعنا نكون صريحين ...أنت تريد الشفاء و أنا أريدك "

.
.
.
.

في غرفته بالمشفى يغط الشاب ذو الأعين الزرقاء المحيطية في نوم عميق بعد أن تم نقله هناك بعد أن أفاق من غيبوبته التي دامت ثلاثة أشهر و نصف .

فتح عينيه ببطئ شديد مستغربا من المكان الذي هو فيه لم يكن الشعور بتلك الأحزمة التي تثبته على سريره صعبا ، حرك رأسه ينظر في أنحاء الغرفة فتفاجأ بوجود فتاة بجانبه تبتسم له بلطف ثم قالت " و أخيرا قررت أن ترينا جمال زرقاوتيك "

" من أنتِ ؟" قال هو بإستغراب فردت و هي تبتسم " ملاكك الحارس ...كارما " استغرب هو من كلامها ذاك ثم سأل " و من أنا ؟"

صمتت الفتاة للحظات تتذكر ما أوصاها به والدها بالحرف الواحد ثم قالت " أنت زيوس "

" زيوس ! هذا اسمي ؟"

" نعم هذا اسمك " قالت ذلك ثم أردفت " سأساعدك لتتذكر كل شيء "

" أنا لا أعرفك حتى لذلك ابتعدي عني حالا " قال و هو يحاول فك تلك الأخزمة التي تثبته فوضعت هي كفيها الصغيرين على يديه و قالت " ألا تريدني أن أساعدك ؟"

" قلت لكِ ابتعدي عني !" قال بصراخ فدخل ممرضين لغرفته بسرعة و لكن كارما نظرت لهما رافعة كفها نحوها و أشارت بأن كل شيء على ما يرام ليغادرا و ما إن فعلا حتى نظرت له بوجه جاد و قالت " هل تريد منهم أن يجعلوك تنام مرة أخرى ؟"

" لا أريد " قال و هو يسحب يديه عن الأحزمة و قد هدأ فقالت هي " إن بقيت هادئا فسأفعل كل شيء تريده يا زيوس كما أنني سأساعدك على تذكر كل شيء"

ظل هو صامتا و ينظر للنافذة فقالت هي " اتفقنا ؟" بينما ظل هو صامتا ثم سألها " ماذا يعني الملاك الحارس ؟"

" هو الشخص الذي ستجده بجانبك عندما يتخلى عنك الجميع " ثم وضعت سبابتها على جبهته و أردفت " حتى عندما تتخلى عنك ذاكرتك فسيكون ملاكك الحارس بجانبك ليذكرك بكل شيء "

ظل هو صامتا و ينظر للنافذة فقالت هي " هل تريد أن نخرج في جولة يا زيوس؟ "

" نعم !" رد هو بسرعة ثم قال و هو ينظر لقدميه " و لكنني لا أستطيع تحريك قدمي " فإبتسمت هي و قالت " ستستطيع قريبا حينما نواظب على العلاج الفيزيائي "

" ما هو العلاج الفيزيائي ؟"

" يعني أن الأطباء سيعالجون قدميك بالحركات الرياضية حتى تستعيد عافيتها " قال و هي تضع كفها على إحدى قدميه فسأل هو " هل أنتِ طبيبة ؟"

" لا ..." أجابت كذلك عمدا و لم تخبره بأنها طبيبته النفسية و تلك كانت خيلة يستخدمها الأطباء للمرضى الذين يرفضون العلاج النفسي فلم تريد أن تخاطر بالهدوء الذي عم بينهما منذ لحظات .

زيوس | Zeus [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن