البِداية

4.6K 66 0
                                    

لندن ..
مثل عادته كان جالس على المكتب ويراجع الايميلات الجديدة بملل
يقطع تركيزه صوت جواله يناظر شاشته "فيصل" كان متردد انه يرد عليه مايبي يضغط عليه اكثر ولاكنه رضخ لإلحاح فيصل باتصاله
فيصل:ياعبيط ساعه اتصل وش فيك مو قاعد ترد
عبدالعزيز بنبرة حاده:لو تفتح معاي موضوع امس اعرف إني مارح حتى ارد عليك امس عديتها لك لاكن والله يافيصل لو ترجع تفتح الموضوع لا اعرفك ولا تعرفني
فيصل بعصبيه:عبدالعزيز انا عارف مصلحتك اكثر منك داري انك عشت اشياء كثير يمكن اكثرها ماعرفها بس انا قاعده اقولك هالشي لمصلحتك والله اترك عنك العناد وتعال السعوديه
عبدالعزيز:يارجال هالمدينه اذا دخلتها اختنق احس وكأني تحت سابع ارض ليه مو راضي تفهمني
فيصل:بس ابيك تسمعني
لفت عبدالعزيز الايميل بالاسم العربي "الجوهرة"سكر الجوال وبانذهال يقرا الرساله اللي خلت كل اطرافه تجمد بحركه لا اراديه وبعصبيه رمى الشاشه اللي قدامه مو مستوعب اللي قراه كل هالاشياء تصير وهو مايدري كان راسه يفُور من العصبيه خرج للبلكون يشم هوا لعل وعسى يهدى لاكن الكلام كان قاعد يتردد براسه مسك راسه ويضغط عليه باقوى ماعنده عروقه بدات تبين وكانها بتنفجر غمض عيونه من الضغط اللي يحس فيه ورجعت ذاكرته قبل ٢١سنه .. فالمطار كان يناظر حوله باستغراب وعدم فهم كان مو داري عمه وين اخذه كان مبسوط على وعد عمه انه بيوديه عند امه كان يفكر كيف راح يعلمها بكل اللي عاشه بعيد عنها كيف انه خذا الاول على صفه وكيف انه رفع راسها بدرجاته زي ماوعدها
كان ناوي يقول لها كم مره نام وهو يبكي يبي حظنها وكيف انه كان يحضن الشال اللي خذاه منها عشان يحس انه جنبها وكأنه بحضنها كان يجهل اللي حوله ولاكن ماكان يجهل شعوره وشعور بالخوف كان يستنكر هالشعور وإنه كيف اخيراً بيلقى امه بس مو بهالشعور استوقفه عمه ونزل لمستواه وبنبره حنونه تحاول تخفف عن وقع الكلام:عبدالعزيز حبيبي انا صح قلت لك بنروح لأمك بس امك ماجت واحنا لازم نمشي شوف صار لنا ساعتين هنا ومافي اي اثر لها
كانت دموع عبدالعزيز كفيله بإنها تنهي نقاش عمه معاه كان كلام عمه كفيل بإنه يقطع الامل من امه اللي جلس عايش عليه خمس سنوات ..
تعوذ من ابليس وقام لغرفته ولم كل اغراضه كان هالمره اقوى من كل المرات اللي حاول يتجرأ فيها ويرجع فيها للسعودية كان يحس ان قلبه حجر اخذ جواله واتصل على اول رقم فيصل ماهي الا دقايق ويرد:انا طالع الحين من البيت حجزت لي تذكره للرياض جهز لي فندق وخلص لي كل الامور ساعات ونا عندك فمان الله
ماخلاه يتكلم وقفل الخط وصل لباب شقته ولف يناظرها وكانه يودعها بعيونه معقوله المكان اللي حسيت اني انتمي له راح اتركه بهالسهوله مشى تارك وراه كل ذكرياته مشى وهو رايح لحاضره اللي الكل كان معارض انه يعيشه ........

السعودية -الرياض-

قدام مرايتها كانت تعدل خصل شعرها المتمرده تناظر نفسها بثقه وبنبرة خافته"هالمره إنتي اللي راح تفوزين ومحد يقدر يوقف بوجهك"خذت شنطتها وطلعت من غرفتها مرت مكتب ابوها وكالعادة كانت تسمعه يكلم مشت بعدم اهتمام لين ماستوقفها نبرة أبوها العالية"انت وش قاعد تخبص كيف يعني توصل له الاوراق احنا مو معطين اي احد الاحقيه انه يدخل على الملفات هذي ...فهد لاتلعب باعصابي تدري هالاوراق لو توصل لمقرن وش راح يصير فينا راح يمحينا ...يارجال يكفي اللي صار قبل ٨سنوات تبيه ينعاد مره ثانيه هالمره والله لو افقد احد من اهلي اعرف اني راح امحيكم ومحد راح يسلم مني وهذاني حلفت..جلست على الارض كانت رجولها مو قادره تشيلها اطرافها بردت عيونها تحجرت بالدمُوع تحس وكأن قلبها بيطلع من مكانه تحس بإنكسار الكون كله يعتريها عضت شفايفها تمنع دموعها من انها تنزل نزلت من الدرج وكأنها جثه هامده طلعت من البيت للحديقه جلست على العشب وكعادتها فكت شعرها يلعب فيه الهواء غمضت عيونها تحاول انها تتمالك نفسها لاتنهار كانت دموعها رغماً عن محاولاتها تتمرد على خدها "يارب خذ روحي يارب ماعدت اقوى هالحرب يارب وجهني للصح يارب"قطع دعواتها اتصال "وعد"مسحت دموعها وتحاول انها تعدل صوتها عشان لاتعرف انها كانت تبكي
وعد:سلام ياحلُوه
نجد:هلا والله وعليكم السلام
وعد:يابنت وينك مو كان راح نروح لشركة عبدالله آل فهاد عشان الوظيفه
نجد:الا الحين طالعه من البيت
وعد :نجد صاير شي صوتك مو طبيعي بكيتي؟
نجد بضحكه مصطنعه:شدعوه مزكمه شوي واحسني شوي تعبانه يمكن ضربني هوا
وعد بعدم تصديق:ياشيخه مكلمتك الصباح مافيك الا العافيه
نجد تحاول تغير الموضوع:اقول انتي واضح سوالفك طويله خليها لين اوصل يلا مع السلامه
وعد :اوكيه مع السلامه ياكذابه

على عتبَات الماضي يُولد العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن