بيت حاكّم..
كانو نجد ووعد فالحوش ومندمجين بالسوالف ومو منتبهين للعيُون اللي تراقبهم من بعيد ..
نجد:اسمعي الحين صدق اخوك مبسوط انه بيتزوج هيفاء اذكر كنتي تقولين انه يكرهها
ضحكت وعد بصوت عالي:ياشيخه هو غبي على اساس يبعد الشبهه انه يحبها ياعزتي للرجال فاهمين الحُب غلط
نجد:والله صادقه فاهمينه غلط
وعد:الا صدق وش صار على هذاك اللي خطبك برضو صامله ترفضين
نجد:اي مابيه بعدين قلت لك مارح اتزوج الا بقصة حُب ماصارت بهالدنيا كلها
ضحكت وعد:لا يسمعك عمي يدفنك هنافي جهه ثانيه مُقابله لبيتهم كان يتأملها كيف تتكلم وتلعب بشعرها يشُوف ضحكتها اللي وده بس يسمعها وتكُون منه ..عيُونه ما انشالت عنها ولا ثانيه كأنه يعوض الأيام اللي ماشفها فيِه..حُبه اللي عجز يصرح لها عنّه وكان متأكد انه هالحُب بيكون للأبد من طرف وآحد ..دعوته الوحيده إن الله يكتبها من نصيبه ..
..قطع تفكيره رنّة جواله يشُوف الاسم -عبدالعزيز-يتأمل الاسم وبقلبه حاس إنه بيصير شي يخليهم يبعدُون عن بعض ..أخذ نفس وفتح الخط:حّي هالصوت
عبدالعزيز:الله يسلمّك..وينك مالك حس
فيصل:أبد فالبيت
عبدالعزيز:فاضي أمرك
فيصل :حياك تنُور والله
عبدالعزيز:تمام ارسل الموقع دقايق وانا عندك توصي شي؟
فيصل:سلامتك
قفل الخط وارسل له..رجع يشُوف إن كانت للحينها فحديقتهم لاكن شافها والباب يتقفل ابتسّم وتتمتم-لو إنك صحرا عجاج ومحدٍ لك يزور..انا الوحيد اللي يبي يمشيك حاافي-قفل الشباك ونزل يزيّن القهوه على صُوت محمد عبده بإغنية -أعترفلك-ومع كل شطر يغنيه محمد كان فيصل يردد معَاه لين وصل -آه من قلبي نصحته بس عيّا ينتصح نبضه يبيها آه منه ليه عيّا-وكان هالبيت بالذات يجسّد كل مشاعره مع نجد اللي واثق إنها ماهي له..سمع صوت الجرس تنهد وراح فتح له وكان وجهه مايبشّر بخير عارف ومتأكد ان هالليلة مارح تعدي على خير..:ارحب تو مانور البيت والله
عبدالعزيز:تبقى والله منور بأهله
فيصل:تفضل ادخل شوي جايب القهوه وجايك
ماهي الا دقايق وجَا فيصل وعبدالعزيز يلعب بمسبحّته..والواضح عليه العصبيه والتوتر
فيصل يلطف الجو:اللي بيدك هديه من ابوي
ابتسم عبدالعزيز:ذويّق عمي ..الا كيفه وش اخباره للحينه فديارهم
فيصل:ايه مو راضي إنهم يجون المدينه يقول من يترك ديرته ماهوب صاحي
عبدالعزيز:وهو صادق
فيصل:صاير معاك شي وجهك مايبشّر بخير
عبدالعزيز يحاول يكبت غضبه :لقيتها اليوم
عقد حواجبه وبتفكير:أمك
ضرب بكفّه على فخذه بغضب:للأسف وبعد واحد وعشرين سنه اشوفها جثه هامّده مو قادره حتى تحرك اصبع ..سنين انتظر هاللقى بس ماتوقعت انه بيكُون جَارح للقلب ماتوقعت اني بحّن عليها كارهٍ نفسي إني تمنيت إنها تحتضني
كان فيصل مذهول من مشاعر عبدالعزيز اللي لأول مره تتعرى قدامه بهالشكل ..عبدالعزيز اللي كان يمثل دُور القوي المتناسي لكل آلامه اليوم يعلن عنها وبهالشكل المجروح ماكان من فيصل الا إنه يكون ساكت لين يهدى عبدالعزيز ويفرغ اللي بقلبّه..
وقف عبدالعزيز:مو عارف وش اسوي راسي ذبحّني من التفكير مو قادر اسامحها ولا اسامح نفسي ولا قادر اني اكون لعيالها الأخ الكبير ..سنين تاركتني بلا أهل ولا سند والحين تبيني اكون لعيالها سندهم واخوهم كيف فهمني كيف تجرأت
فيصل :يمكن هالشي وراه موضوع كبير
تنهد بصعوبه يحس كأن اكسجين هالدنيا ماتكفي رئتيه غمض عيُونه يحاول يهدي نفسه مايبي يتسرع مايبي يخطي خطُوه يندم عليها عمره كله..:مو عارف كيف اتصرف وش تشُور علي
فيصل:الحين انت لازم تهدا وتحاول اقلها ترتب افكارك ماينفع تكون بهالغضب معاهم اليوم اجلس عندي وفكّر بعقلانيه وبنفسك قبل كل شي
عبدالعزيز:مدري وش الصح لاكن الله يزيّنها ..
فيصل:آمين يارب
عبدالعزيز:الشي الوحيد اللي متأكد منه هو حاكم..هو الوحيد اللي دارس كل خطُوه بسويها معاه
فيصل يحاول يخفي توتره بأنه يصب له قهوه لانه عارف هالمّره لو يشك فيه عبدالعزيز مارح يرتاح ولا يهدا باله لين يعرف وش فيه:وش ناوي عليه
عبدالعزيز:بنته نجد ..لقيتها اليوم الصباح فالشركه وخليتها توصل لابوها رساله وبشُوف وش بيتصرف..
فيصل:ايش..غريبه ماقلت لي
عبدالعزيز:كنت معصب وما امداني اقولك..
فيصل:طيب وايش ناوي عليه
عبدالعزيز:بتدري مع الوقت بس الحين بشوف هالتهديد وش راح يخليه يسوي وعلى اساسه راح ابدا اتحرك
ماكان من فيصل الا إنه يجاري عزيز ولا يضغط عليه يحسّه مكشوف قدامه وبأي لحظه راح يعرف السرّر اللي سنين يخبيه عنه هالسّر اللي كان غصب عنه وماكان بيّده شي الا إنه يستسلم للواقع ويحاول قدر المستطاع إنه يخبيه:والله ياخوي مادري وش اقولك بس انتبه لنفسك لاتدخل بشي راح يخليك تتعذب عمرك كله
ضحك باستهزاء وطلع بكت الدخان من جيبه ..كان يدخّن بشراهه وكانه ينتقم من كل شي بهالطريقه
فيصل:متى رجعت له مو انت تاركه من سنتين
ايطاليا..
كان مقرن ومتعب مجتعمين مع اشخاص من جنسية إيطاليه وفرنسيه يخططون كيف راح يكملون شغلهم بعد ما المباحث السعوديه مسكت احد رجالهم ..طلع مقرن ومتعب من المكتب بغضب وكانت نبرة مقرن تدل على التهديد والوعد:كيف يعني مارح نقدر ندخل البضاعه مثل اول ما ورا هالمصيبه الا حاكم
متعب يزيد النار حطب:شكله ماتعلم من آخر تهديد عطيناه يبي له ندخل على الثقيل
دخل مقرن مكتبه ورمى بنفسه على الكنبه ويدخل السجاره بفمّه وينفث بخاره بغضب:اجل هذي سواتك يا حاكم ان ماخليتك تندم وتعض اصابع الندم طول عمرك ما اكون انا مقرن ..وعبدالعزيز الحين وش مسوي دخل للشركة ولا للحين
متعب:اخر شي عرفته انو دخل الشركه وسوا مشكله وطلع بس للحين ماداوم دوام رسمي
مقرن بتفكير:ماقدر يجي عبدالعزيز الا الحين بس انا اعرف كيف اشغلّه
متعب:لاتخاف زي ما قدرنا على مشعل و سعود عبدالعزيز سهالات
عقد حجاجه وبستياء:بس إنت تدري انه ولد نايف والف مره اكرر لك يامتعب لاتستهين بعدوك عشان ما يقدر عليك
جلس متعب وضحك بخبث:الحين ليش مانخلي عداوه تصير بين حاكم و عبدالعزيز وينشغلون ببعض لين نمشي امورنا
ضرب مقرن كفيه:جبتها وانت ولد عادل كفو والله بس يبي لي الحين افكر حبّه حبّه وبعدها بنبدا
متعب:بس لازم قبل مايجي الاجتماع اللي هو يوم ٢٢ديسمبر يعني بعد اسبوعين تقريباً
سند مقرن راسه على الكرسي وبابتسامة :ولا يهمك من بكرا بنبدا خطوه خطوه