حاكم :من اليوم ورايح مافي طلعه من البيت وجوال مافيه ولو اشوفك تعتبين باب البيت او حتى تحاولين انك تطلعين ياويلك والله يانجد ان اوريك شي عمرك ماشفتيه -بصرخه-فااهمه
نجد من بين دموعها بانفعال افرغت كل اللي بقلبها من افعال ابوها:يكفي يبه الله يخليك يكفي تضغط علي معيشني بين اربع جدران حتى صديقات ماعندي كل ماصادقت وحده ابعدتها عني..يكفي تعبت كأن العالم كلهم واقفين على نجد وانه الخطر كله بيجيها انا طفشت لاتحاسبني ابد مالك حق انك تحاسبني من حقي اعيش حياتي واني اكون سعيده بس انت ماعطيتني فرصه انا تعبت كنت محتاجه احد في اوقات كثيره ومالقيت احد مالقيت غير هالجدران تواسيني كل شي خسرته تحسب اني بموت لا حرمتني من الطلعه ابشرك انا ميته من سنين والسبّه انت وشغلك اللي سرق مني كل سعادتي واولها امي اللي شغلك خذاها ممنا يبه انت ماتعرف وش احس فيه ووش عشت انت ماسمعت انفاس امي الاخيره ووصاياها انت ماتدري اني كل ليلة انام فيها صوت الحادث يرن فأذني عجزت انسى والله ليتني مت مع امي ولا عشت هالدنيا ... دخلت الحمام تاركته في صدمة من كلامها ماتوقع إنها تحس بهالكم الهائل من الوحدة والألم ماتوقع انه ضغط عليها هالكثر كان صوت بكاها يوصل له تقطع قلبه عليها بس ماكان منه الا انه يحميها من اللي حولها الخطر اللي هي فيه ماعُمرها استوعبته طلع من غرفتها دخل مكتبه التفكير ذبّحه راسه بينفجر من اللي سمعه معقوله بعد هالسنين يرجع ونا ما ادري كييف ياربي كككيف رمى البرواز الموجود على طاولته هالمره الخطر كبير هالمره بنتي انا خسرت زوجتي بس مارح اخسر بنتي بسببك يا سلطان مارح اخسررها
صباح اليُوم الثاني
قدام المراية يناظر شكله بالثُوب لأول مره يلبيه يحّس بشعور غريب ابتسم -الله يرحمّك ياللي شابهتك حتى فأدق تفاصيلك-قطع عليه دق الباب :ادخل
الجوهرة :صباح الخير عسى ما ازعجتك
التفت عليها؛لا ولا يهمك
الجوهرة:ماشاءلله عليك طالع رزه بالثوب
عبدالعزيز:تسلمين..وش بغيتتي
الجوهرة:امس مريتّك بس شكلك ماسمعتني جيت اسأل كيفك واذا محتاج شي
عبدالعزيز برسمية:مشكوره ماتقصرين
دخل عليهم خالد وابتسم لشكل عبدالعزير كان شكلّه فخم ورزه يعكس شكله بملابسه الثانيه:الله وش هالزين كله
عبدالعزيز بمجاملة:بعض مما عندك
خالد :الجوهره ممكن تخلينا لحالنا شوي
الجوهرة:تمام عن اذنكم
طلعت وقفل وراها الباب..جلس عبدالعزير وكأنه ينتظر الهواش والصراخ من جديد ولاكنه انصدم من هدوء خالد:اول شي عارف وفاهم وش كثر إنت مجروح من الكل وخاصةً امي ..
قاطعه:لو سمحت لاتدخل بهالمواضيع
خالد يرفع نبرة صوته:الا بتسمعني وغصباً عنك اللي صار من سنين مالنا دخل فيه لا احنا ولا انت الشخص اللي يُلام بهالقصه امي وابوي وابوك هُم اللي اختارو واحنا نتيجة اختياراتهم
عبدالعزيز بحّده وقهر:خالد اطلع
خالد بقهر على حال عبدالعزيز:وش تبي فهمني تبي تنتقم مننا وتخسرنا عشان ايش؟فهمني وش اللي بتستفيد انك تنتقم عشانه انت بس بتخسر عائلتك اللي طلعت لك بعد سنين احنا مو زعلانين لانك اخونا قد ما انه مصدومين من انه بيوم وليلة يكون عندنا اخ ماندري عنّ من سنين انا ما اعتب الا على امي لانها حرمتك منا وحرمتنا منك..شوف عزيز رضيت ولا مارضيت عمره اللحم ماطلع من الظفر لا تحاول إنك تنسلخ مننا لان مهما درت ولفيت بتلقانا اخوانك رغم الظروف..لاتبتر امل إننا بيُوم بنكون يد وحده وفهمّك كفاية
طلع تاركه تحت ضغط كلامه اللي ماخلفّ الا الحيرة داخله ماينكر ان كل كلمة قالها صحيحة بالنهايه مو هُم اللي اختارو الحياة هذي ولا لهم يّد في عمايل ابوهم ..تنهد بقهر وتعب يحّس الضغط عليه كل ماله يزيد لا هو قادر يفهمهم ولا يفهمّوه ..طلع من جناحه لبرا البيت ولاكن استوقفه الاصوات الطالعه من غرفة أمه كانو مجتمعين كلهم يسمع نقاشهم ويتمنى لو إنه يكون معاهم بهالغرفه وينسمع صوت ضحكه زيهّم ..مشى متجاهل جروح قلبه طلع برا البيت وتوجّه يسقي شجرة الريحان ..-انتظرك ترجعين تزهرين وترجع ريحتك تملى المكان-ابتسم لكلامه ماكان يدري هالكلام موجه للشجرة ولا لأُمه
ترك الابريق من يده التفت لليد اللي انمدت له وفيها منديل اخذه يمسح بقايا المويه من يده:مشكور
مشعل:نتكلم شوي قبل نمشي؟
عبدالعزيز يهز راسه بالايجاب ..مشُو ناحية بيت الشعر والصمت سيد اللحظة..انتظر مشعل اخوانه يجتمعون وماهي دقايق الا وسعود وخالد دخلُو..
مشعل:حبيت نتكلم قبل نطلع للشركة كلنا اليوم يوم مهم لنا كلنا وبالاخصص انت عبدالعزيز..راح تتقسم معانا اسهم الشركه ..الشي اللي ابي اقوله اللي صار معانا امس كان نتيجة تراكمات من الكل ..وانا اعتذر عن كل الكلام اللي قلته لك بلحظة غضب..اللي ابيه مننا كلنا نبدا صفحه جديدة مع بعض ونترك الماضي للماضي
خالد:وهذا هو الصح لان وش بيفيد المشاكل والعتب بيننا واحنا مالنا ذنب لشيء
كان سعود معارض لكلامهم ولاكن ماله الا انه يرضخ مع اخوانه ويحاول انه يتقبل عبدالعزيز:وانا بعد اسف على اللي سويته
انصدم عبدالعزيز ماكان متوقع يتراجعون عن افعالهم بهالسرعه يحّس بكومة مشاعر متداخله ببعضها الانكار والخوف وعدم الامان وشعُور جديد عليه الاخُوة..ابتسم يحاول يسيطر على مشاعره:معذورين على كل شي..وزي ماقالت الماضي للماضي وانا ماجيت هنا ناوي اشن الحرب عليكم بالعكس انا جيت بناءً على الوصية اللي وصلتني..بالرغم انها تكون وصية باطله بس رغم هذا جيتكم ولا ابي منكم الا اني افهّم السبب ورا هالوصية..وانا اساساً مقرر من اللحظة اللي جيت فيها مستحيل انو اخذ املاككُم ولاكن استفزازكم لي امس خلاني اقولكم هالحّكي..تبونا نكون يد وحده بكل شي انا معاكم ..
مشعل:حيّاك بيننا
بادر سعود يربت على كتف عبدالعزيز:اهلين فيك بيننا
خالد يحاول يغير الجو:اي والله اهلين ومرحبتين الحين نصير احزاب على بعض لان سنييين وهم حزب علي الله الله فيهم
ضحك مشعل يرمي عليه علبك المناديل:وش حزبه عشاننا نواجهك باغلاطك
عبدالعزيز:عاد ان كانت كذا بتلقاني انضم لحزبهم
خالد بيأس:بغيتك عون صصرت فرعون
سعود:يالله نمشي بتصير ٨وللحين ما حركنا بعدين تعرفون زحمة الرياض
وقفو كلهم طالعين للكراج مشى عبدالعزيز لسيارته ولاكن خالد ناداه:تعال بنروح بسياره وحده
التفت :لالا خذو راحتكم
مشعل:اقول تعال بس نعلمك الطريق المختصر لو تمشي على قوقل ماب بتوصل المغرب
ضحك سعود وشغل السيارة ..ركب بجنبه عبدالعزيز وفالمرتبة الخلفيه خالد ومشعل..كان التوتر سيد اللحظة ولا احد قادر انه يقطع هالصمت لين رن جوال سعود :هلا هلا..ايه تو طلعت..ما اقدر عندي اجتماع..اقولك ما اقدر..روحي مع السواق..الله المستعان خلاص بخلص اجتماعي واجي..سكر الجوال في وجهها والتفت يناظر عبدالعزيز يلعب بيده بالمسبحه..سعود:حلوه المسبحه من وين خذيتها
عبدالعزيز يتأملها:جتني هديه
خالد:اشوف ورني -ارفعها للمستوى اللي يشوفها فيه خالد-ياحركات والله اللي مهديك ذوييق
ابتسم عبدالعزيز يتذكر كل ليلة عيد الهدية اللي تجيه مجهولة وكانت آخر هديه هالمسبحه ..يحّس بانتماء لهالمجهول اللي كانت كل هداياه ترمز لبّلده وديرته ..قطع تفكيره صوت جواله -فيصل-:مرحبا
فيصل :السلام عليكم
عبدالعزيز:وعليكم السلام والرحمة
فيصل :كيف حالك
عبدالعزيز:الحمدلله طيّب انت وش احوالك
فيصل:على مايحّب قلبك وينك لاحس ولاخبر يعني لو ما دقيت عليك ماكنت بتتصل
عبدالعزيز:مشغول شوي
فيصل:اجل لا خلصت اشغالك مرني نطلع امشيّك فالرياض
عبدالعزيز:ان شاءلله بس اخلص بدق عليك ..توصي شي
فيصل:سلامتك..فمان الله
عبدالعزيز:فمان الكريم
قفل الخط تنهد بخيبّه يحّس بغصه تذبحه شعُور انه مخبي على عبدالعزيز الكثير يخليه يختنق ..اخذ كوب قهوته وطلع للبلكُون يراقبها كعادته بس هالمّره كان واضح عليها إنها تبكي شاف ابوها طالع من عندها وتمشي وراه ولا يتكلم معاها وتجاهلها طلع ورجعت تبكي كان قلبه يتقطع مليُون قطعه ..جلس يفكّر وش الشي اللي راح يخليها سعيده وما جا بباله الا ورد دخل البيت ناوي يطلع ياخذ لها ورد وللحّظه وكأنه جاته لحظة الادراك ان اللي يسويه غلط وإن مهما كان لازم يبعد عنها وهو عارف ان عبدالعزيز عينه عليِها جلس يتأمل اللوحه اللي طلبها منها بابتسامة خيبّه-مابقى لي منك الا هاللوحه اندب حظي قدامها-.......
عند نجّد..
من لما صحّت من النوم ودموعها ما وقفت هالمّره عصبية ابوها كانت جديّه بالعاده يرضخ لدمُوعها بس هالمره حتى دموعها وحكيها مافاد معاه..دخلت البيت متوجهه لغرفة أُمها اللي صار لها شهُور مادخلتها فتحّت الغرفه داهمتها ريحّتها وريحة بخُورها ..تتأمل كل تفصيله فالغرفه والمواقف اللي صارت لها مع امها ..هنا بكيت فحضنها..وهنا هاوشتني ..مسكت علبة المناديل وهذي العلبه اللي ياما رمتها علي كل مره مايعجبها كلامي ..فتحّت دولابها الملابس زي ما هيّا ماتحرك فيها ولا قطعه رُغم ان ابوها للحين عايش بهالغرفه بس الواضح إنه ماقدر يغير فيها شي..اخذت جلال صلاتها تستنشق ريحّته غمضت عيُونها تستذكر امها وريحتها وكلامها جلست على الارض ودفنت راسها على رجولها ومتسمكّه بالجلال تبكّي حرمانها ويُتمها تبكي وحدتها وحزنها -يمّه اشتقت لك كثير ..ليه ماخذيتيني معاك ليه رحتي وتركتيني اواجه هالدنيا بدونك وانا اللي حتى اسألك عن اتفه الاشياء..يمّه ارجعي تكفين -وقفت ورمّت نفسها على السرير وانكمشت فيه تحاول تنام ولو للحظة على ريحّة امها ..
الشركة..
في اجتماع مجلس الادارة ..الكل يوقع على مشاركتهم الاسهم مع عبدالعزيز ..طلعُو الكل مابقى الا مشعل وعبدالعزيز..
مشعل:وكذا خلصنا كل شي
عبدالعزيز: بسألك عن ماجد مين يكُون
مشعل:صاحب ابوي ايام الديره
عبدالعزيز:احّس نظراته مو طبيعيه وراه شي
مشعل:شايب ماعنده ماعند جدتي
طلعو من المكتب وكل الانضار عليهم ..دخلو مكتب مشعل ..عبدالعزيز:الحين هذي الشركة الام كم تضم معاها شركات
مشعل:خمس كل فرع في مدينة اساسيه
عبدالعزيز:لازم اخذ لي فكرة عنها
مشعل:اذا بغيت شي معاك رائد اطلب منه الارشيف ويعطيك
عبدالعزيز:ان شاءلله
قطع عليهم دخُوله بكل عصبيه ومن دون ما يستأذن مشعل :ارحّب يابو نجد عسى ماخلاف
حاكم يناظر عبدالعزيز والشّر يتطاير من عيونه:ماهقيتها منك يامشعل تقاسمه الاملاك وفوق ذا ياخذ الحصّه الاكبر
مشعل:تفضل عمي اجلس -اشر على عبدالعزيز-وهذا عبدالعزيز اخوي الكبير
حاكم بعصبيه:ماهو اخوك انت ماعندك الا خالد وسعود هذا مستحيل يكون اخ لك
عبدالعزيز بحّدة:انتبه على حكيك واعرف مع مين تتكلم
حاكم انفلتت اعصابه وهجم على عبدالعزيز مسكّه من ياقته وبتهديد:نجد العذيّه ماعمرها تنأسر وماعاش من يأسرها وراسي يشم الهوا
ضحك باستفزاز:يعني وصلك الكلام
مشعل يحاول يفك بينهم:اذكروا الله ياعمي اتركه
حاكم بصراخ:والله لو تقرب منها ياعبدالعزيز انك راح تلحق ابوك بقبره
وكانت هالكلمة كفيلة بإنها تفجر كل الغضب المكبوت من سنين داخله مسّك يده وبحركة سريعه كتفه ويهمس بإذنه:ووالله واللي رفعها سبع ونزلها سبع لو تذكر ابوي على لسانك اني لا احرقك بأعز ماتملك ..
دفعّه على مشعل واستند عليه :واسمعني زين وهذا مشعل يسمع مارح يجي نهاية الشهّر الا وبنتك على ذمّتي
طلع تاركّ حاكم ومشعل في صدمه من كلامه ..جلس على الكرسي يحّس عروق راسه بتنفجر ماتخيّل بيوم انه يتهدد بنجد
مشعل يعطيه كاسة مويه:ياعمي تعوذ من ابليس ونا بتكلم مع عبدالعزيز ولا يهمك
طلع من عنده متجاهل كلامه اتصل على تلفون البيت وردت الشغالة
حاكم/عطيني نجد
ركضت تنادي نجد ثواني وترد عليه بصوتها الناعس:هلا يبّه
حاكم:بسرعه الحين تلمين اغراضك وتنتظريني دقايق ونا عندك
نحد بصدمه:ايش وين بروح
حاكم بعصبيه وصوت عالي:زي ماقلت لك الحين تتجهزين ولا ترا باخذك بدون اغراض
قفل الخط متجاهل كلامها واتصل على اخوه ..:الو زيد انت وينك
زيد:اعتقد ان السلام واجب
حاكم بغضب:مو وقتك انت وينك
زيد:عند امي وش بغيت
حاكم:انا محرك الحين من الرياض جايكم الديره لاحد يدري اني بجي حتى امي وابيك تلقاني عند اول نقطة قبل ندخل القصيم
زيد:طيب اذا قربت دق علي
حاكم:يلا فمان الله
وصل البيت وقف عند عتبة الباب تنهد ودخل عليها واقفه وبجنبها شنطتها كانت دمُوعها تحكي الكلام اللي عجزت انه تقوله خذت شنطتها تمشي من جنبه طالعه للسيارة ركبت وسندت راسها مغمضه عيُونها ماتبي تشوف اللحظه اللي تترك فيه هالبيت ركب السياره حّرك ..وكان الصمت متملكهم وماينسمع الا شهقات نجد لين غفت.. عيُونه تراقبها من المراية -ادري بتزعلين علي بس مع الوقت بتفهميني -وبعد مرور اربع ساعات اتصل على زيد صحّت على صوته يعلن وصولهم عدلت نقابها تناظر الشباك عرفت الطريق وهالديرة اللي طلعو منها ثلاثه بس الحين راجعين لها اثنين والواضح انها اللي راح تدخلها لوحدها
نطقت بعد تردد:تحسّب انك قاعد تتصرف عشان مصلحتي ماتدري انك قاعد تغرقني اكثر واكثر بظلامك اللي سنين حرمتني من الدنيا عشانه تدري يبّه فالوقت اللي كانو البنات منشغلين بحياتهم واحلامهم كنت تعلمني تجبرني اتعلم على السلاح فالوقت اللي كل البنات يدورون على الوظايف اللي يحلمون فيها كنت تخليني شهُور بين اربع جدران لحالي يبه انت جردتني من اني اكون انثى علمتني كل اللي يضّاد مع كوني انثى ..امس قلت لي ماعدت اعرفك بس انت صرت ماتعرفني لانك محيّت نجد اللي كانت اقصى احلامها إنها تكون سعيده جردتني من نجد اللي كانت النسمّه تجرحها الى نجد اللي تجرح وتكسر بدون مايرف لها جفن ..زي ماكانت امي ضحيه لافعالك شكلي ونا راح اكون ضحيه ثانيه بس اوعدك هالمّره انا اللي بخطّ قصتي بنفسي وانا اللي راح اتصرف لا انت راح تتحكم فيني ولا غيرك -مسحت دموعها بعنف-مردك تعرف وش كثر كسرتني بس وقتها بيكون فات الاوآن..انت خليتني يتيمة أُم بس الحين بتخليني يتيمة اب وأم
كان وقع كلامها على قلبه كبير يحّس بكسر كبير جواته وصعب انه يلتأم لأول مره تتكلم له عن مدى اذيته لها وهي اللي كانت تطبطب عليّه سنين وسنين صارت الحين تعاتبه على اللي عاشته يستذكر كل لحظة غصبّها انها تواجه اصعب الاشياء من اصوات الرصاص الى كيف تستخدمه نزلت دمعه حرقت قلبه قبل خده ماتجرأ ينطق ولا كلمة ..شاف سيارة اخوه وقف جنبها ونزل
زيد:هلا هلا بالغالي حي هالشوف
حاكم:هلا بيك ياخوي
زيد:علامه وجهك ضايق
حاكم:بنتي يازيد امانه برقبتك ليوم الدين ابيك تعدها وحده من بناتك وتحطها بعينك مامعها بهالدنيا من بعدي الا انت وعمامها
زيد:عسى ماخلاف شفيك وش صار
حاكم:كل شي بتعرفه بعدين بس الحين نجد امانتك
زيد توتر من تصرفات اخوه ولاكنه رضخ لكلامه:افا عليك نجد بالعين ولايهمّك
توجه لها وسلم عليها..اخذ شنطتها وتركهم يودعون بعض
نزلت من السيارة تحس جسمها ثقيل وكانها تجر نفسها
حاكم يحاول يتماسك انكسارها بهالشكل ذبّحه:انتبهي لنفسك يبه فامان الله
مشى تاركها ودموعها تحرق خدها ماتوقعت ان وداع ابوها بيكون بهالسهوله التفتت له وبصراخ:حتى ماعطيتني فرصه اودعك ..كالعادة انت تبدا وانت تنهي ..فمان الله يبه وسامحني
ركبت سيارة عمها ومو قادره تسيطر على دموعها تحس روحها بتطلع من الالم وكانها خسرت ابوها للابد مشو مبتعدين عن حاكم اللي حاله على بنته تقطع القلب بس كان لازم يبعدها عنه لان الوضع كل ماله يصير اخطر من الاول رجع للرياض وترك قلبه ورُوحه فالقصيم ..
الرياض..
كانت اصواتهم كل مالها تعلى :وش يعني تاخذ بنته انت صاحي؟
وش تبي منها ومن متى تعرفها وكيف تعرفها
عبدالعزيز:مشعل لاتدخل بشي مايعنيك ولا تناقشني بهالموضوع لانه منتهي
مشعل:عزيز انت صاحي ولا مهبول وش يعني تهدد الرجال ببنته وش تبيه تكون ردة فعله ؟
عبدالعزيز:مشعل قاعد اقولك لاتتدخل عشان ما تزعل وهذا الشي بيني وبين حاكم مابيك تدخل فيه ومابي احد يعرف عن هالموضوع
مشعل:بالطقاق انت وهو
طلع تاركه يخطط كيف راح يجبر حاكم إنه يزوجه بنته ..قطع عليه صوت جوال طلع جواله من جيبه بس ماكان هو اللي يدق لحق الصوت ولقاه فوق الكوميدين جنب السرير استغرب من له هذا الجوال وكيف وصل هنا وهو محد دخل بعده الغرفه اخذه يشوف الرقم غريب كان بيطلع يسال من حقه توقع انه وحده من الشغالات ناسيته بس وصلته رساله -عبدالعزيز رد على الاتصال-وثواني ورجع يدق فتح الاتصال
..:السلام عليكم ورحمة الله
عبدالعزيز:وعليكم السلام مين معاي
..:فاعل خير بيساعدك تنتقم من ابو نجد
رفع حجاجه باستغراب:عفواً مين معاي
..:مايهمك بس ان كانك تبي شوري فا انا اعرف كيف اخليه يرضخ لك
عبدالعزيز:وانت وش بتستفيد
..:قلت لك فاعل خير ..الحين يوصلك ملف فيه كل شي يخص ابو نجد تقدر تمسكه فيها فمان الله
دقايق ووصله ملف فتحه وانصعق من كمية القضايا اللي متورط فيها ابو نجد من غسيل اموال الى تهريب ..ماكان متوقع انه لهدرجه ضايع -مين هالشخص اللي يبي يتخلص منك ياحاكم ورماك قدامي-
بعد مرور اسبوعين ..
صحّت على صوت جدتها تناديها للصلاة قامت وتعوذت من ابليس لان الكوابيس مو راضيه تفارقها توضت وراحت عندها
نجد:معليش يمّه ماصحيت قبلك
جدة نجد:صلي وتعالي لمّي نتقهوى قبل يجي عمك
دخلت غرفتها تناظر شكلها بالمرايه ذبلانه عيُونها اطفاها البكى وشكلها يوحي وكان احد ميّت لها ..وقفت على سجادتها وصلّت ..سلمت ورفعت يدها تدعي -يارب غير حياتي للأفضل وارزقني رضاك يارب تعبت من الوحدة عوضني عن سنين الالم والحزن -مسحت دموعها وغيرت لبسها ولأول مره من اسبوعين تحط ميكب ينُور وجهها ابتسمت برضى عن شكلها -خلاص يكفي ضعف بعيش حياتي ولا كأنه صار لي شي-طلعت لجدتها باست راسها وجلست :صبحّك الله بالخير
الجدة:صبحك الله بالنور والسرور يابعد قلبي ..ايه اليوم وجهك مشرق عساها دايمه
سندت راسها على كتفها:اللي يصبح على وجهك الزين يشرق وجهه ودنياه
رفعت يددينها:الله يسعدك ويرزقك ويزوجك بولد الحلال اللي يخليني اشوف هالصاله مليانه بعيالك
ضحكت نحد بصوت عالي:حرام عليك كنتي ماشيه صح لين الزواج
الجدة:هماك ماتبين الزوج؟الزوج سكينه وملجئ لك
نجد:وللله السكينه مقابلك خليك من الرجال
الجدة:الا اسمعي شوري ولا ترفضيه كانك تبين رضاي
بردت اطرافها كانت عارفه ان ورا موال جدتها للزواج شي كبير:آمريني
الجدة:شرايك بوائل ولد جارتنا هيلة
كشت من ذكر اسمه:والله ياجده لو مابقى الا هو ما اتزوجه امانه عليك هالاقشر يصير زوج لي
الجده بعصبيه:وش فيه وش زينه عسكري مصلي مسمي وباني دور فوق امه يدور بنت الحلال
نجد:وصلك جوابي مارح اتزوجه خليه يدور من بنات عمي انا مابي -وقفت متوجهه لغرفتها لاكن استوقفها دخول عمها-صباح الخير
زيد/هلا هلا بشيخة البنات صباح النور والسرور وصباح الخير
لاحلى ام تعالي وين رايحه ابيك بموضوع
الجدة:صبحك بالنور