-

911 23 2
                                    

مشى حاكم من عنده بوجع وخُوف على وحيدته من عبدالعزيز اللي قهّرته وماكانت تعرف نجد معنى قهّر الرجال ..وبعد ساعات طويله على قلب عبدالعزيز اللي كان يلوم نفسه باللي صار بحاتم وتذكر لحظات حاتم معاه وكيف انه ساعده بإنه يدخل هالقضيه وبإنه يساعده انه يلقى اخته اللي سنييِن مو عارف حالها ..طلع الدكتور اقترب عبدالعزيز بخوف وخطوات متردده بلع ريقه:دكتور وش صار عليه
الدكتور:الحمدلله حالته صارت مستقره بس كسر فاليد ورضوض
تنهد براحه مسح وجهه بأريحيه :الحمدلله يارب لك الحمد..يمديني اشوفه ؟
الدكتور:للاسف الحين لا بس تقدر بكره باذن الله
هز براسه بالايجاب وطلّع بخطوات غاضبه متوجه لها ..

..
كانت تدور بتوتر فالصاله حال ابوها ماسّرها وتاكدت انها تسببت بمصيبه ثانيه دمُوعها ماوقفت ..تناظر الباب بخُوف من سمعت صوته اللي يعلن وصُوله ..دخل عليها وكان حالها يُرثى اليه دموعها اعدمت وجهها ..نجد:ع.عزيز
كان الحقد والغضب يطير من عيُونه يتذكر قربها منه واللحظات اللي زيفتها عليه اقترب منها..كانت اطرافها تُرتجف ..مسّك يدها سحبها لحضنه اللي انصدمت من ردة فعله شاركته الحضن بهمّس:كذا كنتي تضحكين علي؟
ابعدها عنه بقسوه:انا يانجد؟ انا تضحكين عليه وتوهميني بحُبك المزيف انا؟
سحبها من يدها ودخلها الغرفه :وينهم؟وينهم الحبوب اللي كنتي تذبحيني فيهم -بصرخه-ويينننهم
اشرت له عالطاوله اخذهم وانصدم من عددهم التفت لها:كنتي بتخليني ادمن؟قدامك كنتي بتذبحيني
تهز براسها بالرفض وانهيار:ماكنت اعرف والله ماكنت اعرف
رمى الحبوب بوجهها:هذي الحبوب ياهانم مخدرات يعني كنتي تعطيني سّم
بكت بحرقه ..اقترب ومسك يدها بعنف وقربها له :والله يانجد لو صار لحاتم شي اني كنت بدفنك بارضك
دفعها لين طاحت عالارض وبصرخه:تدرين انك كنتي بتقتليه الليله بتقتلين واحد عُمره كله يركض ورا اللي ذبحو امك وخطفو اخته انتي عطيتيهم الفرصه بانهم يحاولون يوقفونا
صرخت بوجع:لالا لاا ماكنت ادري واللله ماكنت ادري
نزل لمستواها :انتي يانجد قتلتي اثنين يحاربون لاجلك ولاجل الوطن بس انتي خنتيني وخنتي الوطن
طلع تاركها تجلد نفسها بكلامه بكّت بحرقه وانهيار كان يسمعها وهي تبكي بانهيار وتكسر الاغراض اللي فالغرفه يسمع خيبتها وجلدها لنفسها..من سمعت كلامه ماتحملت اللي قاله تصرخ بوجع وبكى وقفت وشافت شكلها فالمرايه واخذت العطر ورمته لين تهشم القزاز حولها بدات تكسر الاشياء من حولها بجنون متجاهله رجولها اللي بدات تنزف من القزاز اللي منتثر حولها ..دخل عليها يشوف الدم حولها وهي تبكي بانهيار وتضرب يدها على قلبها ..ركض مسك ايدييها:انتي وش قاعده تسوين
نجد بدموع وبصُوت منتهي من البكا:مو قادره
طاحت جثه هامده بين يديه شالها ومددّها على السرير ..مسّح دموعها يتأمل وجهها الباكي ..ناظر رجولها اعدمتها من بقايا القزاز ..اخذ معقم وشاش وبدا يعقم جروحها ولّف عليها الشاش ..غطاها وناظر دمها فالارض شال القزاز ومسح الارض ومشى طالع لاكن قلبه اجبره يلتفت ابتسم بوجع-ذبحتي نفسّك وذبحتيني وذبحتي فرصه كانت مُمكن بليلة تجمعنا-
طلع للصاله يناظر حوله بخيبه مو عارف وش يسوي كل شي بيوم وليله اخترب خططهم اللي جلسو يشتغلون عليها سنيين انتهت بطيش من نجد تنهد بضيق يحاول يلقى مخّرج لهم ولاكن كل الابواب متسكره ..طلع من جناحهم متوجه لغرفة الجوهره دق الباب وافتحت له
بصدمه:عزيز وش فيك
ابتسم لها بوجع:فينا نتكلم شوي
اشرت له يدخل:ايوه تعال
دخل ويهّز رجل بتوتر كان عارف ان مشعل علمهم باللي صار ماودّه إن الجوهره تنظر له نظرة المدمن:قال لك مشعل
شابكت يديها وبتوتر:ايه ..بس انا عارفه انك بتتركه وتتعالج
عبدالعزيز:بس انا ما ادمنته ونسبته بدمي ٢٪؜
عقدت حواجبها باستغراب:وكيف يعني
عبدالعزيز:مو مهم تعرفين كيف بس المهم تعرفين ان هالشي ما يأثر علي واساساً كان ينحط لي مو كنت اخذه -طلع الورقه من جيبه-وهذي الورقه تثبت هالشي
الجوهره بتبرير:عزيز بس ...
قاطعها:كل هذا عشان اقطع الشك اللي دخل قلوبكم ..هناي الحين كيفها
الجوهره:كنت متأكده انك مو فهالطريق عارفه ان قلبك نظييف ومستحيل تكون مدمن..وهناي للحينها مقفله على نفسها ولا راضيه تفتح الباب
عبدالعزيز:وخالد ومشعل عرفو؟
هزت راسها:للاسف وجو وبغو يكسرون الباب بس مافتحت
تنهد بضيق:لاحول الله ..اجل يالله اخليك انا
الجوهره:عزيز وش فنجد
عبدالعزيز بحّده ما اعتادتها الجوهره:ولا شي ولاحد يقرب صوبّها
طلع من عندها يناظر حوله واقترب من غرفة امّه ودخلها وسكر الباب لحّد يحس فيه ناظر فالغرفه اللي الواضح عليها الذوق والفخامه بدا ينبش بين الاغراض دولابها ودولاب سلطان واستغرب من وجود صندوق اسود في اعلى الدولاب اخذه وجلس فالارض يفتحه بفضول وانصدم من الاشياء الموجودة..لعبة اطفال وملابس اطفال وشاف ورقه عقد حجاجه
-الى عزيزي-
مّرت السنين طويلة وأنت لازلت في اعماق قلبي ..لازلت اتذكر رائحتك في حضني ..لقد بكيتك وسأبكيك عُمري كله.. لازالت صرخاتك تهشم قلبي الذي لم يذق الراحه ولا السعاده من بعدك..عزيزي لو تعلم كم حاربت لاجلك ولاكنهم قتلوني بِك ..لم اصدق ولا ليلة بإنك قد مُت لان قلب الام يشعر وقد كان يشعر بِك كل ليلة ..اتمنى لو انني استطيع معانقتك للأبد
انصدم من الكلام وطاحت الورقه من يده لقى صورته وهو صغير ينبش بين الاغراض لين لقى دفتر وبدا يقراه صفحه ورا الثانيه انصدم من الظلم والاهانات اللي عاشتها امه قفل الدفتر ورماه بحقد..وقف ورجع الصندوق لمكانه كانت نبضات قلبه متسارعه وبدا صداعه المُعتاد لاكن هالمره كان اقوى ..تنهد بضيق يحاول يركز على الهدف اللي خلاه يدخل غرفتها ..ورجع يدور على الملف اللي وصّاه عليه حاتم ولاكن بدون فايده مالقى اي شي يخص الشراكة اللي بينهم ..كان بيطلع ولاكن لفته الصندوق الكبير اللي على شكل كنبه اقترب يحاول يفتحه وانصدم من الاوراق الموجوده فيه بدا يدور بينهم ولقى كل الاوراق اللي تثبت العلاقه بين هالأربعه ابتسم بفرحه:الحمدلله طلعت بشي
اخذهم وطلع من غرفتها ولاكنه قابل بطريقه خالد:وش جابك هنا
عبدالعزيز:خذيت اوراق
خالد:اوراق ايش ؟وش اللي بيدك هذي ملفات
مشى عبدالعزيز متجاهل كلام خالد وندائه له :قاعد اكلمك
مسك يده ولاكن كتفه عبدالعزيز وبهمس:مره ثانيه لاتحاول تمسك يدي بهالطريقه
خالد يتوجع:انت وش فيك اتركني
تركه عبدالعزيز وطلع تاركه يهاوش ولاكأنه يسمعه..دخل غرفته ناظرها حاضنه رجولها وتبكي بصمت غمض عيُونه بقهر من نفسّه بإنه رغم اللي سوته فيه الا ان وده يحتضنها رغم الجروح اللي كانت سببها الا ان وده يواسيها ..ناظرته بخيبه لاكن نظراته كانت كلها حقد وقسوه هي اللي اعتادت تشُوف الحنيه تنبع من عيُونه وتتشكل بكل تصرفاته معاها..حط الملفات داخل خزنته وسكّر عليها ..التفت يناظرها:حطيتها فالخزنه تدرين ليه ؟ لاني ما اثق فيك ..وعارف انك مو محّل ثقه ابداً تدرين إنك حتى ماتستاهلين انه احد يثق فيِك ويقترب منك او حتى يحبّك ..على كثر ماكنت امس طاير بحُبك الا اني هالليله ودي ارمي هالحب من داخلي وابشرك رميته
نجد بصُوت متحشرج من البكا:عزيز يكفي
احتّد صوته:الحين عرفت ليه ابوك رماك علي هالرمّيه ..تدرين ليه؟كان وده يتخلص منك ومن مشاكلك وطيشك ماتحملك اصلاً كيف احد يتحمل هالكم من الطيش هاه
كان كلامه مثل السيُوف اللي تطعن قلبها..
يكمل ويوجعها اكثر:بس صدقيني بس يخلص هالشغل اللي معاي وارميِك ولاكانك كنتي بحياتي ولا كأني بيُوم كنت عاشق لك
نطقت بين شهقاتها:اسفه اني خذلتك
ابتسم بوجع:اسفك هذا بأيش راح يفيدني ؟ راح يطلع حاتم من المستشفى ولا راح يرجع الوقت ويخليك ماتعطيني الحبُوب ..تدرين نجد باللحظه اللي كنتي تعطيني فيها الشاي كنت افرح لإنه واخيراً احد اهتم لي وفكّر بصداعي المُزمن ..حسافة اني كنت اشوفك غير عن الكل
كان بيطلع ولاكن استوقفه كلامها:عارفه اني جرحتك واذيتك كثير عارفه اني الحين خربت الخطط اللي انتو ماشين عليها بس ماتعطيني الحق بإني انعميت ومشيت ورا حقدي لموت امي عزيز انت ماتدري ان للحين صوتها يرن براسي وصاياها وذكرها لربي انفاسها الاخيره للحين اسمعها عزيز انت ماتدري انا وش شفت ووش عشت ابوي اللي تقول رماني لك كانت هذي الضربه اللي كسرتني لين ماسمعت كلامهم بانه خطه ودب الامل بداخلي بانه ابوي للحين يبيني وماتخلى عني لاجل نفسّه
التفت وشاف الوجع بعيونها وكلامها تنهد بضيق:وانتي شفتي اللي شفته ولا عشتيه؟خسرت اشخاص كثير بحياتي تصاوبت مرات كثيره كنت اشوف الموت وابتسم له وافرح بإنه واخيراً باتخلص من هالحياة اللي ما انصفتني تتكلمين عن الوجع -رفع تيشرته-هنا بالضبط تصاوبت عشانك بدون لاتدرين
عقدت حواجبها باستغراب:ايش؟
ابتسم بوجع:اييه عشانك باللحظه اللي كنتي فيها مع امك في برلين كنت حولك ولحظة هجومهم عليكم انا اللي حميتكم وقتها
شهقت بصدمه من كلامه تتذكر اللي صار ووقتها تأكدت ان هالعيُون شافتها..:ا..انت؟
عبدالعزيز:ايه انا
عقدت حواجبها:انت ميين؟؟
عبدالعزيز:العسكري عبدالعزيز نايف بدر اللي دخل العسكريه لاجل يمسك عصابة ابوك اللي ذبحو ابوي عبدالعزيز اللي كُلف بانه يراقبك ويراقب ابوك وكل تحركاتهم واللي كان يحميك من اعداء ابوك الي اساساً متعاون معاهم ..تدرين ابوك بأيش يشتغل؟تدرين انه يشتغل في غسيل الاموال اللي الله اعلم من ايش تطلع من سرقه ولا قتل ولا اختطاف..تدرين انو بكل مره كنتو تسافرون برا السعوديه كنتو تهربون معاكم فلوس حرام؟ ..ابوك غارق من راسه لرجوله بالقضايا ..تبين تعرفين السبب الاساسي مين فموت امك
حطت يديها على اذانيها تمنع انه تسمع صوته ولاكنه اقترب وابعدهم وبقسوة:ابوك اللي ذبح امك وهو بسببه تيتمتي وبسببه عشتي وحيده لا اصحاب ولا اهل

على عتبَات الماضي يُولد العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن