وللحظه التفو للصُوت الجهوري اللي يتكلم:عبدالعزيز نايف بدر
التفتو بصدمه من شافُو رجال ببدلات عسكريه ..التفت خالد لعبدالعزيز بخوف:عرفففو
مسكه عبدالعزيز يرجعه لورا ومّد السيف اللي بيده لمشعل ..اقترب قصّي منه وبحقد دفيِن :انت متهم بجريمة قتل عبدالقادر لافي ..اي كلمه منك بتتخذ ضدك فالمحكمه
ابتسم من شاف قصي يشفي غليله منه ..ويحاول انه يفضحه بينهم ويخلي اللي مايسمع سمع ..التفت لحاتم يهز له براسه وكأنه يقول -النهايه-يشُوف سعود يقترب منهم:انتو اكيد غلطانين
عبدالعزيز :خلاص سعود
ومشى مع قصي متجاهل صراخ سعود ومشعل ..يشُوف قصي اللي يدفه بكامل قوته قبالهم لاكنه شامخ يمشي بثبات ..ابتسم من شاف سامي يناظره بوجع :ليه سويت بنفسك كذا
لاكنه تجاهل سؤاله وركب السياره بهدوء ..اقترب مشعل منه:عزيز
عبدالعزيز:مشعل كملو الزواج ولا تحسسون وجد بشي خلوها تعدي ليلتها على خير
مشعل:بس قول لي وش صاير
سحبه قصي بقسوه:تشوفه فالقسم ياحبيبي
ركب السياره ومشى عنهم ..يناظر قباله متجاهل كلام قصي ..يفكر كيف بيمر عليهم هالخبر ..مافكّر بنفسه بس فكر بأُمه تنهد بضيق يشُوف خاتمها بيده ..غمض عيُونه-يالله الخلاص-
اعتدل بجلسته يناظر من الشباك بتفكير للي جااي هو عارف ان هالموضوع مارح يعدي على خير ..وبإنه بدل مارح يتهم بجريمه وحده بيتهم بجرايم كثيره ..التفت يشُوفهم يفتحون له الباب ويدخلُوه للمركز دخلوه غرفه فاضيِه ..وبعد دقايق دخل عليه ابو منصور وكان واضح على ملامحه الغضب :السلام عليكم
رفع نظره له وبثبات:وعليكم السلام ورحمة الله
جلس قباله وفتح الملف يتفحصه ويرفع نظره لعبدالعزيز:وين كنت يوم الاحد السااعه ٢الظهر
نطق بثقه وثبات:برا البييت
رفع حواجبه باستنكار:يعني حتى مابتعطي لنفسك فرصه للبراءه
شابك كفُوفه يمنع انه التوتر يبان عليه:انا اللي مسحت البصمات ونا اللي قتلت عبدالقادر
ضحك باستهزاء:هذا الكلام تقوله لغيري ياعبدالعزيز انا اكثر واحد عارف بإنه مستحيل تطيح في مثل هذي الجريمه ولو صار وسويتها مابتكُون فاشل لدرجة ماتقدر تخفي الادله الموجوده
بانت ابتسامته :يمكن من ضيق الوقت ما امداني انو اخفي الدليل
نزل بنظره للملف يقراه بتركيز:طولك كم ؟
كان يناظره من غير اي رد ..رفع نظره ابو منصور وبابتسامه:المكتوب هنا ان الطول التقريبي ١٦٤ يعني اقصر منك ..وبعد مكتُوب بإنه الشخص يستخدم يده اليسار ..ومن خلال معرفتي فيك انت تستخدم اليمين
دخل عُمر عليهم يشُوف ابو منصور اللي تلفت اعصابه من سكُوت عبدالعزيز:وش صار
منصور:مو راضي يعترف بإنه يتستر على مجرم
جلس بجنب ابو منصور:شوف عزيز المصيبه اللي انت تدخل نفسك فيها اكبر مننا كلنا ..تكلم مين يكون المجرم وليه رميت بنفسك فالنار عشانه؟
عبدالعزيز بثبات وثقه عكس التوتر اللي بداخله:انا اللي قتلت عبدالقادر لافي هذي الحقيقه اللي انتو ماتبون تفهمونها
ضرب بيده على الطاوله بغضب:عبدالعزيز لاتطلعني عن طوري
عبدالعزيز:انتو ليه مو مصدقين انه انا؟
ابو منصور بحده:اول شي لا وصف الشكل زيك ولا طلقت النار مثل طلقك
عبدالعزيز بحده:انا قلت اللي عندي واعترفت بس انتو ماتبون تصدقون
طلع ابو منصور وضرب الباب وراه بكامل قوته كان عارف ان عبدالعزيز بريء وانه لو يتحمل هالتهمه راح تزيد تُهمه من ق..تل الى تزييف الدليل ..دخل عمر عليه:اهدى يا صالح بإذن الله بنقدر عليه
صرخ بحّده:وش اهدى فهمني وش اهدى وهو ناوي انه يذبح نفسه بنفسه انا لازم اعرف مين قاعد يتستر عليه
عمر:كلمت حاتم بس يخلص ربشة الزواج بيجي ان شاءلله
..
في القاعه ..
بدأُو الرجال ينسحبون بعد ماشافو اللي صار ..اتصلت هناي على عبدالعزيز مره ومرتين وبدون رد ..رجعت تتصل على مشعل ودقايق ورد عليها بصُوت موجوع:هلا
هناي وكان واضح عليها مو داريه عن اللي صار وماوصل لهم شي:وين عزوز اتصل عليه مايرد ..المهم الحين زفة العريس وانتو بعد يالله لاتطولون
قفل مشعل منها يناظر قباله الوضع متوتر وحاتم جالس يناظر بفراغ وباينه عليه ملامح الغضب ..:زفتك الحين
رفع نظره يتنهد بوججع:مايمدي نكنسلها؟
مشعل:عبدالعزيز قال نكمل كل شي ولا نحسسهم بشي حتى تنتهي هالليله على خير
مسح وجهه بتوتر يحّس بالحمل اللي فوق قلبه..
كان خالد جالس عند عتبة الباب واضح عليه الخوف و الرجفه ..اقترب منه سعود:انت بخير
رفع نظره بخوف:اي مافيني شي
وقف يدخل من غير ما يرد على نداء سعود اللي شك فيه من تصرفاته ان وراه شي ..
مشعل:يالله تعالو ندخل ولاحد يحس باللي صار فاهمين؟واذا سألو عن عبدالعزيز بنقول انه طرا عليه شغل وراح مستعجل تمام؟
دخلُو للقاعه واقفين بجنب بعض بس هالمّره يحسون بالنقص الكبير بينهم ..يناظررون وجد قبالهم اللي باين على ملامحها الاستغراب من عدم وجود عبدالعزيز ..يمشون بخطوات هاديه رغم الاعاصير اللي بداخلهم اللي تنهش داخلهم ..اقتربو منها يسلمون ويباركون وكانت اول شي تنطقه:عبدالعزيز وينه
سعود بابتسامه:قال بيجي بس انه بيتأخر واحنا ماحبينا نأخركم اكثر
وجد بحزن:بس كنت ابيه
اقترب مشعل يبوس راسها:افا واحنا ماتبينا
وجد تحتضنه:مو عن كذا بس
دخلت هناي بينهم ترقص على الاغنيه:يالله ياولاد سلطان الله الله بالاستعراض
مسكّو يدين وجد ويرقصون فيها متصنعين للسعاده ..اما هناي كانت ترقص وعيونها متحجره بالدموع ..
كانت نجد في حالة انهيار مو قادرين حتى يهدونها ..تبكي بوجع وحرقه الامل انقطع وانتهى تتمتم بوجع:انا كيف بكمل من دونه كيف
الجده مزون بوجع على حالها:يمه نجد اهدي خلاص طالعيني يانجد
لاكنها كانت في عالم ثاني للحين الكلمه ترن براسها تنهش قلبها وتكسر كل فرحه وأمل بداخلها ..
ام نُور تلبسها العبايه بتعب ..وقفت بثقل تحس وكأنها مهلوكه وكأنها بعمرها ما ارتاحت ..نزلت الدرج لسيارة ركبو وكان صُوت انينها يذبح قلبها نطق رياض بمواساة:اهدي يانجد ان شاءلله إنه يكون سوء فهم ويتبرئ منها
عقدت حواجبها باستغراب:وش تقول يارياض
التفتت يناظرهم:عشان عبدالعزيز شكلها نجد ماقالت لكم انهم جو مسكوه بتهمه
رفعت نظرها له بصدمه وبهمس:ايش
رياض باستنكار:انتي مو تبكين عشان هالشي؟
حسّت بالبروده اللي تسّري بجسدها تحس بالثقل اللي سيطر على كل جسدها ..تسمعهم ينادوها برجى إنها تصحى لهم ..
دخلت هناي بسبب دخُول حاتم تسمع الزفه وتمسح دمُوعها ..دخلت غرفة وجد تشوف امها منهاره وبجنبها الجوهره:خلاص اهدو وجد اكيد بتحس
الجوهره:جيبي لها مويه نفسها انقطع من البكاء
مدت كاسة المويه باطراف متجمده..جلست قبالهم بتفكير بحال عبدالعزيز مو مستوعبه حجم المصيبه اللي طاح فيها للحين ببالها يتردد كلام منيره-الحمدلله الي فك بنت اخوي من ولدكم المجرم - ..دخلت عليهم المنظمه:خلاص العريس راح والعروسه تقول تجونها
مسحت دموعها ومشت معاها تشُوف ملامح وجد المصدومه..اقتربت منها:وش فيك وجهك منصفق
وجد:امي وينها
هناي بابتسامه:فوق تعبت شوي من الوقفه ..هاه تبين نطلعك فوق
وجد بتوتر:هناي وش صاير كلكم مو على بعضكم حتى حاتم وجهه مو على بعضه
اقتربت هديل:وجد حاتم ينتظرك
هناي تشيل فستانها وتحاول انها تسيطر على دمُوعها ..طلعوها للغرفه ودخلت تشُوف امها تبكي بحرقه ..اقتربت بخوف:يمه وش فيك
وقفت تحتضنها :مافيني شي يمه بس قلبي موجوع عليك
وجد بضحكه:يمه لاتخليني اهون واجي معاكم
الجوهره:اقووول ماصدقنا تنتهي هالليله على خير ونشُوفك تطلعين لحبيبب القلب
هناي بضحكه:اي والله اخيراً بروح انام ثلاث ايام لا اشوفك تدققين علينا وينكم وش مسوين وهالحكي
حسّت بالراحه من كلامهم واسلوبهم اللي وضح لها بإنه مو صاير شي:اجل يالله بنزل
التفتو لدق الباب وكان مشعل ..:انا مشعل في احد؟
وجد:لا ادخل
دخل وبيده كيس يشُوف حالهم اللي عارف سببه:الف الف مبروك ياعيُون اخوك
وجد بحرج:الله يبارك فيك يارب
مّد الكيس :هذا من عبدالعزيز
وجد بحزن:وينه ليه ماجا بارك لي من اليوم واقف على الزواج ولما صارت اللحظه المهمه اختفى
مشعل:جاه شغل مهم الا قالي اعتذر منك
فتحت الكيس بفضُول تشُوف عقد وبجنبه ورقه صغيره -جعلكم الباري سكناً وسنداً..وأظلكم بأغصان السعادة
اخُوك عبدالعزيز..-
ابتسمت بسعاده:ياحبي له والله
مشعل باستعجال:يالله وجد حاتم ينتظرك تأخرتي عليه
تنهدت بخُوف ..اقتربو منها هناي والجُوهره يلبسُونها عباية العروس ..:الله يوفقك يارب
مشعل:ساعدوني ننزلها تحت
هناي:يالله بنزل معاك
كان حاتم في عَالم ثاني مو مستوعب حجم الخيبه اللي حسّها من عبدالعزيز يحّس بالغدر والخيانة اللي تذبح القلب ..التفت يشُوف طلوع وجد واخوانها تنهد بضيق وابتسم لاجل مايحسسها بشي ..طلع من السياره وفتح لها الباب سلّم على اخوانها وركب سيارته يمشي ..وبعد ما ابتعدو عن القاعه التفت لها :الف مبروك علينا
وجد بصُوت شبه مسموع :الله يبارك فيِك
مدّ يده يمسك كفها المرتجف:وش فيك خايفه لهدرجه اخوف
ضحكت وصدت عنه:مو عشان تخوف بس متوتره شوي
بانت الابتسامه على وجهه من سمع ضحكتها وضاع بسببها:ياحلُو الضحكه والله
شدت على يده تحس بالخُوف والتوتر لاكنه شد عليها اكثر يحسسها بالامان اللي تجهله فيِه ..وصلُو الفندق ونزلت تحس نبضات قلبها تنسمع من كثر التوتر ..دخلُو جناحهم تشُوف التنسيق اللي وااضح عليِه الذوق ..ساعدها تشيِل عباتها وشال بشته ..التفت يشُوفها واقفه ولا عارفه وش تسوي يشوف كفوفها اللي متمسكه بالمسكّه اللي بيدها بخُوف ..اقترب منها ورفع راسها بطرف أصبعه :اخيراً يا وجد صرتي حلالي
ابتسمت وبانت غمازتها تحس الحمّره تكتسي وجهها ..جلسها على الكنب ودخل للغرفه وبصُوت عالي :غمضي عيُونك
ضحكت من صُوته العالي :تمام
طلع وبيده بوكيِه ورد وبوكس صغير حطهم على الطاوله ..:افتحي عيُونك
فتحت عيُونها وبانت ابتسامتها ..مد لها البوكس :يلا شوفي ذوقي اذا بيعجبك
وجد بحرج:كل شي منك حلُو
فتحته تشُوف خاتم وكآن يأسر بجماله وفخامته..:عجبك؟
التفتت بسعاده:مررره حلو يجننن
شالته ولبسته مدت يدها له :ونفس مقاس اصبعي
مسك يدها وباسها بحنيِه ..:مشكُور
رفع يده يبعد الخصله المتمرده اللي أذتها:تستاهلين اكثر ياعيُوني
التفت من شاف جواله يرن ناظره يشُوف-عُمر-تنهد بضيق والتفت لها: دقايق بس
طلع من عندها رد بصُوت هادي رغم بداخله براكين من الغضب:هلا
عمر باستغراب:مارح تجي؟
زفر بضيق:لا ماراح اجي بعدين هاليوم ليلة زواجي تبيني اترك زوجتي واجي عشان عبدالعزيز لا والله احلامك كبيره ..
قفل الخط يزفر بغضب ..مسح وجهه يحاول إنه يسيطر على اعصابه لاجل ماتحس وجد ..دخل الجناح وماشافها ..من سمعت صُوت الباب نادته:حاتم
دخل الغرفه يشُوفها واقفه قبال المرايه..:تعال نتصور
ابتسم يقترب منها ..وقف وراها ومسك الجوال عنها كان يتكلم من غير مايتحرك :القطها؟
وجد:اي
التفتت تضحك عليه :وش فيك شاد نفسك
حاتم بحرج:معرف اتصور وخفت تخرب الصوره
وجد:طيب عطني الجوال انا بصور ..
حاوط بإيدينه خصرها ونزل راسه يبُوس عُنقها ..تجمدت اطرافها من حسّت بقُربه منها وحرارة انفاسه فجسدها ..رفع نظره يشُوفها صورة هاللحظه من غير ماتحس بنفسها .. التفت من سمع صُوت الباب:هذاهم جابو العشا تبيني اساعدك تفتحين الفستان
وجد كانت تحت تأثير اللحظه هزت براسها وبدا حاتم يفتح فستانها رفع نظره من حسّ بيدها توقفه :خلاص الباقي بقدر عليه
حاتم :يالله اجل انتظرك
يناظر الساعه الموجوده فالجدار مرت ساعات طويلة من غير اي حّس منهم يفكر لو يوصلون للحقيقه اللي بتنهي خالد وبتنهي شبابه ..كان الهدوء اللي يحّس فيه مزعج لقلبه وعقله تنهد من تذكّر عيُونها والدمُوع الي متحجره بعيُونها ماينسى رجفّة كفوفها وفكّها اللي يشير بإنهيارها ..سند راسه على يده يضغط عليه بكامل قُوته يعرف بإنه مارح يهدى بالها لو تدري إنه بهالمكان ..التفت لدخُول عمر الي واضح على ملامحه الهدوء..جلس قباله ومّد له كاسة المويه :اسمعني زين ..-أشر على الكاميرات الموجوده فالغرفه-كلها مطفيّها بكلمك بشي وابيك ماترفضه ياعزيز ..علمني من يكُون القات..ل بتكون القضيه عليه مخفّفه اقلها بنقدر اننا نطلعه بديّه لاكن انت مستحيل تطلع منها بهالسهوله لاتنسى انك كنت عسكري لك مني وعد بإنك لو حكيت راح اساعدك وامحي دليل مسحّك للبصمات ..واذا فلوس الديه مقدور عليها
كانت نظراته مرتكزه بعيُونه يحس بالصدق فيها لاكنه مايثق بإن لافي وولده الثاني بينهونها بسلام ..:وش تبيني اسوي اكذب اقوالي يعني؟انا كنت واضح معاكم واعترفت بالجريمه بكل بساطه
زفر بضيق يشُوف بعيون عبدالعزيز الاستسلام:حرام عليك اللي تسويه بنفسك حرام لأمك اللي مالتقت فيك الا بعد طلُوع الروح ..اخوانك برا مابقى رجى مارجُوه ..حرام لزوجتك ولنفسك لمتى بتضحي بنفسك لاجل غيرك ليه ماتفكر بنفسك وتسعى لنفسك ليه فهمني ..
التفتو من دخّل عليهم حاتم ..رفع نظره بصدمه من وجوده وهو اللي رفض بإنه يجي لاجله ..صد عبدالعزيز عنّه ماوده يشُوف نظرته اللي تحرق قلبه كان عارف شعُوره من بعد ماحسّه مع فيصل ..
جلس بجنب عُمر:ممكن تخلينا لوحدنا
ربت على كتفه وطلع من عندهم ..كان حاتم يناظره بعتّب مو قادر ينطق كلمه وحده ..:انت مو القات..ل
عبدالعزيز بثبات:الا انا
رفع حواجبه باستنكار:وين صارت طلقة النار بالضبط؟
عقد حواجبه ..هو اللي يجهّل مكانها ولا خطر بباله يسأل خالد عنها ..:ماتدري صح؟
مد صور قباله :مين فيهم الضحيه
عبدالعزيز بحّده :قلت لك انا اللي قت..لته ماتفهم انت
حاتم بهدوء يكبت الغضب اللي بداخله:تمام انت اختار الضحيه ونا بنفسي بسلمك للسجن العام
ناظر عبدالعزيز الصّور بتفكير ..ماكان عارف شكله ولا عارف حتى عُمره ضرب بيده على الطاوله:حاااااتتتم
لف الاوراق الموجوده :واحد من اخونك القات..ل مو انت
طلع وقفل وراه الباب يطلع من القسم الموجود فيه عبدالعزيز يشُوف مشعل وسعود :اخوكم خالد وينه
سعود باستغراب:ليه طلبه عبدالعزيز؟
حاتم:لا بس ابي اخذ اقوالكم كلكم اتصلو عليه يجي
مشعل:ابشر
اتصل سعود على خالد مره ومرتين ولاكن بدُون رد ..ناظره حاتم باستنكار:مايرد؟
سعود:لا بس دقيقه بدق على امي
اتصل عليها وماهي ثواني الا وردت عليه:هلا يمه وش صار لعبدالعزيز
سعود:باقي يايمه بس بغيت اسألك خالد وينه مايرد علي
ام عبدالعزيز:اخذ اغراض لعبدالعزيز وطلع قبل تقريباً ساعه
عقد حواجبه باستنكار:ساعه!
ضرب حاتم بكفوفه وبصُوت جهوري :بسرعه عمّمو القاء القبض على خالد سلطان
مشعل بحّده:حاتم انت وش قاعد تقول وش دخل خالد
حاتم:عبدالعزيز بيوم الجريمه ماطلع من البيت وعندي دليل
ابتعد عنه ودخل مكتبه لبس بدلته واخذ الفرد ..طلع قبالهم والشرار يتطاير من عيُونه:لايدري عبدالعزيز عن اللي صار
ركب سيارته وبدأو تعميم القاء القبض ..وبعد دقايق طُويله رصدو طلوعه من الرياض متوجه لطريق الدمام ..
كان عبدالعزيز يحّوس فالغرفه عارف انها مسألة وقت لكشفهم لخالد ..تنهد بضيق يتذكر قبل يومين -اسمع خالد اذا صار شي ابيك تهرب للدمام وهذا الرقم تواصل معاه قول له انك اخوي تمام؟-
بدأت خيُوط الصباح تبين وتشرق الشمّس ..كان خايف ومتوتر يعرف حجم الغلط اللي يسويه لاكن مارح يرضى بإنه ينسجن بسبب عبدالعزيز ..يمشي بسرعه جنُونيه يخاف إنه بأي لحظه توقفه دوريه ..وماخاب ضنه من سمع صُوت الدوريه وراه تناديه برقم لوحته ..لاكنه متجاهلها ويزيد بسرعته التفت يشُوف شاشة جواله تضيء بأسم -نُور عيني- مّد يده يحاول ياخذه من المرتبه اللي بجنبه ..وبلحظة حاست فيه السياره وعجّز يتحكم فيها ..يسمع اصطدامها بالشاحنه اللي كانت وراه ..غمض عيُونه بوجع يحس بجسده يضرب الف مره داخل السياره ..يسمع اصوات بواري السيارات ونغمة جواله اللي ماتوقفت للحظه ..يحاول إنه يفتح عيُونه لاكنه خارت قواه وارتخى جسده ..نزلو من سياراتهم يحاولون يسعفونه لاكن كان من المستحيل يطلعونه ببساطه من سيارته اللي من قوة الحادث اختفت ملامحّها ..وقف حاتم يشُوفهم مجتمعين حول سيارة خالد ..برد جسمّه وانشلت اطرافه من هّول المنظر ..يهمس-لاحول ولاقوة الا بالله -جلس على الارض من بشاعة المنظر .. يشوفهم يحاولون يطلعونه لاكنه كان مستحيل عليهم وبعد نص ساعه وصلت الاسعاف والهلال الاحمر ..
وبعد محاولات منهم طلعّوه من السياره وكانت حالته تُرثي القلب ..يشُوفهم يحاولون ينعشونه يسمع صراخ الممرضين بإنه قلبه بيتوقف ..ركبّوه الاسعاف وركب سيارته يمشي وراها وقلبه يموت الف مّره يدعي ربه بإنه مايصير له شي يعرف حجم الصدمه اللي بتحّل عليهم ..كان ناوي يحل الموضوع بنفسه لو عرف إنه خالد وعرف إنه مظلوم ماكان يبي الا انه تضهر الحقيقه ..ولا انه ينتهي بالهشكل المّدمي للقلب ..كان متأكد ان عبدالعزيز مستحيل يشيل التهمه الا عن أحد بالفعّل مظلوم ..ومن عرف إنه خالد بان له السبب ..وقفت سيارة الاسعاف ووقف سيارته وراها ونزل متوجهه لها لاكنه صُعق من منظره وهم مغطين كامل جسده بغطاء ابيض ..رجع خطوه يحاول إنه يستند على سيارته يحّس وكأن قلبه ينذبّح الف مره ..التفت له المسعف وبوجع:للاسف مالحقنا عليه البقاء للله
غمّض عيُونه يحاول إنه يتمالك نفسه ..ركب سيارته وسند راسه على الدركسون كانت دمعته تأبى إنه تنزل وتريحه وتريح قلبّه
راح للمركز يجّر خيبته وراه ..دخل ويشُوف الترقب بعيونهم صد بنظره عنهم دخل مكتبه يقفل على نفسه مو قاوي إنه يقول لهم ..دخل عمر بوجه مصعوق:صحيح الي سمعته
رفع كتوفه بقلة حيله:للاسف
قفل وراه الباب يتنهد بضيق:لاحول ولاقوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله
شال جاكيته وطلع الفرد يحطه على الطاوله ..وطلع من مكتبه لغرفة عبدالعزيز ..فتح الباب والتفت عبدالعزيز بخُوف ..:وش سويت
جلس قباله منزل نظره للارض مو قاوي حتى يواجه بالنظر:عرفنا بإنه خالد
صرخ عبدالعزيز بحده:تكفى ياحاتم الا خالد تكفى انا اللي وصلته لهالمرحله انا بسببي دخل بهالخراب لو ما دخلت حياتهم ماصّار كل هذا الله يخليك لا..
رفع حاتم نظره لعبدالعزيز وكانت دمُوعه متحجره بعيُونه ..انلجم عبدالعزيز من منظره سّرت قشعريره بجسمه:وش فيك
حاتم بثبات :خالد هرب من طريق الدمام لاكن ..
بهمّس موجوع:لاكن ايش؟
يشُوف ملامح حاتم اللي تدل على إنه صار له شي ..ضرب بيده بالطاوله بعصبيه:لاااكن ايش تكللمم
غمض عيُونه بوجع وانسابت الدمعّه اللي اتعبته:البقاء لله
برّد جسمه يحس بقلبه ينعصر ..يهز راسه بالنفي مو مصدق للي سمعه وقف يمسح وجهه بوجع ..يلف يمين ويسار مو قادر يهدا يحّس بنار تشتعل بداخله يحّس بالحرقه بعيُونه ..
بعد مرُور ساعات من انهيار عبدالعزيز دخل حاتم مصدوم من منظر المكتب اللي اقتلب فوق تحت ..تنهد بضيق من شاف عبدالعزيز جالس على الكرسي يهز رجّوله بتوتر ..:عبدالعزيز
التفت والانكسار بعيُونه:بس خلوني اكون بعزاه ووالله انا بنفسي بجيكم والله العظييم
ابتسم حاتم بحنيه:يالله تعال نروح
وقف مصدوم من كلامه:صادق؟
حاتم :ايه يالله نمشي
طلعو من المركز تحت نظراتهم اللي مصدومه من خرُوجه بهذي البساطه ..ركبّ السياره يحس بالضيق اللي ينهش بداخله ويدميه استند على المرتبه يناظر الشارع بفراغ ..التفت من سمع حاتم يناديه:عبدالعزيز انت بخير
اخذ نفس عميق يحاول إنه يكبح الحرقه اللي بداخله ..هز براسه بالايجاب وصّد بنظره عنه ..يحس وكأن البيت يبعد ساعااات ولا كأنها ١٠ دقايق ..يشُوف اقترابهم من البيت ونبضات قلبه تتسارع مو عارف كيف بتكُون حالة اُمه وهي اللي وصته عليه..لاكنّه ماقدر يحميه ..التفت لحاتم اللي ينتظر نزُوله:مارح تنزل
بصُوت موجوع مذبّوح من الصياح:يدرون؟
هز راسه بأسف؛وصلهم الخبر
اخذ قارورة المويه وشربّها دفعه وحده ..يحس بالانكسار والوجع طلع من السياره يمشي بخطّى خايبه مخذوله ..فتح الباب ومن سمع صُوت بكى امه غمض عيُونه بوجع ..يسمع بكاهُم ومحاولة تهدأتهم لها ..اقترب من الغرفه المجتمعين فيها يشُوف خواته حُول امه يطبطبّون عليها ..دخل الغرفه والتفت لسعود اللي مغطي وجه بكفُوفه يمنع انها دمُوعه تبان لهُم ..التفتت هناي بصدمه:عبدالعزيز
وركضت تحضتنه بوجع :عبدالعزيز مو مصدقه والله مو مصدقه تكفى تكفى قول انه مو حقيقي الله يخليك
ابعدها عنه ومسحّ دموعها بحنيه:راح للي ارحم مني ومنّك مايحتاج الحين الا دعائنا ..بسّك بكاء ياهناي وش بيفيده مابيريحه الا الدعاء والصدقه
رجع يحتضنها له ويناظر أُمه اللي تحاول إنها توقف بكاء لاكنّ من يلُوم ام قلبها محروق على مُوت ولدها ..التفت لصُوت مشعل ينادي سعُود ..ربت على ظهر هناي ..وطلع مع سعود لمشعل ..عقد حواجبه من شافه قباله :عبدالعزيز؟
ابتسم ابتسامة وجع وقهر..واقترب منه يحتضن مشعل:الله يرحمه يارب
كان يحاول يمسّك دمُوعه ويتماسك لاكنّها خارت قواه من الحضن ..:اللهم لا اعتراض اللهم لا اعتراض
تنهد سعُود وماتحمل المنظر اللي يجرح القلب ويوجعه ..طلع للحوش يناظر قباله بضياع ولاعارف وش الحل لاجل يخف هالألم ..طلعو بعد معاناة من مشاعرهم الموجوعه رايحين للمغسله ..كانُو طول الطريق ساكتيِن وقلُوبهم تصرخ وجع وحرقه على اخُوهم اللي ماتهنى بحياته ..نزلو ومادخل الا سعود وعبدالعزيز اول ماشافّه غمض عيُونه بوجع وبصوت عالي :يالله الهمني الصبر يالله
اقترب سعُود من جثة خالد اللي تشّوهت بفعل الحادث ..دخّل عليهم رجال كبير بالعُمر يعلمهم كيف يغسلّونه ..وبعد دقايق طالع عبدالعزيز مشمّر ايدينه يحس بداخله برد وكأنه جليد ..رفع نظره مشعل بعيُون ذابحها البكى..:مايبُون حتى يحضرون عزاه
رفع حجاجّه باستنكار:اعمامكم؟
رفع كتُوفه بوجع:للاسف
ربت على كتفه بمواساة..لاكنهم التفتو بصدمه للسيارات المقبلّه عليهم ويطلع منها اعداد كبيره من الاشخاص ابتسم عبدالعزيز من شاف اخوال واعمام نجد وحاتم وعمر وابو منصور وعلي ..ودخلّو للمسجد يصلّون عليه ..تنهد وهو يقترب يشيل جثمانه للمقبره اللي بجنب المسجد..وبعد دقايق انتهى الدفّن يسمع صُوت همسات دعواتهم له ..وبدأت المقبره تفضى منهم ومابقى الا عبدالعزيز وحاتم ..التفت له عبدالعزيز والوجع ينهش كل خلايا قلبه:كيف صار الحادث
بلع ريقه بصعّوبه :طلع عليه امر القاء قبض وهرب من الدوريات للدمام لاكنه للاسف فقد السيطره على السياره
صد بوجع يمسح دمعّته اللي خانته:انت صح؟
نزل راسه بوجع يحّس بالغدر والخيانه ..مشى عبدالعزيز تاركّه من غير اي كلمه كانت معرفتّه بهالشي مجرد وقت لاكنه ماتُوقع بإنه بيكون بهالسرعه..
كان البيت مكتظ بأهل نجد من قسم الحريم للقسم الرجال ..وبعد ساعات بدآ يفضى لاكن نجد وجدتها ونُور بقو معاهم ماقوى قلبهم يتركونهم بهالحَال ..الجده مزون بوجع:لاتخلون البنات لحالهم تمام؟
نُور تمسح دموعها:يالله يكسرون الخاطر كيف بيوم وليلة اقتلبت فرحتهم لعزاء
نجد اللي ماوقفت دمُوعها لحظه :ياربي الله يرحمه ويعوض شبابه فالجنه يارب كسرت خاطري وجد بكاها ماطلع من بالي والله
الجده مزون:بسكم بكاء انا خليتكم تجلسون لاجل تبكون ولا تواسونهم يلا روحو لهم لعلكم تقدرون تخففون عنهم