عنوان الجزء

2.1K 39 0
                                    

في احد احياء الرياض الراقيه تحديداً قصر آل فهاد ..
في احدى غرف هالقصر كانت متمدده على كرسي يكسيه البياض والاجهزه عليها من كل مكان كانت جثه هامده تصارع الحياة تجاعيد وجهها اللي تدل كبر سنها وشعرها اللي يكسيه البياض دخلت عليها الممرضه وكالعادة تتفقد علاماتها الحيويه ولاكن هالمره كانت حالتها كل مالها تسوء تراقب دقات قلبها اللي قاعده تنخفض وتركض برا تنادي سيد مشعل ركضت لين غرفته وتدق عليه بعجله"سيد مشعل ماما فهده نبضها نازل"
طلع من مكتبه يركض عند سالي الممرضه "شفيك تصارخين شصاير"
سالي بعربيه مكسره"ماما فهده نبضها ينزل"
ركض للغرفه يطالع تخطيط القلب وكان كل شوي ينزل ويرتفع ..طلع جواله واتصل على الاسعاف
ماهي الا دقايق وتوصل الاسعاف كان يناظر الممرضين حولها يسوون لها انعاش جلس فالارض وحط يدينه على اذانيه يمنع صوت تخطيط القلب اللي يعلن توقف قلبها كانت الدنيا تدور فيه لو امه تموت كيف راح يعيش كيف راح يقدر انه يكمل ويهتم بأخوانه امه كانت السند بعد ابوه كانت الملجئ كانت المرشده لكل أمور حياته قطع عليه صوت الممرض وهو يذكر الله بإنه رجع نبضها
"اخ مشعل امك رجعت للحياة ونبضها رجع طبيعي"
سجد مشعل شكر لربه "يالله لك الحمد يالله لك الحمد ياربي طول بعمرها ولا توريني فيها مكروه"وقف يشكر الممرضين ويناظر امه بفرح وعجز كان فرحان انها عايشه بس يحس بالعجز انها مو قاعده تصحى من غيبوبتها طلعو المسعفين ومابقى الا هُو والممرضه
"اطلعي"
سالي"بس انا لاز..
مشغل بصراخ:كلمتي ما اثنيها اطلعي براا لما اناديك تعالي
ركضت تطلع بخُوف
لحقها وسكر الباب بالمفتاح ..جلس عند راس امه يمسح عليها"يمه ..ادري تسمعيني وتحسين فيني يمه خلاص اصحي يكفي سنتين وانا مو سامع صوتك ..يمه معقوله اللي نعيشه بسببك انا لقيت دفترك اللي كنتي مخبيته فمكتب ابوي ..يمه انتي ظلمتي وحوبته قاعده تنهينا واحد واحد ..تدرين وجد تطلقت لانها ماتجيب عيال وهناي مو قادر امسكها قاعده تفلت مني غرورها بينهيها والجوهرة طلعو مشخصينها باكتئاب حاد وحالتها يرثى لها اما خالد فا مادري عنه شي سافر ولا حتى فكر يتصل علينا وسعود لاهي مع زوجته وعياله وكل ماكلمته انه يزورك يعصب ويصارخ ..يمه انا تعبت اصحي ولمينا حولك زي كل مره راضي انك تهاوشيني كل ليلة أنو ليه ما ارجع بدري راضي انك تتدخلين  بكل شي يخصني يمه اصحي انا ما اقوى على هالمسؤليه"مسح الدمعه اللي طاحت على خد امه باس راسها وطلع كان يجر رجوله بصعوبه يحس بالحمل الكبير فوق قلبه من أهله وشغله وماضي امه اللي قاعد ينهيهم واللي تسبب بالحاله اللي هم فيها
نزل الصاله وكان يسمع هواش وجد و هناي المعتاد
هناي بصراخ:ياحيوانة انا قلت لك ماتعزميها ليش تعاندييني
وجد باستفزاز:اقول لاترفعين صوتك علي لا اقوم الحين ادفنك مكانك احترميني تراني اكبر منك وبعدين صاحبتي بعزمها غصباً عنك
هناي:شدخلك حفلتي ذي انا اللي اعزم يع تدرين اننا مانطيق بعض بس برضو تعاندين والا تجمعينا سوا
مشعل بحدة:انتي وياها مو شايفيني قدامكم قاعدين تتهاوشون زي البزارين ومو حاشمين احد اقلها انتي يا وجد كبري عقلك عنها
هناي بعصبيه:انت هيه لاتعاملني اصغر عيالك احسن لك
مسك مشعل شعرها وبتهديد:اقسم بالله العلي العظيم لو اشوفك رافعه صوتك علي اني لا ادفنك هنا
هناي بصراخ وبكاء:اتركننني عورتنيي خلاصص
مشعل يشد اكثر على شعرها:ترا سكت لك كثير اعرفي ان هالمره بعديها عشاني بس تعبان لاكن بعدين انا اوريك
ترك شعرها بقرف:والحين بسرعه على غرفتك ولا اسمع لك حس
هناي ببكاء:بس اليوم متواعده مع صحبا..
قاطعها بصراخ :هناي لا اسمع حسك قلت وطلعه مافيه لين يرجع عقلك براسك
ضربت برجلها بالارض بغضب وطلعت وهي تمتم بكل انواع السب
مشعل:تراني اسمعك لاتخليني اطلع لك
هناي:اوووفف خلاص
وجد رجل على رجل وعلى وجهها ضحكه شامته:اوهوه ماعرفتك اخ مشعل توك تصحصح وتشوف تصرفات اختك
انسدح مشعل على الكنب وغطى عيونه بيديه:ايه صحصحت لها ولك بعد لاتفكرين حركاتك مشت علي
وجد باستفزاز: هههه ضحكتني والله تراني مو هناي عشان تهددني بكلامك
يحاول يهدي من نفسه يحس راسه بينفجر بحده :وجد والله العظيم لو ما تروحين الحين اني لا اكفر فيك الحين
وجد بانفعال:تكفر فيني وش يعني راح تسوي بتمد يدك علي؟جاوبني بتعطيني كف وتسحبني بشعري مثلاً
مشعل يضغط على عيونه :وجد خلاص الله يخليك
وجد دموعها تنهمر على خدودها وبصوت عالي اللي وصل لكل البيت صداه:وجد اسكتي وجد تحملي وجد مشيها وجد اللي كلكم تعاملوها وكانها لعبه بيدينكم ماتت تفهم وش معنى ماتت
وقف مشغل بعصبيه وبصوت اعلى :وجد اكسري الشر واطلعي غرفتك
وجد تكمل بلا مبالاه بالجروح اللي تفتحها بقلب مشعل:لاتفكر انك تاخذ مكان ابوي او امي مارح تقدر انك حتى تتصرف زيهم لان محد راح يقدر لاتنسى انك كسرتني قدام بندر هذاك اليوم لما ضربتني قدامه ليومك هذا وانا قاعده اعيش ثمن هذاك الكف
"مشى مشعل تاركها تكمل صراخها وعتابها اللي كسره الف مره دخل غرفته وللحين كلام اخته بإنه كسرها قدام زوجها قاعد يذبحه كان يشك انه السبب بطلاقها بس هاللحظه تأكد إنه ورا كل اللي صار لأخته"
كانت تمسح دموعها بشراسه وعنف تمنعها انها تضعفها اكثر جلست على الارض واستسلمت لدموعها اللي كانت حابستها وتكابر عليها لاكن هاللحظه خارت كل قواها إنها تتحمل هالشي كانت تحس بكسر فقد الاب وفقد الام وهي على هالحياة  وكسر اخوها قدام حُب حياتها اللي صار طليقها كانت تدعي القوه والقسوه عشان تغطي ضعفها اللي جواتها ولاكن اليوم كانت نهاية هالتمثيلية بالنسبه لها وجد تبكي خسارتها لهالحياة

على عتبَات الماضي يُولد العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن