مسحت دموعها تحاول تسيطر على احساسها خافّت يشتكيها لأبوها ..
نايف بتوتر:ارتحتي شوي
هزت راسها بالايجاب..
نايف:خلاص اجل انا برا اذا احتجتي شي ناديني
فهده:ان شاءلله
تركها تواجه خيبتها والمها وقفت على حيلها وبدلت لبسها وخففت مكياجها طلعت له بكامل زينتها ..ابتسم لمنظرها الجذاب اشر لها تجلس بجنبه واستجابة له وجلست شابكه يدينها ببعض واطرافها ترتجف من الخُوف..
نايف بهيام:ماشاءلله عليك وش هالحلاوة ..من اللحظه اللي شفتك فيها ونا مو على بعضي لاليلي ليل ولا نهاري نهار ماببالي الا انتي وكنت خايف إنك مخطوبه لاكن الحمدلله
ابتسمت بألم على كلامه بإنه مايدري إنها عاشقه وهايمه لشخص ثاني روحها وقلبها معاه لاكن جسّدها عنده مايدري بإنه عذب قلبين عشّاق لاجل قلبه..مسك يدها :ابيك ماتخافين مني اعتبريني زوجك وحبيبك واللي ودك اي شي بخاطرك قوليه ولا تستحين
هزت راسها ماقوت تنطق حرف تخاف قُربه ولاكنها مجبوره تنصاع له كأي بنت تفكيرها بإنها ماتبي زوجها يعرف عن شي قديم يخصّها..
بعد شهُور من زواج فهده ونايف..
كان موديها لمزرعتهم يوريها إبلهم ..
نايف يشرح لها بحماس:هذي ناقتي اسمها-ترفه-وهذي الصغيرة توها انولدت قبل شهرين وسميتها عليِك -فهّده- وهذي لك حلالك
ابتسمت بحماس:الله مره صغيره هالناقه
ابتسم:فهالعمر نسميهم الحوار يعني للحينها ماكملت سنه
فهده:اي فهمت
تكتف يسألها اشر على جمل:يلا بسالك كم تعطين هالجمل قيمه
فهّده:احس يعني حده ٥٠ الف
سحبها لحضنه ويبعثر شعرها:افا اثرك بخيله
ضحكت على حركته تبعد:اترك شعري بعدين ترا ماعرف فيهم شي حتى لو تسالني هذا جمل ولا ناقه ماعرفت
ضحك على حلطمتها:يا حبيبتي هذي ساومنا عليها اخر مره ب ٤مليون
ضحكت بصدمه:امممانه
ضحك من ضحكتها:والله
فهده:حسافه شكبرها مقدر اسرقها
حضنها من وراها :افا اطلبيني انتي وانا البّي لك
كانت تحس بقربه بالامان بدت تعتاد عليِه وعلى اطباعه الي خلتها بسرعه ترتاح له ..
ضربته بكوعها:لو يشوفنا احد انت انهبلت
يمسك مكان الضربه بألم:اههخ بعدين حلالي شعليهم يعني
اقترب منها وطبع بوسه على شفايفّها كانت كفيلة بانها تجمد اطرافها ..ركض عنها بسرعه عارف ردة فعلها بتكون عنيفه..
فهده:والله لا اوريك
نايف يغمز:وش بتوريني
احمّرت خدودها من كلامه ونغزاته لها: خلاص بسّك تحرجني
حسّت بغثيان وما استحملت ركضت لدورة المياه تستفرغ لحقها بخوف :فهده وش فيك
غسلت وجهها وطلعت له :مدري وش فيني صاري لي اسبوع مو قادره استحمل شي علطول استفرغ
نايف:تبين اوديك المستشفى؟
هزت راسها بالايجاب واستندت عليه تحس بثقل وتعّب غريب..
وصلُو المستشفى ودخلت للدكتوره..
الدكتوره:بسم عليك وش تشتكين منه
فهده:غثيان وتعب
الدكتوره:متزوجه؟
انقبض قلبها من سؤالها:ايه
الدكتوره :كم صار لكم متزوجين ومتى اخر دوره
بلعت ريقها بصعوبة وخوف:قبل تقريبا اربع شهور متزوجين والدوره صار لها شهرين
الدكتوره:تمام كتبت لك تحليل دم اذا طلعت النتيجه تعالي لي
طلعت من عندها والتقت فيه فالممر:هاه وش فيك
فهده بتوتر:قالت اسوي تحليل دم
نايف بعصبيه:ماعندها سالفه وش بيسوي تحليل الدم خليها تعطيك مضاد يمكن فيك تسمم
التفتت له:وش فيك عصبت بعدين قالت يعني ممكن اكون حامل
جمّد مكانه من كلامها ابتسم :الله يقولها ياربب متى يطلع التحليل
فهده:مدري ماقالت لي
بعد ساعه طلعُو من المستشفى وهو طاير من الفرحه من كلام الدكتوره بإنها حامل فالشهر الثاني ولازم يعتني فيها ..
نايف:الحمدلله يارب اللي بلغتني هاليوم الحمدلله
كان شعور فهده صعّب..تحس بحزن يخالطه الفرح هي مانست سلطان ولاكنها اعتادت على نايف تحس بقربه بالامان بس ماعمّرها حست بالحُب ..ابتسمت لفرحته وشاركته سعادته اللي بداخلها كان العكس ..
مرت شهُور حملها بكل سعادة كان مساندها بكل لحظه متى ما تحتاج له تلاقيه بجنبها بدأ يميِل قلبها لّه وتحس بالسعاده بقربه ولا ابتعد حسّت بالضيق..ومن بعد ماجابو عبدالعزيز بدأو يحسون بقربهم من بعض وصار يربطهم شي ببعض وللأبد كانت فرحتها بعبدالعزيز عظيمه حست كأنه العوض والسند بعد نايف..ولاكن سُرعان ما اقتلبت هالسعاده لححزن ..
كانت ببيت اهلها خلصت نفاسها وزادت بشهر تنتظر جيّة نايف لها ..مرّت ساعتين ثلاث اربع ولاكن مالّه حس دخل ابوها عندها:زوجتس ماكلمتس؟
فهده:الا المغرب قال لي انه دخل للقصيم
رفع حجاجه باستغرب:علامه صارت ٩وللحينه ما بيّن
رجعت تتصل عليه وبعد اصرار من اتصالها رد..ولاكن هالصُوت مجهول ماتعرفه :السلام عليكم
فهّده بتوتر:وعليكم السلام
..:ممكن تعطيني اي رجال اكلمه
ركضت لابوها عطّته الجوال:مدري مين بس رد على جوال نايف
اخذ الجوال وقام من عندها كانت تحاول تسمّع وش اللي يقول ابوها جمّدت اطرافها من سمعت-ان للله وان إليه الراجعون-خارت قواها وطاحت على الارض ..دخل ابوها مغبي وجهه عنها :اذكري الله يابنتي للله ما اخذ وللله ما اعطى راح للي ارحم مني ومنك
نزلت دموعها بهدوء ماتوقعت هالكثر بيعورها قلبها دخلت عليها امها تحاول تهديها ولاكن جرحها وكسّرها مو هين ..مسكت عزيز وحضنته وتبكي بألم مو قادره تحكّم شعورها حسّت بقيمته ودها لو بيُوم عبرت له عن مدى الراحه اللي تحس فيها معّاه ودها كانت قريبه منه زي ماكان يحاول يقترب منها ندبت حظها اللي خلاها تعاني الألم من اوسع ابوابه
تهديها أمها ولاكن بدون فايده تحس بالتأنيب ياكل قلبها هو اللي ولا لحظه زعلّها وكان لها خيِر خليل وكان يقدم سعادتها على سعادته عشانها ..تحّس بالتأنيب إنها كانت تفكر بغيره وهي بداخل حظنه ..تناظر عبدالعزيز ومن بين دموعها-الله ماكتب إنك تكبر مع ابوك ولاكن اوعدك بإن ذكراه مارح تغيِب عننا وبيكون معانا بكل لحظة اوعدك-
مّرت ايام العزاء الثقيلة على القلب ..وجابو اغراضها لبيّت ابوها تقضي عدتها هناك ..
نجلاء:خلاص يا فهّده اذكري الله وارحمي نفسك
من بين دموعها متمسّكه بشماغه:مو قادره نجلاء مو قادره احس بحرقه بقلبي احس روحي بتطلع ماهقيت اني حبيته وصّرت احس اتجاهه هالكثر اهخ يانجلاء كان حاطني بعيُونه ولا لحظه رفع صوته علي ولا لحظة زعل مني رغم اني ازعله الا انه كان يتنازل ويراضيني ماهقيت غلاته بقلبي هالكبر
نجلاء بصوت خافت:الله يرحمه يارب
تكمّل فهده كلامها بصُوت ذابحه البكا:ليت نرجع ليلة وحده ليتني عطيته اللي يتمناه وقلت له احبك حتى لو ماكنت احّس فيها بس كانت بتخليه يكون سعيد وبخلت عليها فيّه
انقطع قلب نجلاء وبكّت من حزنها ما استحملت منظرها الندمان..
بعد مرور ١٠ شهُور في حّوش ابوها كان عبدالعزيز يلعب حولها هي وأُمها جلست تتامل حركاته وفرحته بالشجر اللي حوله ..قطعت تفكيرها أمها..
ام فهّده:يمه بغيت اقولك شي
جاوبتها وعيُونها تراقب عبدالعزيز:هلا يمه
ام فهده:والله يابنتي مدري وش اقولك بس انه ابوك كلمني امس عن سلطان وقال إنه خاطبك من شهرين بس ما حّب يكلمك بالموضوع
التفت لها وعيُونها يطلع منها الغضب:يمه لو سمحتي لا تتكلمين معاي بهالموضوع بعدين لو بتزوج بياخذون مني عزيز ونا اموت ولا اخليه
ام فهده:يا يمه لاتدفنين عمرك بالدنيا عشان هالسبب توك صغيره على هالحياة
فهده بحده:وش قصدك بعني اترك عزيز لاجل مصلحة الزواج لا يمّه بعدين ياخذوه مني ونا ما استحمل بعده ولا لحظه
ام فهده بصوت غاضب:المهم انا علمتك وابوك قد عطاه الموافقه رضيتي ولا ما رضيتي
نزلت دموعها بقلة حيلة:ثقلت عليكم يمّه؟ماقدرتو تستحملوني انا وولدي عادي بطلع من هالبيت بروح بيتي اللي كتبّه باسمي نايف ان كانكم ما استحملتوني
وقفّت وركض لها عزيز يحضن رجولها وبكلام متقطع:ماما لا
ماكان يبيها تدخل البيت لاكنه شالته ودخلته غصب رُغم دموعه بالرفض ..اخذت جوالها واتصلت على ام نايف دقايق تنتظر ترد
ام نايف:هلا والله يا ام عبدالعزيز
فهّده:هلا فيِك خالتي كيفك وكيف عمي
ام نايف:والله الحمدلله طيبين ماعلينا خلاف انتي كيفك وكيف عبدالعزيز والله ان قللبي يتقطع عليه وعلى شوفته
فهده:الحمدلله طيبين انا وعزوزي وهو صدقيني اشتاق لكم ..بغيت اكلمك بموضوع
ام نايف :امريني يمه
فهده:صراحه والله منحرجه منك كيف افاتحك بالموضوع بس لازم اتصرف قبل لا يصير شي
ام نايف بتوتر:علامتس يابنتي صايرن لتس شي
فهده: امي كلمتني عن واحد خطبني ونا رافضه بس الاكيد إنهم بيغصبوني فا اذا تقدرون تجون تاخذون عبدالعزيز وتاخذوني بحّجة ان تبون ولدكم يربى بجنبكم
شهقت بصدمه من كلامها:ابد يا بنتي ولا يهمتس بكره واحن عندتس
تنهدت براحه:الله يسعدك ولا يخليني منك يارب
ام نايف:ولا منكم ان شاءلله يلا فمان الله
فهده:فمان الكريم
بدات تجمع اغراضهم تحت انظار عبدالعزيز الباكيه..خلصت تناظر الشناط برضى:غصبتوني مره بس الثانيه على جثتي
تحّس ان عبدالعزيز مو على بعضه بس يبي يحظنها وتطبطب عليِه توقعت إنه زعل عليها لانها ماخلته يلعب فالحُوش ..جلست تلعب بشعره وتحكي له عن مواقف ابوه معَاها:تدري عزوزي إن ماعمري عرفت الامان الا بجنبه خلاني احس بالقوه اللي سنين كانت مسلوبه مني ..تاكدت ان احياناً الحُب مو كل شي الموده والرحمه والاحترام هي الاساس ..يعني يا حبيبي لو بعدين تزوجت لاتقول يمه ما احبها لان هذا الشي مو مهم كثر احترامكم لبعض وكثر تقبلكم لبعض لان الحُب مابيجي الا بعد العشره
كان عزيز يهز راسه وكأنه فاهم ..سند راسه على حضنها ودخل فسبات عميق وهي بالمقابل غفّت معاه ..لين الصباح صحت على صوت رنّة جوالها -ام نايف-علطول ردت :هلا خالتي
ام نايف:يمه بنتي احنا وصلنا
فهده:حياكُم الحين افتح لكم
ركضت لامها تعلمها كانت جالسه فالحوش وبدأو يرحبون فيهم لين جا ابو فهده وقلّط الرجال ..كان التوتر باين عليها دخلت
صحى عزيز يبكي وتهدي فيه ولاكن مافي فايده حضنته تقرا عليه لين هدا غيّرت لبسه وطلعو سلم على جدته الي ماشافها الا مرتين ..وبلحظه بدأ صوت الرجال يعلى وتسمع ابوها يحلف بإنها مارح تطلع الا على جنازته ركضت للباب وكان ابو نايف واخوانه يحاولون بانه يهدا ويحلون الموضوع لين نطق واحد منهم:خلاص انا بتزوجها واخذها هي والولد
شهقت من كلامه ماتوقعت انه ممكن بيُوم تاخذ اخو نايف ولاكن كلام ابوها قطع الامل :بنتي مخطوبه لسلطان ومايجوز خطبه على خطبه خذو ولدكم وتوكلو من البيت من غير مطرود
التفتت لامها برجى انها تسوي شي ولاكن مافي فايدة ..طلعت ام نايف من دون عبدالعزيز ماكان ودّها تفرق ام عن ضناها ..
ابو فهده:انتظرو بجيب الولد لاتروحون
انصدمو من كلامه وافعّاله بحفيده وبنته
ركضت فهده لعبدالعزيز تحضنه وتبكي ..دخل ابوها بغضب وكان شياطين العالم فوق راسه رفع يده:ان كنتي ماتبين ولدك يشوفك تنضربين فا خليه بروح احسن لك
فهده بانهيار:تكفى يبه لا تكفى الا عزيز يبه مقدر اعيش من دونه الله يخليك تكفى
سحب عبدالعزيز من حضنها كان يبكي ويناديها ولاكن ابوها دفعها وطاحت بألم ..شافت عبدالعزيز يتفلت منه ولاكن قوة ابوها مانعته ..ركضت لامها:يمه تكفين الله يخليك سوي شي لاتخليه يعطيهم ولدي يمه الله يخليك
ركضت للحوش تنادي ابوها برجى:يبه تكفى لاتذبحني بعزيز الله يخليك يبه
دخل والشّر يتطاير من عيُونه سحبها بشعرها للبيت وحبسها فغرفتها :جهزي نفستس بكره بتروحين عروس لسلطان
وقفت بقوة قدامه:بكم بعتني هالمره هاه كم قيمتي هالمره مو انت فالمّره الاولى بعتني لنايف رغم انه سلطان كان خاطبني بس الحين لا مايجوز خطبه على خطبه يبه قولي شي واحد انا بنتك ولا عدوتك معقوله قوى قلبك انك تفرق ام وولدها عشان فلوس معقوله مافكرت بحرقة قلب ام على ولدها
كان كلامها مثل الصاعقه على قلبه رُغم حقيقته الا انه ماتحمل يسمعه منها ضربها كف وانهّل عليها يضربها بكل مكان لين طاحت مغمى عليها:والحين خليني اسمع صوتتس والله لا ادفنك يا فهده والله
بالرُغم من ضرب ابوها لجسمها الا انها ماكنت تحس بأي الم مثل الم قلبها غمضت عيُونها من الالم تحس انها غفت او انه اغمى عليها ..زحفت للباب تدقه:يمه افتحي الباب تكفين
كانت امها قبال الباب تبكي بنتها اللي مابيدها شي
فهده بانهيار:يمه اخذو عزيز مني يمه خذوه مني مارحمو قلبي يمه الله يخليك ارحميني وافتحي الباب خليني اكلمهم الله يخليك
راحت امها عنّها ماتحملت رجّاها اللي مابيدها شي فيِه ..