_

884 23 1
                                    

دخلت غرفتها ونبضات قلبها تتسارع واطرافها جمدت من الخوف عرفته هو اللي فالمستشفى يعني صاحب عبدالعزيز يمه وش هالصدفه اللي تخوف ..غمضت عيُونها تتذكر لمست يده وندائه بإسم-هديل-نفثت بغضب -هذا اللي ناقص انعجب بواحد ميت على وحده ثانيه-جلست عالسرير تهز رجلها بتوتر ..دخلت هناي:امي تبيك -عقدت حواجبها-وش فيك
وجد بحدة:وش دخلك مافيني شييي
هناي:يمه بسم الله وش قلت لك
وجد:خلاص الحين جايه روحي عني
هناي:طيب اعصابك لاتنفجرين
وجد بصرخه:هناي واللله لو ماتنقلعين لا اجي اضربك
هناي:مالت بس طالعه
استغربت هناي من حدة وجد اللي رجعت لها ..
في غرفة فهده..
كانو الكل مجتمعين ودخلت معاهم وجد ويسولفون ويحكولها عم الايام اللي غابت عنهم فيها..
فهده:عبدالعزيز ليه ماجاني
ابتسمت الجوهره:يمه يبي له وقت
فهده بحزن:وين الوقت يابنتي ماندري وش ينتظرنا
هناي:يمه عزيز والله غييييير قلبه ابيض واكيد مارح يطّول صده عنك بس عطيه وقت
مشعل:اي والله صادقه..الا يمه بما انك الحمدلله طلعتي وانتظرت كل هالوقت عشانك ابيك تخطبين لي
التفتو له بصدمه:وش فيكم يعني مابتزوج مثلا؟
فهده:هذي الساعه المباركه ..ومين تبي ياولدي
مشعل:بنت عمتي منيره ملاذ
ضحكت هناي:والله كنت متأكده انك طايح عندها
رماها بالخداديه:انتي ماتسكتين
فهده:ان شاءلله يمه يومين واتصل عليهم وباذن الله مايردونا
وجد:يوه اخيراً بيصير معانا زواج بعد هالمعاناة
كان خالد منسدح بحضن امه وتلعب بشعره:عقبالي
سعود:انت صير رجال بعدين نزوجك
وقف بعصبيه:رجال غصباً عنك شوف بس من يتكلم عن الرجوله
سعود:وش قصدك
خالد بحدة:لو انك رجال على مرتك كان خليتها تزور امك بعد ماطلعت من المستشفى بس ويين شوف عزيز رغم البعد اللي بينه وبين امي الا ان زوجته استقبلتها ورحبت فيها
مشعل بحده:خالد خلااص
خالد:ونا صادق
طلع سعود بغضب من كلام خالد الحقيقي وتذكر هوشتهم امس بإنها تجي وعذرها ان عندها زواج ومارح تقدر تجي ..
في مكَان جديد كانت ماسكه جوالها وتقرا بسعادة-انا كلمت امي وباذن الله يومين وتتصل على عمتي-ابتسمت وتحسست قلبها بنبضاته السريعه وقفت تهوي نفسها بيديها تحاول يروح عنها الاحراج ..تنهدت تتخيل واخيراً بإنه بيتحقق حلمها وتصير زوجة مشعل..دخلت اختها بدفاشه:انتي وش فيك كان فيك مّس تتبوسمين للجدران
ضحكت ملاذ:شوق متى تخلين عنك هالعربجيه بعدين بسم الله علي مافيني شي يعني الواحد مايبتسم
انسحدت شوق تغمز لها:حبيب القلب مرسل لك صح
ابتسمت:بيخطبني بعد يومين
شهقت بصوت عالي:تمزحححححييينن
ركضت تغطي فمها:انتي انهبلتي وش فيك تصارخين
ابعدت يدها:بنت اخيراً بفتك منك والله هذي الساعه المباركه
ملاذ:انطممي لا يسمعوك
ابعدت يددها:وجعع اوجعتيني خلاص بسكت مالت عليك وعليه
..
رجع عبدالعزيز وشافها فالمرسّم تكمل رسمتها بتركيز..
عبدالعزيز:وش ترسمين
نجد:مدري ولاشي معين بس افرغ اللي بداخلي
اقترب منها اخذ من يدها الريشه وبدا يكتب ..عقدت حواجبها باستغراب :وش قاعد تسوي
عبدالعزيز:اعطيك فكره ترسمينها
ناظر اللوحة وكتّب- أنا لي ورا نجد العذيّة حشاشة جوف
لا هبّ الهواء من صوبها جيتها كلّي -
ابتسمت على كلامه والتفتت له:وش تقصد بهالحكي
عبدالعزيز:ولاشي بس جّا ببالي وكتبته
مد له الريشه اخذتها ..وقفت واقتربت منه:عزيز
تنهد من قربها:هلا
نجد:اكتشفت شي
عقد حواجبه باستغراب:ايش اكتشفتي
نجد:اني احبك
رجع خطوه مصدوم من كلمتها ..ابتسم:تأخرتي كثيير
نجد:مارح تعطيني بس فرصه؟
عبدالعزيز:وش بستفيد
تنهدت بضيق:ولا شي تمام اللي يريحك
جلست على الكرسي واخذت الريشه تكمل رسم ..
كانت تمثل إنها مندمجه بالرسّم رغم عيُونها اللي امتلت دموع واعدمت رؤيتها بس كانت واعده نفسها بإنها مارح تبكي قدامه ..سمعت طلوعه من المرسم ورمت الريشه حسّت بضعف واهانه ونزلت دموعها مستسلمه لها ..غمضت عيُونها-يمه اشتقت لك-
"قبل٤ سنوات"
طلعت من جامعتها مستغربه بإن امها جات عليها وهي اللي كانت ماتخليها تتغيب عن محاضراتها يوم واحد..دخلت نجد السياره بحماس:اخخخيراً يمه جيتيني لو يوم تطلعيني
كانت صاده عنها وواضح عليها منهاره..مسكت كتفها:يمه وش فيك ابوي صار له شي
وهالكلمه كانت كفيلة بإنها تخليها تنهار اكثر اقتربت منها نجد:يمه وش فيك ابوي صار له شي يمه تكلمي
مسحت دموعها:ابوك مافيه شي بس انا اللي فيني  نجد ابوك خبى عني شي كبير يانجد كبير حيِل
عقدت حواجبها:وش خبى عليك ابوي يحبك مستحيل يخبي شي عليك
هناء:وعشان حُبه دمر عائله كامله عشاني ذبّح شخص ماله ذنب
انصعقت من كلامها وبكت من كلام امها:ابوي مستحيل يقتل شخص مستحيل
هناء تبكي:للاسف قتل ويتم ولد ماله ذنب فهالدنيا
نجد من بين دموعها:يمه اكيد اللي قالك كذب عليك مستحيل ابوي يسوي هالشي مستحيل
هناء:والحين رايحين لأهلي مستحيل اجلس معاه ومستحيل اخليك معاه
بعد ساعات من انهيار نجّد وامها باقي للقصيم ثلاثه كيلو..
انتبهو لتوتر راجو بلعت ريقها بخوف من سرعته الي بدات تزداد ولاكنه تدارك الوضع ووقف بصعوبة على جنب في خط مقطوع طلع يشُوف كان كل شي تمام بس خاف يمشي وتعلق عليه مره ثانيه :
مدام الفرامل خربانه شوي
هناء:تمام شوف اذا احد مر يساعدك
وبعد مرور دقائق طويله من الانتظار ..كانت نجد في حضن امها تبكي حالهم اللي انقلب في يوم وليله وتفكر بكلام امها بإن ابوها قتل شخص ..رفعت راسها تسمع راجو يصرخ بإنهم يطلعون من السياره ولاكن سرعة السياره اللي متوجهه ناحيتهم ماخلتهم يتحركون ..اصطدمت السيارة بسيارتهم وتقلبت السياره وانعدمت ..كانت تحس بالثقل بكل جسدها تحاول تقاوم إنو مايغمى عليها تسمع نداء بنتها وحيدتها تحس بالالم بصوتها وبعد محاولات :اسمعّك يمّه
بكت نجد بحرقه من سمعت صوتها:يمه تحملي يمه الحين بيجون الاسعاف وبنطلع من هنا
هناء بصُوت خامل:يمه نجد انتبهي لنفسك ..ولا تتهاونين بصلاتك وعبادتك -شهقت بوجع-انتبهي لنفسك ..اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد عبده ورسوله
انقطع صوت امها وكأنن الدنيا توقفت لثواني وصرخت بجنون:يمممه يمه تسمعيني يمه يمه تكفين يمه اصحي الله يخليك يمه لالا لاتروحين يمه
بعد مدة طويلة من نداء نجد لامها تسمع الاسعاف تقترب منهم واصوات الناس حولهم يحاولون يطلعونهم واغمى عليها ..طلعوهم وكانت نجد الناجيه الوحيده ..
صحّت بعد يومين من الحادث تنادي بصُوت خافت:يمه..يمه
فّز من سمع صوتها ركض يمسك يدها:يبه نجد انتي بخير تسمعيني
صرخت بوجع:يمه يمممه لا تروحين يمه تكفين لاا
يحاول يهديها بدون فايده دخلو الممرضات..:دخلت في انهيار عصبي لو سمحت اطلع
يسمع صراخها وندائها لامها بوجع وانكسار ..بانهيار :والله لا اذبحك ياسلطان والله لا انهيك واعدمك من الوجود
طلع من المستشفى بسرعه جنونيه متوجه لبيت سلطان والشرار يتطاير من عيُونه ..وقف قبال بيتهم دق الباب بجنون فتح له سلطان وبحدة:انت وش جايبك هالوقت هاه
دفّه بقوه داخل للبيت وبصراخ:ام عبدالعزيز اممم عبدالعزيزز تسمعيني
يسحبه سلطان يحاول يسكته ويبعده لاكن استوقفه صوت فهده:اسمعك
التفت لسلطان :..زوجك الله يرحمه نايف حادثه كان مدبر وكله من تحت يد سلطان -ضربه سلطان بجنون لاكنه كمل يصرخ بالحقيقه اللي انهته وانهت حياة زوجته-وولدك عبدالعزيز تراه عايش وكل اللي صار لك من ورا سلطان
توقف سلطان من ضربه والتفت للباب سمع شهقتها وابتعد عنه ركّض لها
..
الحاضر..
طلعت من المرسم ماتشُوف اي اثر لعبدالعزيز دخلت الغرفه وشافته نايِم على السرير اقتربت منه تغطيه لاكن حست باليد اللي سحبتها شهقت:عزيز خرعتني احسبك نايم
عبدالعزيز بهمس:نامي
حسّت بالقشعريره من قُربه وحضنه ..تعبت من تصرفاته المتناقضه مّره يبيها بقربه ومره مايبي حتى يشوفها مسكت يدّه وشدت عليها واستسلمت للنُوم..كان عارف إنه يقسى عليها بس الشي اللي سوته له مو بسيط يتمنى لو بيده يتركها ترُوح بس مايبيها تتعب على فراق ابوها كان عارف بإنها بتضيع حيِل من بعده ..حس بيدها تشّد على يده ابتسم بوجع-ليه يانجد ليه تتعبيني معاك اكثر-حّس بانتظام انفاسها اللي يدّل على استسلامها للنوم ..بعد دقايق التفتت له ابتسم لقُربها وهدوء ملامحها وسكينتها ..
..

على عتبَات الماضي يُولد العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن