امتلّى بيت الجده مزُون بعيالها وبناتها واحفادها ..
كان المجلس مكتظ بأولادها واحفادها ..دخلّت عليهم وهيبتها تسابقهَا فالمكان ..الكل وقف من دخُولها ..اقتربت من ولدها الكبير جابر تسلّم عليه:هلا والله بالغاليه كيفتس عساتس طيبه
الجده مزون:الحمدلله على ماتحّب
اقتربُو منها اولادها خالد وسيف وحسين ..وباسُو راسها وانشدُوها عن اخبارها وبعد دقايق بدأو احفادها بالاقتراب منها يسلمُون عليها ..دخل تركي عليهم:السلام عليكم
التفت له ابُوه نواف ..وبان الضيق على وجهه اللي الكل انتبه عليه ..اقترب يسلّم عليه لاكنه صّد بطريقه جارحّه خلت غروره وكبريائه ينكسر قبال الكِل ..تنهد بضيق وابتعد يسلم على اعمامه وعيالهم ..وجلس قبال ابُوه يناظره بقهر ..
التفت يشُوف مالك مّاد له فنجال القهوه:تفضل
تركي بغصّه ذبحته:دام فضلك
ما مدَاه ياخذ فنجاله الا وشاف اشارة ابُوه له بإنه يلحقه وبالفعل ترك فنجاله ومشى وراه تحت انظار الكِل ..وطلعُو للممر المقابل للمجلس ..وبصُوت عالي متجاهل سمعاهم له:انا ماقلت لك مابي اشوفك؟ماقلت مستحيل مكان واحد يجمعنا ماقلتها لك انت ماتفهههمم ماتفففهم -ضرب صدر تركي بقسوه-ماقلت لك مابي حتى اسمع صُوتك ولا ابيك بحياتي
ارتجَف داخله من صراخ ابوه اللي هّد المكان كان عارف بإنهم يسمعوه:ابويا يسمعوك
نواف بصّوت متهجم :يسمعععون اللي يسمعون انا مو منبهك من قبل
تركي بصُوت هااادي عكس الغضب اللي بداخله:تدري ان مسابقة الخيل هالاسبوع واني مشارك فيها عشان كذا جيت لحايل
احتدت ملامحه بغضبه ورفع يده يعطيه كف بكاامل قُوته ..ابتسم ومد كفه لخده المتفجّر بحرارة الكف التفت لّه وبثبات:ماكفتك ثمانيه وعشرين سنه؟ماكفتك لاجل تترك الغضب اللي بداخلك لي ماطفّت نارك ؟ماهدا قلبك؟-وبصُوت مُرتفع-ياششييخ ماحّن قلبك مابقى لي الا انت بهالدنيا الا انت اللاا انت ..انت شلون تركتني طفلل شلون ؟كيف تخليت عني فهمني كييف انت رحت وتركتني عطيتني ظهرك بلا رحمّه رميتني بقسّوه خليتني يتيم اب وأم حرمتني من لذّة الاهل والحين تبي تحرمني مره ثانييه
تفجّرت اعصابه من الغضب ومن كلامه اللي رُغم صدقّه الا إنه جرح قلبه:اطلع عيني لاتشوووفك اطلع
ضحّك بصُوت عالي:انت اساساً ماتشُوفني انت اساساً ماعمرك شفتني وصدقني ما انتظر منك هالشي
طلعت الجّده مزون وباين عليها الغضب :لاحّول ولاقوة الا بالله انت تبيني اغضب عليك ليوم الدين تبيني اتبرا منك هاه -ضربت بعصاها صدره يقسوه -والله يانواف لو يطلع تركي من هالباب اني لاني امّك ولا اعرفك ..
نواف بألم يتحسس صدره:تضربيني عشانه
وكأنه زاد غضبها اضععاف:هذا يكون ولّدك بكّرك يانوااف ..
طلعو جابر وسيف وخالد يحاولون يهدون الاوضاع اللي كل مالها تحّتد ..التفتت جابر:تركي ادخل عند عيال عمك
تركّي بصُوت رزيِن:ابشر
دخل المجلس والكل باين عليهم الصدمه من اللي صَار له ..جلس برزانه وثبَات عكس الوجع والخيبه اللي بداخله .. طلع جواله من جيّبه يححاول انه يلهّي نفسه ويتناسى الموضوع ..اقترب منه ايمن وتميم وجلسُو بجنبه يحاولون إنهم يفتحون معاه مواضيع رُغم إنه كان يحاول يقطع الموضوع معاهم لاكنّه استسلم لهم وبدأ يسولف معاهم ..
في الخارج ..
الجده مزون بعصبيه:الحقوني
دخلُو لمجلس ثاني جلست وتهز عصاتها بغضب اللي باين على ملامحّها :اسمعني زين يانواف قسماً بالله لو اشوفك قايل لتركي شي اني لا اتبرا منك ليوم الدين واغضب عليك ..وانتو شاهدين على كلامي ..انت وش نوحك على تركي كافي خيره وشره ماعُمره نطق بحرف واحد لك وانت من شفته تهجّمت عليه ولاكانه وغد لك ..
جابر بجديه:وامي صادقه يانواف اللي تسويه مايرضى احد
ضربت بعصاتها فالارض:الوكااد ابي اقولكم عن شي صار ..
التفت لها سيف:وش يمه
الجده مزون بثبات :انا رحّت للقصيم وخذيت بنت هناء من بيت عمامّها ..وصارت ببيتي وابيكم تحتوونها وتحسسونها انها فّردن منا ولا كأنها عاشت بعيد عننا
بانت الصدمه على ملامحّهم من كلامها ..ماتوقعو بيًُوم ان امهم تحّن لهناء او تفكّر انها تلتقي ببنتها ..
جابر بصّدمه:بنت هناء؟
الجده مزون بجديه:ايه زي ماسمعت
لانّت ملامح خالد بفرح:يمه سامحتي هنااء؟
تنهدت بوجع:سامحتها يايمه سامحتها والله لالليلي ليل ولا نهاري نهار من بعد وفاتها الله يسامحني فيها يارب
جابر بعصبيه:بس انتي تعرفين هي وش سوت
نواف بعصبيه مماثله لجابر:وكيف تروحين لها من غير ماتقولين لنا حتى
ضربت بعصاتها بعصبيه :انننا مزون بنت صالح مابقى الا اجي انشدكم وش بفعل ..اسمعو انت وياه لاتخلوني اعيد تربيتكم من اول وجديد علامكم انهبلتو وصرتو تراددوني ولالي هيبتي ولا احترامي
سيف بحنيه:يايممه لاتعتبرين استنكارنا عصبيه بس احنا مستغربين ليه ماقلتي لنا
تبدلت ملامحها لعصبيه:اقول بلا هرجن فاضي البنت صارت عندي ولا ابي منكم الا انكم تسلمون عليها ووتتعرف عليكم
خالد:زين ولك اللي تبيه ياحلُوة اللبن
وقفت بعصبيه:وغصباً عنك
طلعت من عندهم تاركتّهم في تساؤلاتهم عنها وعن سبب مسامحة امهم لهَا واستقبال نجد ..دخلت قسم الحريِم :السلام عليكم يالله حيييّكم
وقفُو بناتها وزوجات عيالها يسلمُون عليها بحُب ..جلست في صدر المجلس والكل من حُولها ملتّم وباين عليهم السعاده بوجودهم عندها ..دخلت نُور وسلمت عليهم وبعدها دخلت نجد والتفتُو بصدمه لَها باستغراب من تكُون ..سلمّت عليهم وجلست بجنب جدتها تحس نبضات قلبها تتراعد وكأن الكل يسمعه ..
نطقّت لاجل تقطع تساؤلاتهم بنبره عاليه مدت كفّها تربت على نجد:هذي نجد بنت هناء الله يرحمها
كانت الصدمه معتليه وجوههم لشكلها اللي الحين ربطُوها بأمها وماهي ثواني الا وتبدلت ملامحهم بفرحه ..وقفت جميله تقترب منها واحتضنتها بحنيه وشُوق وكأنها تحتصن اختها اللي غابت عنها سننننين:والله تو مانّور بيت السامي والله تو ماردت رُوحه يابعد حيّي
نجد بحّرج:منّور بأهله ..
ابتسمت بسعاده:انا اكون خالتك جميله وهذيك خالتك نوره واللي بجنبها صباح والعنود وغاليه وريم ..
ابتسمت بهدوء تحس باضلاعها ترتجف خُوف ورهبه وقفو خالاتها يسلمون عليها بحراره وكأنهم يتلقون باختهم ..يشوفون الشبّه الفضيع اللي بينهم ..:تبارك الرحمن والله انك ناسخه ملامح امك
ابتسمت براحه:اي الكّل يقولها
الجده مزون:يمه ابرار بالله ناديلي سيمان
وقفت ابرار :تبشرين
طلعت ابرار ولحقتها اختها اشواق:شفتتتيها تبارك الرحمن تقول للقمر قوم اقعد مكانك
ابرار بابتسامه:عاد لاتنسين الكل يتكلم بجمال خالتي هناء الله يرحمها وشكلها نجد نسختها
اشواق بنبره حزينه:احس يحزن انها توهها تتعرف على خالاتها وجدتها يمممه تخيلت كيف بعيش لو ماكنت اعرف اخوالي وجدتي بممموت
دخلُو المطبخ يشُوفون الخدم يجهزون الغدا من كُل الاصناف:سيمان جدتي تبيك
سيمان بعربيه مكسره:ابشري ان شاءلله
طلعو من المطبخ على الحديقه الخلفيه :تصدقين يا اشواق احس مره اشتقت للمكان هنا
اشواق:يووه تذكرت لما جدتي حلفت عليهم مايطلعون من البيت لين تخلص الصيفيه يالله والله كانت احلا ايااام
التفتو من سمعُو صوت نجد تكلم :هلا والله وحشتيني
ابتسمت لهم وابتعدت عنهم خطوات ..
نجد:ياختي والله انشغلت هاليومين ما مداني اكلمك كيفك وكيف البنات والوضع عندكم
هيفاء بحماس:والله بخير وكلنا بخير ومشتاااقين لك وجدتي مره زعلانه عليك
نجد بوجع:تراها مو زعلانه علي زعلانه لان جدتي مزون خذتني منها
هيفاء بوجع على حال نجد:وكيف الوضع عندك مرتاحه
تنهدت براحه:والله بالحييل مرتاحه مدري حسيت وكأني بين اهلي صدق يعني صحيح مالي يومين الا ان تصرفاتهم ومشاعرهم وصلتني فرحتهم فيني ونظراتهم السعيده خلتني احس ان عندي اهل واني مو وحيده
هيفاء بسعاده :والله انك فرحتيني بالحييييييل الحمدلله يارب الله يزيدك راحه وسعاده ..
-خذت ورد الجوال وبحماس-:الا تعاااالي سمعت عندك اخو واسمه رياض ومزييون
ابتسمت بحّرج:ايه اخوي رياض اخوي من الرضاعه ..واذا عن مزيون يعني تقدرين تقولين ايوه
سحبت منها الجوال:معليك منها اسمعي صوري لنا فعالياتكم تكفيين ..امس كنتي آيه فالجمااال تبارك الله
تنهدت براحه وبانت الابتسامه على ملامحّها :ان شاءلله ..يلا انا اكلمكم بعدين
هيفاء:يالله ياحبيبتي فمان الله
نجد:مع السلامه ..
طلعت لها نُور بخطوات متسارعه:نجد انتي وينك ساعه ادورك
نجد:كنت اكلم بنات عمي
نُور :طيب يالله تعالي اخوالي يبون يشوفوك
تنهدت بضيق تحس الشعُور غريِب ..مشت مع نُور ودخلت لقسّم الرجال لاكنها توقفت للحظه؛احس خايفه
نُور بحنيه:لاتخافين انا معَاك
غمضت عيُونها واخذت نفس عميق ودخلت للمجلس الموجود فيه اعمامها وجدتها ..تقدمت بخطوات ثقيله بالحيِل على قلبها ..اقتربت من اول واحد وكان الواضح عليِه إنه الكبير ..:انا خالك جابر الكبيِر ..كيفك ان شاءلله انك بخير
نجد بصُوت هاادي:الحمدلله تمام
ومشَت تسلم عليهم وجلست بجنب جدتها تحس بارتجافة اطرافها..الجدة مزون:هذُول خوالك يمه سندك بهالدنيا ان شاءلله اي شي يصير لك هم راح يكونون ملجأك الاول
هزت راسها بالايجاب ..تحّس بضيق بنفسها صدت عنهم لاجل مايبان دمعهَا اللي للحظه ماقدرت تسيطّر عليه..لاكنهم لاحظُو ارتجافة جسدها وقف خالد مقترب منها :نجد وش فيك
التفتت له وانهمرت دمُوعها تعلن استسلامها ..اقترب يحتضنها بحنيٍه:بسم الله عليك
الجده مزون بخُوف:وش صاير لتس يمه
حّس جابر بداخله بالحنيِه عليها ..والخُوف :يمكن انصدمت شوي مننا
هزت راسها بالنفي وبصُوت متقطع بكااء:ماتوقعت بيُوم اني التقيكم من دون امي ..كانت حيل مشتاقة لكم بالحيل
سحبها لحضنه يمسح عليها بحنيه:الله يرحمها يا حبيبتي الله يرحمها
اما جابر فاحّس بالحراره اللي تسري على خده ماتوقع بإنه راح تدمع عيونه لاجلها ..صّد نواف عنهم من شاف امه تنهمر دمُوعها تلطم بشماغه يحاول إنه يسيطر على نفسه ..احتضن سيف امه:يمه اهدي ليه البكى الحين ..الحمدلله بنت هناء معانا والاكيد ان هناء الله يرحمها مرتاحه خلاص اهدي
الجده مزُون بدمُوع موجوع:ليتني ماصديت عنها ليتني احتويتها ولا نهشّوها الاغراب
جابر بحنيه:الله يرحمها يارب ..والاكيد اننا بنعوض اللي تمنيناه لهناء لنجد
مسحّت دمُوعها تحاول انها تهدى واقتربت من جدتها تحتضنها:خلاص جده اهدي تراني استمّد القوه منك الله يخليك
مسحت دمُوعها بطرف طرحتها:الله يرحمك يمه الله يرحمك
مسحت على يّد نجد بحنيه..ورفعت ايدينها تمسح دموعها :تقولين لي اهدى وانتي تبكين
شهقت بوجع وارتمت بحضنها تبكي:كانت تبي تلقاك وتحتمي فيكم لاكنها راحت راحت من غير ماتسامحينها راحت وقلبك غضبان عليها امي راحت
كانت قلُوبهم تتقطع الف مّره من كلام نجد ..دخلُو خالاتها بخطوات سريعه ..جميلة:وش صاير
انصدمُو من منظر بكاء نجد وامهم ..واقتربو يحاولون يهدونهم ويمسحون دمُوعهم اللي يحاولون يسيطرون علييها ..
اخذت العنُود نجد تبعدها لاجل تهدا:بسّك يمه بكى
مسحت دمُوعها بحّرج من حالها وانهيارها اللي ماكان وقته:تتمام خلاص هديت بس بالله شوفي جدتي وانا بطلع غرفتي اعدل مكياجي شوفي كيف محتاس
ضحكت بخفه:يالله ولاتطولين تمام؟وجدتك لاتخافين عليها ياحبيبتي
هزت راسها بالايجاب ومشّت مبتعده عنها طلعت الدرج تسمع اصوات ازعاج البنات والاطفال ..دخلت غرفتها وطلعت جوالها وبضعف اتصلت على رقمه ..وماهي ثواني الا ورد عليها:هلا حبيبي
نجد بصُوت باكي:ابي اكلم ابوي
مسح وجهه بتوتر من صُوتها الموجوع:وش صاير نجد
مسحت دموعها لاكنّها تزداد:الله يخليك ابي اسمع صُوته
عبدالعزيز:تمام انتظري اتصالي شويات بس
قفلت الخط تناظر الجوال بانهيار ورجفّه .. ومرت دقايق طويله عليها ..وبعد نص ساعه اتصل عليها رقم غريب ناظرته باستغراب لاكنها ردت عليه لعلّه ابوها وبالفعل ماخاب ضنها ..جاها صُوته اللي واضح عليه التعب والارهاق :السلام عليكم
حطت يدها على فمّها تمنع شهقتها بإنها تبان :يبه
تغيّر صوته وبانت السعاده فيه:ياعيُون ابوك وقلبه
مسحت دمُوعها:اشتقت لك ابي اشوفك
تنهد بضيق:ان شاءلله ياروح ابوك
تنهدت بوجع تحاول انها تسيطر على صوتها ودمُوعها لاكنها انهارت اكثر:اشتقت اسمعك تناديني بصُوت معصب وتقولي نجد موقلت لك ماتطلعين ..اسفه اني كنت ازعلك وافرغ فيك غضب وفاة أُمي اسفه ..يبه انا من بعدك ضعت ماعدت اشُوف الصح من الغلط ليه كانت نهايتنا بهالوجع ليه انت انسجنت وامي ماتت وعبدالعزيز تاركني ولاشي احبّه بجنبي وكأنها مكتوبه لي التعاسه للابد
مسح دمّعته بوجع:حرام تعترضين على الاقدار يابابا والاكيد ان بكل شي صار لك خيره ياحبيبتي ..يمكن لو ما دخلت السجن كنت بظل طُول عمري بالحرام ولو عبدالعزيز ماتركك كنتي ماتعرفتي على اهلّ امك واحتووك ولو ما توفّت امك ماكان دمار هالعصابه بينتهي ..كل شي خيره يا عيُون ابوك المهم انك ماتقنطين من رحمّة الله ..ونا يانجد من بعد سنيييين واخيراً قدرت احط راسي على المخده وانام مرتاح بدون هّم ..وكل شي بيتصلح اوعدك انا برجع لك ولو بعّد سنين وعبدالعزيز متأكد انه مارح يتخلى عنك والمهم انك ماتتخلين عنّه
ابتسمت رغم الوجع اللي بداخلها:ان شاءلله
غمض عيُونه ماوده ينهي معاها المكالمه لاكنه مجبُور:يالله يا ابوي انتي انا بقفل الحين خلص الوقت وترا مسموح كل خميس مكالمه اذا كان ودك تكلميني تتصلين على هذا الرقم
مسحت دمعتها تحاول إنها تحسسه بإنها صارت احسن:ان شاءلله يبه ..انتبه لنفسك وصحتك وانا بالحيييل احبك
ابتسم بوجع وقفل الخط ..رفع نظره لحاتم الواقف قباله :ليت يرجع فيني الزمّن ولا اكرر اغلاطي
حاتم بضيق على حاله:توك قلتها لبنتك كل شي خيره يابو نجد
شاف رسالة حاتم بإنه انهى الاتصال منها..ورجع يتصل عليها وبعد ثواني ردت عليِه ..لاكنه مايسمع منها الا شهقاتها وبكاها ..ماقدر يتكلم ولا كلمه يحّسه فقد قدرته على الكلام ..صُوتها الباكي واحتياجها لابوها كان كبير بالحيل على قلبه تنهد بضيق يمسح على وجهه وبصُوت حنُون :نجّدي
احتّد بكاها من ندائه لها ..تحّس بالحاجه له ولقربه رغم الجروح اللي منّه الا إنها تعرف ان لها مكانه بقلبه ..تسمع ندائه لها لاكنها مو قادره تنطق حرف واحد ..:حبيبتي نجد وش فيك وش صار لك ..صار معك شي؟قالو لك شي ضايقوك؟
كانت تهز راسها بالنفي وكأنه يشُوفها ..:جاوبيني لاتخوفيني عليِك وش صاير تعبانه؟شي يوجعك
وبصُوت هامس مقطُوع من البكى:قلبي
غمض عيُونه بوجع وضرب برجله فالارض بغضب لقلة حيلته:تبيني؟
بلعت ريقها بخُوف تحس بالحاجه له ودها تجاوبه بإنها ماودها الا إنه ترتمي بحضنه ويطبطب عليِها ..:بس انطقي انك تبيني مابيردني عنّك شي بس الله يخليك لا اسمع بكَاك
سكتت لثواني ونطقّت بغصه:لو ابيك تجي؟
ابتسم براحه واخذ مفتاحه من على الطاوله:كلها كم ساعه واصير عندك
نجد بخُوف:عزييز لاا..
قاطعها بضحكه:والله لو تقولين اللي تقولين مارح اتراجع عن قراري
قفل الخط واتصل على حاتم :حاتم تقدر تدبر لي رحلة الحين من الرياض لحايل؟
حاتم بضحكه:رضت عليك؟
عبدالعزيز وانفاسه تحتد من حماسه:واخييراً رضت ..بس الله يخليك يمديك تدبر لي ؟
حاتم:والله ما اوعدك بس يالله ثواني اشوف لك
قفل عبدالعزيز وطَار للمطار ماوده يتأخر عليها وهو عارف ان مسافة الطريق من الرياض بحايل بالسياره بتاخذ وقت طوييل وهو ماصدق بإنه تقوله بإنها تبيه ..وصل المطار وانتظر ربع ساعه يهز رجله بتوتر وكل شوي يناظر جواله بترقّب ومرت الربع الساعه الثانيه وهو بإنتظار حاتم ..وبعد دقايق طووويلة وصلته رسالة من حاتم البوردينق وكانت بعد ربع ساعه ابتسم بسعاده وفتح محادثتها وكتب-بخليِك تنتظرين بس كّم ساعه ومن بعدها مايبعدني عنّك الا المُوت يانجدي العذية-شهقت من شافت رسالته والواضح بإنه ناوي يجيها ..رفعت نظرها لدخُول جدتها وقفلت الجوال بخُوف تحس بإن اللي صار بيزعلها..:علامّك يمه تبكين
مسحت وجهها بابتسامه:ولاشي بس لازم تتعودين على دمُوعي يعني تراني بكايه شوي
ابتسمت وجلست جنبها بحنيه:كنتي تكلميه؟
بلعت ريقها بخُوف وشابكت كفوفها بَان عليها التوتر :يعني ماكنت...
قاطعتها بحنيِه ومسكت كفُوفها:ليه كل هالخُوف بالنهايه انتي ماسويتي غلط عرفتّي الحين ليه قلت لك تفكرين قبل اي قرار لانك لو خطيتي خطوة غلط بتخليِك الحين تبتسين عليه
احتضنتها نجد براحه:قال لي بيجي الحين قلت له لا بس مارضّى
ابتسمت بسعاده ومسحت على شعر حفيدتها وبهاللحظه تأكدت إنه ولد نايف ما يرضى على نجد البكَى:وزين مايسّوي بس تراني ناويتن عليه
ابتعدت بابتسامه :وش بتسوين فيه
ربتت على كتفها بحُب:مو لازم تعرفين لاكني بخليه شوي يندم على اللي سواه لتس..والحين قومي عدلي نفستس ننزل حرام الكل ينتظر الغدا
تنهدت براحه ودخلت الحمام تعدل شكلها ومكياجها اللي تخّرب من دمُوعها ..تناظر شكلها برضى وسعاده تحّس وكأنه بلحظه تغير شعُورها الموجوع للراحه والسكينه ..طلعت من الحمام وسندت جدتها ونزلت لهُم ..انقطعت اصواتهم من شافوهم دخلُو :اعذرونا على التأخير وتفضلو الغدا جهّز ..
هند زوجة جابر بابتسامه:ولايهمّك ياخالتي مامّن تأخير والله يزيد فضلك ان شاءلله
ابتسمت الجده مزُون على ردها اللي كانت تنتظره منهم ..