الرياض -مطار الملك عبدالعزيز الدولي-
وصل عبدالعزيز بعد رحلة دامت ٧ساعات كان الارهاق والتعب واضح عليه يدور بعيونه فيصل اللي ارسل له انه بينتظره في صالة الانتظار كان يجهل المطار لأول مره بعد ٢١سنه يجي للسعودية كان يحس بالغربه وسط بلاده كل ماله يختنق يحس هالكُون كله فوق صدره هذا المكان اللي طلعت منه وتركت كل آمالي فيه المكان اللي خلاني اتأكد بإن امي ماتبيني ولطُول العمر قطع تفكيره صوت فيصل ينادي عليه ويسارع خطواته لأجل يحظنه وكان هذا الشي الوحيد اللي يحتاجه عبدالعزيز حضن اعز اصحابه واللي صار مثل اخوه فيصل:الحمدلله على السلامه يا خوي تو مانورت الرياض والله
عبدالعزيز:الله يسلمك منوره بأهلها
فيصل :اخيراً رضيت عن هالديره
عبدالعزيز:غصباً عني مو براضي
فيصل يغير الموضوع:عساك جوعان طلبت لنا اكل من البيك اللي سنين اشرح لك لذاذة طعمه
عبدالعزيز بضحك:اخيراً بذوق وش الشي اللي ازعحتني فيه سنين
لو مايستاهل دفنتك هنا
مشى وقتهم اغلبه هواش وعتاب كان فيصل يحاول إنه يغير جو عبدالعزيز لانه كان عارف وش قاعد يمر فيه وايش الاحساس اللي قاعد يقاومه يشوف فعيُونه عتب الكُون كله شايل بقلبه على هالديره وأهلها وكان مغزى فيصل ومبتغاه إنه يخلصه من هالشعور ويخليه يرجع لبلاده اللي لو لف هالدنيا كلها مابيلقى مثل أمانها كان خايف عليه يشيخ بعيد عن هالديره وعاداتها على إن البعد اللي كان عبدالعزيز فيه الا إنه ما اثر عليه وكان كأنه من بدو هالديره في مشيته وكلامه وتصرفاته كلها كأنه يقول مهما انسلخت من حقيقتي الا إن الدم يلحق وإلا الطباع ماتقوى عليها وهذا اللي كان يعيشه عبدالعزيز..نجد'
في طرف آخر من مدينة الرياض كانت جالسه تتأمل القمر تفكر بإيش تقدر تتصرف فيه كانت شاكه ان الحادث اللي قبل ٨سنوات بفعل فاعل لاكن ماتوقعت ان ممكن ابوها يكون يدري وساكت تحس بخيبة الدنيا كلها فوق صدرها هالمره الخذلان كان من ابوها اللي كل ليلة كانت تبكي على صدره ويمسح دموعها اللي كان يخاف عليها من نسمة الهوا والحين يدري بسبب انكساري بس ما انتقم لي ولا انتقم لأُمي بسبب مصالحه الشخصيه..كانت الافكار تلعب فيها تخطط كيف تعرف من قتل امها وكيف راح تنتقم منه بأعذب طريقه ماكانت تدري بإن هالطريق راح يغير حياتها 180درجه رراح تنتقل من مرحلة الانتقام للحُب والتملك ..الفندق'
بدل ملابسه ورمى بجسمه على السرير يفكر كيف راح يواجه اهله ويعلمهم انه فرد منهم وزي مالهم حقوق له حق بكل شي سنين عايش بالغربه بسببهم وبسببهم رجع من غربته كان مستنكر انه ممكن يرجع عشانهم لاكن الكلمات اللي جاته من اخته كانت كفيله إنها تخلي صلة دمه تفور لإن حتى لو الظروف منعتهم يعيشون سوا وحتى لو أمه فضلتهم عليه الا إن بينهم رابط دم محد ينكره ويقدر يغير فيه شي غمض عيُونه يسترجع كلمات الرساله
"السلام عليكم ورحمة الله
مساء الخير عبدالعزيز..انا الجوهرة أختك من امك
ادري بتستغرب بعد هالسنين كلها يجيك مكتوب من اختك بس لازم اوصل لك الوصيّه اللي قالتها لي امي قبل تتعب ..انت لك املاك مع امي وخوالي ناويين ياخذونها ويزورون موتك عشان لاتاخذها وللأسف ان شركة ابوي باسم امي والحرب قايمه عليها تعال تكفى ياخوي وحل الوضع يمكن تتجاهل هالرساله وكانك ماشفتها بس تكفى ياخُوي زي ما انه مالك ذنب بهالقصه ترا حتى احنا مالنا ذنب بهالقصه
تكفى لاترد اختك الجوهرة...."كانت كلمة تكفى كفيله بإنه يقطع امييال لعيون هالكلمه حس بإنه ممكن بعد هالسنين يلقى دفى الاسره اللي سنين يدور عليه .. كان يحاول ينام بكل الطُرق لانه عارف ان بكرا راح يكون يوم طويل ومتعب ..الصباح الساعه ٨تماماً تحديدا فالفندق..
كانت الكوابيس مسيطره عليه يحلم بإنه يطيح من فوق جبل يصرخ لأجل احد يساعده بس مافي صوت كات يحس انها اللحظات الاخيره فحياته لاكن كانت صدمته وهو يشوف بنت تناظره بعتب وبعيُون تملاها الدموع ..قطع حلمه فيصل وهو يسمي عليه ويرش مويه على وجهه :بسم الله عليك كابوس كابوسس
صحى عبدالعزيز وكان تحت تأثير الصدمه يحس هالحلم وراه شي كبير لان عمرها احلامه ماكانت تخيب تعوذ من ابليس ودخل الحمام يغسل وجهه مره ومرتين وثلاث لعلها تطفي النار اللي تحرقه جواته ناظر شكله بالمرايه كانت لحيته طويله بإهمال وشعره بدأ يطول عيونه ذبلانه وكأن ميت له احد ..تعوذ من ابليس وتوضى يصلي الفرض اللي فاته ويستغفر داخله عشانه نام عنها
طلع لفيصل كان يجهز الفطور ويردد بالشعر"
"يا عيد سود العيون استنكرن منّي
وشلون ابارجع وارجّع وقتي الماضي
اسأل عن حالهن ما سائلن عنّي
الله يغربل حياةٍ جوّها فاضي
يا عيد رمح الهوى بالقلب طاعنّي
والحب يمضي ورمحه بالهوى ماضي
يا عيد حدب الضلوع تصيح وتحنّي
دخل عبدالعزيز وسكت فيصل يتدارك الشعر اللي قاعد ينبش جروح عبدالعزيز ولاكنه أكمل الشعر وهو يناظره بطرف عينه:
من عام الأول وانا صابر ومتغاضي
يا عيد أنا مولعٍ بصغير السنّي
والحال منّي قضى وأنا بعد قاضي
يا عيد لي صاحبٍ فاتن وفاتنّي
ولو مبسمه سمّ قبّلته وانا راضي"
فيصل:اووووهوه اشتقت للمحاورة معاك اخيراً ياعزيز والله من سنين انتظر هاللحظه
عبدالعزيز:والله صدق فقدت المحاوره معاك يلا سمعني ردك
"احس أن الدجى طوّق مداي وثارت الأشباح وأحِس بحمل يباري خطاي ويثقل أكتافي"
فيصل بتفكير وسرعان مارد :أفتح شبابيك الأمل للحلم فالفجرالجديد لو أكثر أحلامك تلوّح للفراق . . كفوفها
عبدالعزيز:"تعبت اسقي عذق قلبي ومايثمر سوى غيّاب
تعبت ارثي مغيب الشمس ولا به فَيّ يرثيني"
فيصل جلس وبتفكير:"إفرد يديك لأنسـام الهوَى، والريـاح
خل جرح السنين يفز من مَدْفنه"
عبدالعزيز:"أنا من يشعل دروب التلاقي والشّعر قنديل
وأنا من يمسح دموع الفراق وغارقٍ خدّي!"
فيصل:"تعال إن مرّتك نسمة حنين وجاك هدة حيل
تعال ومجلسك بين الحنايا ياخلف جدّي"
ضحك عبدالعزيز:هالمره هزمتني بس هاه تراها اخر مره بس عشان تو صاحي من النوم
فيصل باستفزاز:من يوم يومي اهزمك يا الشايب انت يبي لك سمكره لو تشد حيلك شوي صرت مطوع على هاللحيه
عبدالعزيز:والله قبل شوي اناظر شكلي بالمرايه تقل لي شهر مو محلقه ..الا صدق وش صار على حبيبة القلب
يعدل جلسته ويلعب بالمسبحة بين اصابعه:ابّد ياطويل العمر البنت عايفتني ولا تبي حتى تسمع صوتي وكل ليلة اناظرها بأمل مم الشباك
عبدالعزيز بحدة:ترا عيب تناظر بنت الناس وتراقبها وحرام بعد
فيصل بحّده واحتجاج على كلام عبدالعزيز:على اساس انك مو داري اني خاطبها مرتين وهي رافضه
عبدالعزيز:خلاص اقطع الامل منها
غمص فيصل عيونه يسترجع اخر لحظة شافها فيها كانت جالسه فحديقتهم وفاكه شعرها والنسيم يلعب بشعرها ردد :جابها حـب القصايد في طريقي لين صارت
تلعب بقلبي مثل لعب الهبايب في شعرها .