حسّت وكأن نفسّها ينقطع من كلمته اللي زلزلت قلبّها ..بادلّته الحضن ودها تطفّي الشوق اللي بداخلها ودها يوقف العالم عند هاللحظه وما تبتعد لحظه عنّه وعن حضنه ..ضلت دقايق بحضنه تبكّي بصمت ودهَا تفرغ كل بكى تجاهلته وكل وجع حستّه ..حسّت فيه يبتعد عنها :خلاص بسّك بكى بيروح علينا الليل وانتي تبكين
مسحت دمُوعها :ليش وش عندك
ابتسم يبعد خصلات شعرها عن وجهها:ودي اسولف معاك واعرف وش صار لك بغيابي واليوم وش صار معاك
مسحت دمُوعها :تمام بروح اغسل وجهي واجيك
دخلت الحمام ..وناظر حُوله يشُوف اغراضها والتفاصيل الصغيره اللي تعطيها لمسّه ..اقترب من شَاف الجاكيت الموجود على الطاوله وبانت ابتسامه على وجهه من عّرف بإنه له ..التفتت على صُوتها:هذا لي ؟
ابتسمت بارتيِاح:ايه حبيت يكُون معاي شي يخصك
تنهد بضيِق:يالله الحين بيجلس معاك صاحب الجاكيت
ضحكت واشرت له:نطلع للبلكُون الجو حلو
مسّك كفها وطلعُو جلسُو مقابل بعضهم ..ولا أحد منهم قدر انه يفتح نقاش او جروح ..يناظرون بعض والمكان من حُولهم وبعد مّده من الضغط اللي عاشُوه نطق:وش صار لك اليُوم
بانت ابتسامه على ملامحها صدت تناظر المنظر قبالها :مدري بس حسيت بوجع بإن حلم امي تحقق وصرت بين خواالي لاكنها ماتشُوف
حّس بلوعة شعورها تنهد بضيق:الله يرحمها يارب ..في اشياء كثير بهالدنيا نتمنى لو نغير مسراها بس لو صار وغيرنا اكيد ان نهايتها مابترضينا ..الله له حكمه بكل شي
شابكّت كفُوفها من لسعة البرد:ونعّم بالله ..وانت ماودك تحكيلي عن شي
هز راسه بالنفي:مدري ماببالي شي واحس مالي نفس اقول شي
رفعّت حواجبها باستنكار:اوه تمام اللي يريحك
لمّح الضيق بملامحها :وش فيك زعلتي؟
عدلّت شعرها بكفُوف مرتجفه ماتدري رجفتها من البرد ولا من الوجع:لا شدعوه ازعل مافيه شي يزعل
وقفت تدخل متجاهله ندائه ..دخل وراها بخطوات متسارعه وباستغراب:وش صار لك
التفتت بانفاس مضطربه وكأنها كانت بحرب:مدري وش فيني مدري ..مو قادره.. احس جواتي غضب عليك ابيك والله بس احس الحواجز بيننا كبيره مو قادره اجلس معاك دقيقه وحده من كثر الوجع اللي بداخلي ..احسك تستنزفني عزيز مدري احس -تضرب صدرها بقسوه-هنا يوجعني احسه يبي يطلع من كثر الوجع مدري وش الحل -اقتربت منه ورفعت كفُوفها لوجهه-احبك يشهد علي الله احبك بس اللي بيني وبينك يبي له وقت عطني وقتي واوعدك كل شي يتصلح ادري انك تنتظر مني انه كل شي يتصلح بس الكسّر يبي له وقت والثقه بعد ..انا رفضت جيتك من البدايه لاكنك اصريت كنت ابي اهدى وارتب عقلي ومشاعري لاكنك اصّريت انك تحُوسها مثل عادتك
رفع حواجبه باستنكار وابعد ايديها عنّه:صار غلط اني جيت وغلط بعد اني تحملت عشانك اخوالك اللي من اول مادخلت هالباب وهم يحاولون يفشلوني ويطفشوني لاكن مع ذالك سكت وتحملت لاجلك والحين بكل ثقه تقولين اني احوس كل شي
صدت عنه تحّس وكأنها بركان وثثار ..ابتعدت عنه تحاول انها تهدي نفسها ..:كلميني الحين كيف صرت غلطااان فهميني
شافت العطر اللي على تسريحتها خذته ورمته عند رجُوله وبصراخ زلزل قلبه:خلاااص خلاااص تلومني يكفي تلومني انا وش بغيت منك غير كلمه وحده اني بنتظرك بس كنت ابي كلمة خذي وقتك نجد بنتظرك ..بس انت ايش حّورت الكلام على كيفك وخليتني انا الغلطانه لا حبيبي انا مو غلطانه انت الغلطان
ضحك باستفزاز يحّس بالوجع فرجوله من القزاز اللي انتثر:تبين تاخذين وقتك؟
استقرت عيُونها بعيونه وبهمّس موجوع:يكفي الله يخليك
غمض عيُونه بقلة صبّر ..مشى وعطاها ظهره يطلع مسّك قبضة الباب لاكنه سمع صُوت بكاها..التفت يشُوفها معطيته ظهرها وتحاول تمسح دمُوعها ..مشى لها بخطوات متسارعه واحتضنها:.خلاص اللي تبينه يصير تبين نبتعد لين ترضينن؟وتفكرين زين؟تامرين امر اللي تبينه يصير بس لاتبكين
لفّ جسدها يحاول إنه يهديها ..رفعّت نظرها له وغمضّت عيونها من شافته يقترب لها وتختلط انفاسها بأنفاسه..كانت عارفه ان وجعها وغضبها كله شُوق له هي اللي تعبت تنتظره كل ليلة ولحظه تحس بإن هالشي لازم له ردة فعّل وبسبب هالشي زعلًت منه ..