ما امده يخلصّ كلمته الا اصوات طلق النار كل مالها تشتد التفت للدريشه اللي مقابلّهم وتذكّر كلام حاكم ..سحب نجد بعنف للارض وتناثر القزاز حولهم كان حابسها بحضنه واصوات طلق النار كل ماله تزيد ..تمسكّت فيه دافنه راسها فصدره ودمُوعها ماوقفت وبدا القزاز يتناثر عليهم فصخ شماغه يغطيها فيها والنّار تحرق جوفه سحبها للطاولة نطق فأذنها:خليك هنا لين اجيك لا تطلعين ولا حتى تفكرين تطلعين
كانت تهز راسها بالنفي متمسكه بثوبه :لا لا تروح الله يخليك
رفع راسها:اوعدك ما برُوح بس لازم اطلع ضروري لاتطلعين من هنا وخلي الشماغ مغطيك تمام؟
هزت راسها بالقبول ودموعها كانت كفيلة بإنها تحرق قلبه ..حاول يطلع رُغم الرصاص اللي دمّر المكان ولاكنه قدر يطلع وكان الكل محبّوس فالمجلس منصعقين من اللي يصير دخل يدور حاكم بنظره ..اما حاكم اول ما شاف عزيز ركض عنده:شلون تخلي نجد وتطلع شلون وانا اللي واثق فيك
سحبّه من يده طالع فيه من البيت حاكم:انت انجنيت علاممّك
عبدالعزيز بصراخ:تحسّب ببوقفون وانت منخش داخل تحسب راح يوقفون وانت راضخ لهم
حاكم بصراخ:تبييني اطلع يذبحوني يعني؟
عبدالعزيز:ماعندهم الجرأه لو كان ودهم يذبحوك ذبحوك من زمان
تعال معاي وانت فوجهي
فتحُو الباب الرئيسي والرصاص يتطاير من حولهم وقفُو بتحدي قبال الباب وكانت رسالتهم ان كانت عندكم الجرأه صاوبونا وبدا يهدا طلّق النار لين ما انتهى ..طلعو الكل من المجلس مصدومين من اللي صار ومن جرأتهم بإنهم يطلعون يواجهو الرصاص بدأت الاصوات تتعالى باللي صار واللي يسأل واللي غاضب على اللي صار التفت عبدالعزيز لهم وبصّوت جهوري:شرفتونا ولاكن نعتذر منكم كل واحد يتيسر بيته ..تذكر نجد ومشى لخطوات متسارعه لداخل وكانت على حالها ودموعها ماوقفت وانفاسها اعتلت تحّس بنغزات فقلبها شال الشماغ عنها يشُوف الدموع اللي عبّت وجهها وشماغه اللي متلى بدموعها وكحلها سحبها لحضنه :خلاص خلاص اهدي كل شي انتهى خلاص
اما نجد كانت تضرب كتفه ومن بين دموعها :انت السبب انت اللي جبت المصيبه على راسنا
دخّل حاكم مسرع لهم وشافها بحضنه ولاكن الصاعقه ماكانت من إنه بحضنه كثر ما إنه شاف الدم يملّى ثوبه :نجد
التفتت له وقفت تركض له وترتمي فحضنه ..ودها تختفي وتبعد عن هالعالم بحضن ابوها ..انتبه للثوب اللي فيه دم يتفقد نفسه ولاكن مافيه اي اصابه وقف ومشى ناحيتهم يتفقد يدها اللي الواضح ان القزاز جرح كتفها ويدها ..عبدالعزيز:انجرحّ كتفك
التفتت له تناظر ثوبه اللي امتلى منها دم
دخّل زيد بغضب بعد ماراحو الكل: وش اللي صار اليوم فسّر لي بتذبحنا انت هاه كم مره قلت لك ياحاكم تبعد عن هالاشكال هاه كم مره ..ماتبي تبعد الا لما امك يصير فيها شي تدري الحين طايحه ففراشها ضغطها ارتفع وسكرها انت تبي تذبحنا
طلع عبدالعزيز تاركهم في هواشهم ولاكن في نص طريقه سمع كلام زيد اللي كان مثل الصاعقه عليه:يعني مايكفي اللي ذبحتهم لهاليوم كم جثه تبي تدفن انت كل ماتعيش يوم كل ماتغرق الكل معاك وهالمّره تبينا نغرق معاك
حاكم بعصبيه:خلاص يكفي ماتشوف البنت كل مالها تنهار من كلامك انت ماتشوف
زيد بغضب متجاهل وجود نحد فاحضان حاكم:كلّه بسبب اللي سويتوه بنايف كلّه بسببه
كانت هالكلمه كفيلة بإنها تجمد كل اطراف جسّد ويوقف الدم بجسمه التفت ينتظر يكمّل كلامه لاكن الواضح إنه سكته بطريقه لاجل محّد يسمع ..طلع بخطوات غاضبه صّاد عن اخوانه اللي ينتظرون تفسير منطقي للي صار
عبدالعزيز:طلعو البنات؟
اقترب خالد يأشر على كتفه:انت انصبت
صرخ بغضب:اقولك البنات طلعو ماتسمعني
سعود:اي الحين جايين بس انت تنزف
اخذ المفتاح من يد خالد:انتو روحو بسيارة سعود ونا باخذ سيارتك
ركبها يشغلها بغضب وكلام زيد يتردد بإذنه بسبب اللي سويتو بنايف كان مسّرع سرعه جنونيه مايدري وين وجهته بس يبي يعد قد مايقدر إنه يبعد يحّس بنار تحرق قلبه وروحه ولاكنها داهمته وسط افكاره -لا تروح وتخليني-وقف سند راسه على الدركسون يتذكرها بحضنه وهي متمسكه فيِه بخُوف استغفر وكانه يحاول يبعدها تفكيره ..طلع جواله منحرق اتصالات من اخوانه وحاكم تجاهل اتصالاتهم وضغط على رقمّه وماهي الا ثواني ويرد:انا ماقدر اكمل اللي يصير فوق طاقتي مو قادر اتحمل اني اكون بين اللي ذبحّو ابوي مو قادر
حاتم بعصبيه:مو على كيفك تستسلم الحين بعد ما بدا يثّق فيك حاكم
عبدالعزيز بعصبية مماثله لعصبيته وبصوت عالي:اقولك اليوم كانو يبون يسوون مجزره ما ابي اذبّح اشخاص مالهم ذنب فاللي يصير
حاتم:ومين قالك انك بتذبّح احد عزيز ركز لشغلك واترك عنك هالكلام
رمى الجوال بعنف وصرخ بأقوى ماعنده يحّس بالثقل اللي جواته وكأن صرخات الدنيا بداخله ولاكن مايقدر يفتح فمه سند راسه على الدركسون وانفاسه كل مالها تعلى ..اخذ دبة المويه وشربّها دفعه وحده فتح الباب نزل يدور حول السيارة بغضب يحس وده يفرغ غضبه لفتته السياره اللي جايه ناحيته من بعيد ووقف عنده ورمى ورقه لرجوله وابتعدت بسرعه جنونيه عنه والتراب انتثر حوله يحاول يلمّح لوحة سيارتهم او اي شي يدله عليهم ولاكن سرعتهم والليل كانُو ضده ومالمح منهم شي نزل ياخذ الورقه فتحّها -انتبه للي اقرب من خيالك المُوت قاعد ياخذه منك-عقد حجاجه من محتوى الرساله الغريب يفكّر من المقصود ومين اللي كاتبها
في بيت ابو زيد ..
كانت اصواتهم كل مالها تعلى بين حاكم وزيد وبندر وعلي ..
علي بصراخ وعصبية:انت فضحتنا قدام الكل من ورا فعايلك اللي تسود الوجه الحين وش بقول للناس وش بقولهم فهمني اقول تورط مع ناس ماتخاف ربها؟؟
وقف بندر بغضب:تقذلف من وجهي لاعيني تشوفك وارجع من المكان اللي جيت منّه مابي اغولك وارتكب فيك جريمة
كان حَال حاكم يُرثى اليه ماتوقع إنه بيصير بهالموقف وإن تهديدهم له يكُون علني امام الكل ..تنهد بضيق طلع تاركهم يهاوشون ولاكأنه بعالمهم ..دخل البيت عند أُمه ولاكنها كانت مغبيه وجهها عنه ماتبي تشوفه ..حاكم :يُمه -ما التفتت له ولا كانها تسمعه-انا اسف اني رجعت ورجعت لك وجع الراس باخذ نجد وبرجع للرياض
التفت له بعصبيه:تبي تروح فمان الله بس نجد مارح تروح معاك مابتطلع من هالبيت الا على بيت زوجها لان ماني قاويه اخليك تاخذها انت مو كفو عليها والحين قم طس من قدامي مابي اشوفك
طلع من عندها وقلبه يتقطع الف مّره طلع من البيت بكبره يحس الضيق كل ماله يذبحّه ..تذكر قبل سنيِن طويلة-ياسلطان حرام اللي نسويه للحينه ببداية شبابه حرام والله-سلطان:اسمعني يا بتكمل معاي بالخطه ياروح ولا اشوفك ولا اعرفك بس هّاه ترا والله إنك ماتاخذ هناء الا على جثتي -تنهد بضيق يتذكر بإن كل اللي سواه لعيُون محبوبته ولاكن شاء القدر إنها تكون اول من يودعه ..رجع يتصل على عبدالعزيز وبعد محاولات رد عليه:انت وينك مختفي صاير معاك شي
يحاول إنه يتمالك نفسه ويعدل نبرة صوته اللي شبه منهاره:كنت ابي اجلس لحالي شوي ..فالنهايه اللي مرينا فيه اليُوم مو شي طبيعي
حاكم :ماتوقعت يوصلون لهالمرحله من الدناءه
يحّاوول يمسّك اعصابه:لو صار لاهلي شي والله اني كنت بحرقك انت واللي معاك..-وبعد تردد نطق-ونجد كيفها الحين
حاكم:الحمدلله ضمدت جرحها والحين بخير