نزلت دمُوعها وابتعدت عنه جلست وغطت وجههّا بكفوفها تبكي بحرقه وضعف يسمع شهقاتها ويشُوف رجفتها ..اقترب منها :نجّد
رفعت يدها توقفه:لاتقترب ارجوك لاتقترب وتحرقني بقسوتك لاتقترب وتنهيني بحدتك عزيز روح واتركني
غمـض عيونه بقهر وشد قبضته :هذي نهايتها يعني
وقفت تبكي بحرقه وبانهيار :وش تبي مني فهمني وش تبي اعتذرت لك ترجيتك عزيز ذليت نفسي عندك واتصلت عليِك اكثر من مره ووش كان ردك؟تبلكني لاجل ما اتصل عليِك ..امس كنت بأمس حاجه لك امس لاول مره احس اني وحيده وبراااافو عليك اكدت لي ان مالي احد لا اب ولا ام ولا اخوان ولا اهل امس للاسف ايقنت اني انولدت فهالدنيا وحيده وبموت وحيده ..والحين اطلع برا مابي اشوفك ولا ابي حتى اسمع حسك ..كمّل صدودك وهجرانك لاتتنازل لي لاجل إنك عرفت اني حامل ..اعتذارك مني ماكان بدافع انك مصدقني .. بس عشانك عرفت اني حامل فا لاتحاول تحسسني بإني الغلطانه
رفع حواجبه باستنكار :يعني هذا اخر كلام يابنت حاكم
ضحكت باستهزاء:ايه هذا آخر كلام لي عندك
ابتسم بخفّه :هذا ونا كنت ابي اودعك
مسحت دمُوعها وعدلت شعرها بأنامل مرتجفه:انت ودعتني امس ويكفيني هالوداع
ناظّر عيونها يشوف الوجع والضعف يتأمل ارتجافة كفُوفها تحاول انها تصمّد قبَاله وتحسسه بالقوه لاكن كل شي فيها يضخ بالضعف تنهد بضيق..:اللي يريحك ..الليله الساعه ١عمليتك لاتاكلين شي وبس اشربي مويه كثير ..كنت اتمنى اكون معاك بس الليلة رحلتي ا
جلست بهدُوء وابتسمت له:فمَان الله ولا تخاف علي لان بالنسبه لي وجودك وعدمك واحد
عقد حجاجه من الصدمه استغّرب من قسّوتها اللي نطقت فيِها ..يشُوف التحدي بعيُونها والخذلان والوجع ماتوقع إنه بيكُون بسبب اللي سواه نطق بصُوت هاادي رُغم النار اللي اشعلتها بداخله:وجودي وعدمي واحد؟
رفعت كفهّا تمسح دمعها اللي انحدر على خدها عضت شفتها لاجل تمنع انهيارها اخذت نفس لاجل تقدر ترد عليِه :انت اللي بنيت هالفجوه بيننا وابيك تعرف لو تجلس العُمر كله تحاول إنك تصغر هالفجوه مستحيل تقدر ..تدري ليه ..لان هذي سواة إيدك وانت تتحمل افعالك ياعبدالعزيز النايف
ضحك باستهزاء مسح دقنه بكفه:تمام اللي يريحك
فتح الباب بعصبيه وبخطوات غاضبه نزل يحّس النار تحرق اجوافه يحس بالقهر أكثر من اول ماتوقع قسوتها وحدتها ماتوقع رفضها وصدّها ..كان عارف إنها مغلفه ضعفها بقسُوه لاجل تحمي نفسها منه ومن غيرها ..لقاهم مجتمعين اقتربت منه ام عبدالعزيز :يمه وش فيها نجد
عبدالعزيز :للاسف عندها الليله عمليه وابيكم تكونون حولها مارح اقدر انو اكون معاها رحلتي فالليل الله يخليكم انتبهوا لها وحطوها بعيُونكم
ام عبدالعزيز:ولاتخاف نجد بالحفظ والصُون يمه روح وقلبك مرتاح ..
اقترب منها وغمض عيُونه يبُوس راسها مسك كفها وباسه بحنيِه:يالله يمه فمان الله لازم امشي الحين
نزلت دمعه احرقت قلبه:الله يحفظك يمه وانتبه لنفسك ولاتشيل همنا وفكر بنفسك
هز راسه بالايجاب وبدا يودعهم واحد واحد ..التفت ناحيِة الدرج وده إنها تجيه وترتمي بحضنه وده يحتضنها يمكن يكُون الحضن الاخير ..طلع من البيت يتجاهل شعُوره بإنه يروح لها يراضيها تجاهل قلبّه اللي يصرخ بإنه يبيها ..
...
من طلّع من عندها وماوقفت دموعها اختلطت عليها الاحاسيس ماتدري دمُوعها حزن عليه ولا على حالها ماتدري هي تبكي وجع ولا ضعف ..مدت يدها لبطنها تتحسس تحس بالرهبه والخُوف غمضت عيونها تستذكر قبل سنين -يمه لو بيوم بجيب بيبي تدرين وش بسميه ..ام نجد بتساؤل:وش بتسميها ...نجد بابتسامه:طططبعاً هناء عشان يكُون معاي هناء ثانيِه واكُون في زحااام من النعم عندي هنائين فهالحياة..-مسحّت دموعها من سمعت دق الباب توقعته رجع لاجلها وقفت تركض لدورة المياه غسلت وجهها تحاول إنها تهدى ..طلعت وبخطوات سريعه فتحت الباب لاكن تبدلت نظرتها من فرح لخيبة ..ابتسمت :خالتي
ام عبدالعزيز:يمه كيفك
بلعت ريقها تمد يدها كناية الدخُول..دخلت ام عبدالعزيز وجلست كانت عَارفه شعُور نجد ومتأكده ان كلام هناي مارح يمّر مرُور الكرام تنهدت بحّزن ..جلست جنبها نجد بابتسامه متصنعتها تحَاول انها تخفف حدة شعُورها بالوجع ..شابكت كفُوفها بتوتر:انا بخيِر الحمدلله لاتخافين علي واعتذر على اللي صار بس كنت تعبانه شوي
مدت يدها تمسح على ظهرها:يمه نجد انا بجنبك وقت ماتبيني بتلاقيِني
تنهدت بوجع:ان شاءلله خالتي
مسكت يدها وشدت عليها:كلمني عبدالعزيز عشان عمليتك الليلة بإذن الله تبين اجهز لك اغراضك
ابتسمت بمجاملة:لا تسلمين
ام عبدالعزيز:تمام لازم تكونين جاهزه حول الساعه ٩نروح المستشفى
عدلت شعرها بتوتر من الكلام اللي بتحكيِه:لا تتعبون نفسكم بنات عمي بيجوني ووحده منهم بتروح معي
ام عبدالعزيز بصدمه: بس يمه..
قاطعتها :لاتحاولين خالتي مابي اثقل عليكم ولا اكُون عاله عليكم
ام عبدالعزيز بحزن:يمه من قالك انك عاله عليِنا او اننا نستثقلك وش هالحكي
مسحت دمعتها اللي نزلت رغماً عنها:فالاخير انتو مو مجبورين فيني ومتاكده انكم ماتقصرون بس هذا الافضل
ام عبدالعزيز بحنيِه تحاول انها تلين قلبها عليهم:نجد حبيبتي انتي تعرفين إننا من سنين مع بعض قبل حتى مايجي عبدالعزيز وتتزوجيه وتتذكرين مكانة امك عندي وكيف اننا على قلب واحد وماعمرنا استثقلنا بعض ابد وانتي غلاتك من غلاة امك لاتبنين بيننا مسافات لاجل غلطة طيش من هناي
تنهدت بضيق وشتت نظرها عنها تحاول انها ماتلتقي بعيُونها وتنهار:معك حق بس يبي لي شوي وقت اقلها لين انسى بس الحين لاتضغطون علي الله يخليكم
اقتربت منها وحاولت احتضنها لاكنها وقفت مبتعده عنها بنفُور ..نزلت دمُوعها بغزاره رفعت كفوفها لاجل تمسحها:الله يخليك خالتي لاتضغطين علي
عقدت حواجبها بصدمه ابتسمت بوجع ..وقفت طالعه من عندها:براحتك مارح اضغط عليِك بس وقت تحتاجيني بتلاقيني
طلعت من عندها مصدُومه من فعلها ..سمعت صُوت بكاها اللي احتد من قفلت الباب عليِها ودها تدخل تحتضنها وتخفف وجعها لاكن مثل ماقالت الوقت كفيل بإنه يحل كل شي..
وصل بيت حاتم كان فالسياره ..اخذ زقاره وبدا يدخن بشراهه يفكّر فيِها وكلامها الجَارح يتردد كلامها براسه"وجودك وعدمك واحد"خلص الأولى وبدا يدخن الثانيه بعصبيه وكأنه ينتقم من تفكيره فيِها ..سنّد براسه على الدركسون غمض عيُونه يستذكر اللحظة كيف كانت رجفّة كفوفها وعيُونها اللي تفجّرت بدموعها وكلامّها اللي ذبحته فيِه ..كان متأكد ان كلامها بلحظة غضب بس هالمّره كان شعُوره غيِر يحس وراه شّي كبير يجهله ..التفت لدق الشباك كان حاتم..فتحها وبحده:ايش
عقد حواجبه باستنكار:وش فيك بعدين وش هالدخان بتذبح نفسك انت
فتح الباب ونزل بعصبيه:حاتم واللي يعافيك مالي خلقك
حاتم:وش صار معك فالمستشفى وقلب حالك
عبدالعزيز وبنبرة وجع:مكتُوب لي دايم ان فرحتي ماتكتمل
باستغراب.:ليش
عبدالعزيز:عندها حصوه وحمل ومجبورين يسوون لها عمليه عشان ماتتضرر ويمكن الجنين يموت بداخلها
حاتم بصدمه:لاحول ولاقوة الا بالله ..وانت ليه قاعد هنا لسى في وقت على الطياره
دخل البيت بخطوات غاضبه يلحقه حاتم باستغراب من حَاله كان عارف ان عزيز عَاشق لنجد وهالخبر كان بيزلزله ولا بيقدر إنه يبتعد عنها لحظه ..:عبدالعزيز وش صاير لكم
مسح بكفوفه كامل وجهه وبقهر رفع نظره :طلع فيصل خاطب نجد من زمان ومحد قايل لي لا هي ولا هُو وبالصدفه اشوف ببيته لوحه من لوحاتها
رفع حواجبه بصدمه.. ضاعت حرُوفه من الصدمه كان عارف ان هالشي صعب جداً على قلب الرجل وخاصةً مثل قلب عبدالعزيز ..ضحك عبدالعزيز باستهزاء:تشوف هالشي بسيط ياحاتم تشوف اني اقدر اتجاوزه وانساه ولا كاني عشته وانا اللي كنت بينهم حاتم انا خليته يشهد على زواجي من كثّر ما اعزه وودي انه يكون بكل افراحي بس شوف وش كان مسوي
نطق بصدمه:بس فيصل يعرف انك تحب نجد من زمان صح؟
ضرب بكفه على الطاوله بغضب:وهذا اللي حارق دمي ماني عارف ليه وش نيته
جلس قبَاله يهز رجله بتفكير:سألته؟
زفر بضيق :لا لاني لو جلست عنده دقيقه وحده ذبحته ..بلاي ياحاتم اني وثقت فيه وخليته اقرب لي من نفسي ..ما انكر شكيت فيه كثير بس كنت اقول مستحيل يغدرني مستحيل يخذلني سألته قبل اتزوجها بالحرف الواحد قلت له لو بينك وبينها شي ببعد واتركها بس حلف لي انه مايبيها حلف لي
حاتم بعصبيه مُماثله لعصبية عبدالعزيز:عبدالعزيز فيصل وراه شي
ناظر له بعيُون غاضبه كان شاك ومن بعد كلام حاتم تأكد ان ورا فيصل شي..:مثل ايش
رفع كتوفه وطلع جواله يتصل على علي :مدري ..بس الحين اعرف
عبدالعزيز بتسرع :لا مو الحين انا بتصرف انت لاتتصرف
حاتم بحده:متأكد؟
عبدالعزيز:ايه
حاتم بتساؤل:الا انتو كيف تعرفتو على بعض
سند بظهره على الكنب يستذكر لقاه بفيصل..:قبل سنين والله ناسي كم بس بعد اول سنه توظفت فيها بالعسكريه اذا تذكر كنت مكلف بمهمه في لندن ..تعرفت عليه هناك وقتها ماكان يعرف اني عسكري كان مسافر سياحه ومع السوالف بدانا ناخذ على بعض وبدات صداقتنا تقوى اكثر واكثر
حاتم:ومتى عرف إنك عسكري
عبدالعزيز بتفكير:قبل ارجع للسعودية يمكن بسنه او سنتن ووقتها حكيت له عن حاكم وبنته كنت اقول اني بتزوج بنته لاجل احرق قلبه
حاتم:وفيصل وش شغلته يعني وش يشتغل
عقد حواجبه بتفكير:كان يقول اعمال حُره
رفع حواجبه باستنكار:بس اللي متاكد منه ان الاعمال الحره مستحيل تطلع لك قصر ومستحيل تطلع لك سياره روز رايز ولابعد آخر اصدار
عقد حواجبه و شابّك كفوفه بتفكير وكأنه صحى من غفلته وبدأت الاحداث تتركب براسه ..يشُوف عقدة حواجبه وشدة يده كان عارف إن عبدالعزيز فهّم صورة فيصل بداخله ..
..