-

773 19 0
                                    

كانت تناظر حولها بيأس مسحت دموعها تحس باللوعه اللي تنهش قلبها اخذت جوالها وكتبت له رساله.."انا آسفه اني خبيت عليك بس اللي صار ماضي حتى ماينذكر ..مابغيتك تزعل وتتفارق مع صاحب عمرك لاجل شي تافه " ارسلتها تنتظر رده شافتّه فتح رسالتها من غير رد..جلست دقايق طويله تنتظر لاكن بدون فايده"الله يخليك لاتقسى علي" تشُوفه للمره الثانيه يفتحها ومايّرد مسحت دمعتها ورمت الجوال بقهر ..اما هُو فكَان يتأمل حروفها والرجى اللي فيِها لاكن قلبه وعقله يشتلعون غيّرة ..كتب رساله ومسحها وجلس على حَاله لين ترك الجوال يحّاول ينام..

..
دقت الباب تنتظر ردها بالدخول ..فتحت الباب وابتسمت من شافتها :هلا وجد
وجد بحنية:ممكن اجلس معاك شوي ومنها اساعدك
نجد:طبعاً تفضلي
دخلت وجّد وتحس بالضيق اللي بقلب نجد :كيف صرتي
ابتسمت تحاول انها تتماسك:الحمدلله احسن
وجد:تعالي نطلع البلكون الجو مره حلو
طلعو للبلكُون كان الجّو بارد جلسو واخذتهم السوالف ..
نجد بوجع:تصدقين وش اصعب شعُور لما تحسين ان مصدر امانك يتبدل لخُوفك
شدت الجاكيت عليها من البرد:قصدك عزيز
هزت راسها بالايجاب :ايه عزيز ..مدري ليه هالكثر تعلقت فيِه احس في شي بيننا مُشترك مخليني اتمسك فيه هالكثر ..احياناً افكر بإنه ممكن إننا ذايقين شعُور اليُتم
صدت وجد من شافت الدموع تلمع بعيُونها..وجد:اقلها لقيتي نهاية هالمشوار شخص
ابتسمت بوجع:ويمكن مايكون معاي بنهاية المشوار
وجد:وش هالسوداوية يانجد لو تبين نصيحتي بشي لاتتخلين عن عبدالعزيز لان مستحيل بتلاقين شخص بحنيته وبحُبه
تنهد بضيق وعضت شفايفها لاجل تمسك دموعها:ونا ماتخليت بس هو اللي ماسمح لي حتى انو ابرر له
مسكت يدها وشدت عليها:عطيِه وقت واوعدك راح يفهمك ويجي بنفسه هُو يراضيك
ابتسمت بإمتنان واقتربت تحتضنها:والله حيل اشتقت لك يا وجد
ضحكت وجد بحماس:لاتنسين اننا الثنائي المرح صحيح هناي بتاخذ مكاني بس نحاول نتلاشى الوضع ونرجع لمكانتنا
ضحكت نجد من بين دموعها:تذكرت امي الله يرحمها لما كانت تقول ان وجد ونجد عمرهم مابيتفقون
مسحت على شعرها:الله يرحمها يارب
دخلت عليهم هناي وبحماس:بناتتت تخيلو وش صاير
وجد:وش فيك وش صار
تربعت وبحماس:تخيلو مين اتصل على امي
نجد باستغراب:مين؟
هناي وبحرج:ام فيصل
عقدت حواجبها:من فيصل ذا؟
بلعت ريقها بتوتر:وش تبي
هناي بضحكه:يخطبونييي والله كنت حاسه وجد تتذكرين لما طلعنا مع عبدالعزيز لاجل الاثاث الجديد والتقينا فيِه كيف كان يناظرني
نجد بخوف:كيف يعني
ضربت كتفها:ركزي معاي يقولون مايبدا الحب الكبير الا بعد هوشه كبيره وشكل اللي صار لنا فالقصيم بدايتها
وجد:يوووه صححح والله محد قدك عاد فيصل مزيون ودامه صاحب عبدالعزيز عزلله طحتي بواحد طيّب
انحرجت من كلام وجد وحست بالواقعيه:والله مدري اصلاً اذا بوافق
كانت نجد في عالم آخر وكأن ههالخبر نزل مثل الصاعقه على قلبها هي متأكده انه ماتكن له اي شعُور لاكن وش يثبت انه نساها وحب هناي اللي يادُوب شافها مرتين ..كانت تناظر الكُوب الي بيدها وسرحانه ..هزت كتفها هناي:وش فيك كانك ما انبسطتي لي
ابتعدت بجسدها بضيق:لا ولاشي
وقفت ودخلت غرفتها بخطوات متسارعه لاول مره تحس بالضيق بقربها وكان الدنيا ضاقت فيِها من وجودها ..فتحت جوالها وكتبت له رساله-اتمنى القاك قبل تسافر لو دقيقه في موضوع ابيك فيه-رمت بجوالها ودخلت الحمام "وانتو بكرامه "غسلت وجهها تحسها مخنوقه ودها تبكي وتنهار الشعور اللي حسته اتجاه هناي غريب مسكت قلبها وكأنها تحاول تهدي نبضات قلبها -ياربي وش فيني معقوله كل هذا لاجل فيصل-مسحت وجهها وطلعت لهم :معليش بس حسيت بتعب شوي ودخلت خذيت لي بنادول
هناي:لا عادي مابيننا
وجد تناظر ساعتها:اصلاً تاخر الوقت صار لازم ننام امي بتصحينا بدري لان خلاص بننتقل للبيت الثاني
هناي:والله صادقه ..الا بنات ماتحسون الجوهره متأثره بكثير صار لها ايام تسكر على نفسها ولا ودها احد يجيها
وجد:والله صادقه حتى انا لاحظت
سندت بظهرها على الباب:طبيعي تزعل فالاخير هذا شي مو بسيط
هناي:اي والله مو بسيط ماتوقعت بيُوم عمي حاكم وابوي يصير فيهم كذا
نجد بانفعال وحدة:لاتدخلين ابوي بسوايا عمي ابوي صحيح متورط بس الاكيد انه مو لدرجة فعايل ابوك الله يكفينا
عقدت حواجبها باستنكار من اسلوبها:انتبهي لكلامك ولاتنسين فضايل ابوي عليكم
نجد بتحدي وبحدة وصوت اعلى:الله لايشكر فضله دامه كذا دام معطينا من الحرام اللي سنين يلعب فيه
وجد:بس بنات وانتي هناي يلا قدامي
رفعت يدها بعصبيه:صدق انك قليلة اصل يعني الحين بتقولين ابوي اللي غلطان لوحده شوفي ابوك للحينه يعثى فالارض الله لايبلانا
اقلها ابوي مات وتوقف ظلمه بس ابوك الله اعلم وش للحينه يسوي ومختفي وراميك علينا
وجد بعصبيه:هنناي وش هالحكي وش قلة الادب هذي
وكأنها فجرت القنبله بقلبها اقتربت وضربتها كف :احترمي نفسك اذا ماتربيتي انا اربيك
تفجرت دمُوعها ونطقت بحرقه احرقت قلب نجد:لاتخافين امي للحين عايشه تعرف تربيني بس الله اعلم انتي مين راح يربيك
انصدمت وجد من كلامها وسحبتها بعنف :اطلعيي الله لايوفق ابليسك اطلعي
نزلت دمعه وسكن الكُون من حولها تسمع صراخ هناي وعصبيتها قفلت الباب وجلست عند عتبة الباب تفكر بكلامها اللي كسّر قلبها بوحشية حطت يدها على قلبها تحسه بيطلع من الوجع غمضت عيُونها بألم عضت شفايفها لاجل ما تطلع شهقتها لاكنها انهارت تبكي حاضنه نفسها تبكي بحرقه وألم كانت تحس باحتياج لحضنه وقُربه كانت تبي بس حنيته وكلامه اللي يريح قلبها وقفت بخطوات سريعه اخذت جوالها تتصل عليِه مره ومرتين ليِن صار يجيها بإن الخط مشغول رمت الجوال بعصبيه تأكدت بإنه حضر مكالمتها ..تحس بلوعة الاحتياج ركضت للحمام واستفرغت كل اللي بداخلها ..وقفت بتعب تغسل وجهها بالماء اللي اختلط بدموعها طلعت ورمت نفسها على السرير واحتضنت مخدته تشّم ريحته تكورت على نفسها بألم تحاول تنام رُغم المشاعر اللي تنهش قلبها..
وجد بعصبيه تحكي لامها اللي صار:والله يايمه لو ما استحيت لا اكسر عظامها هناك
دخلت الجوهره من صراخهم:وش فيكم وش صاير
ام عبدالعزيز:ليه يايمه تسوين كذا نجد غلطت وانتي غلطتي بس هذا مايعني انك تعايرينها بإن مالها أُم وكأن لها يد بفقدها
هناي من بين دموعها:قهرتني يمه قهرتني حتى ما احترمت شعُوري صحيح ان ابوي غلط وصحيح انه ظالم وطاغي وفاسد بس اقلها تحترم مشاعر الابوه زي ما احرقت قلبي بكلامها حتى انا كنت ابي احرق قلبها
الجوهره بصدمه/لاتقولين عايرتيها بان مالها ام
وجد بعصبيه:تخيييلي بكل وقاحه تقول لاتخافين امي موجوده تربيني بس انتي مين يربيك
شهقت بصدمه:تمزززخين
مسحت دموعها بقسوه:انا بروح غرفتي
ام عبدالعزييز:على وين الحين تعتذرين لها بسرعه قدااامي
ضربت برجلها فالارض:بس يم..
ام عبدالعزيز بعصبيه:هننناي ولا كلمه بسرعه
طلعو لجناحها دقو الباب مره ومرتين لين فتحت بعيُونها الناعسه ..
نجد بنعس :اعذريني خالتي غفيت
ام عبدالعزيز:عادي يايمه -والتفتت لهناي تاشر لها بعيونها-
هناي بعصبيه:اسفه ماكان قصدي
ابتسمت بوجع:عادي حصل خير وماقلتي الا الحقيقه ماعندي ام تعلمني ولا أب يوجهني فا لاتزعلين ماقلتي الا الحقيقه
ام عبدالعزيز بنبرة حانيِة:ونا وين رحت
ابعدت خصلتها اللي اذتها واقتربت منها وباست راسها:الله لايحرمهم منك ..
ام عبدالعزيز:يمه نجد اعتبريني امك
بلعت غصتها :وانتي امي من غير اعتبار حتى
باستها ومسكت يد هناي مبتعدين عنها ..استسلمت لدمعتها تناظرهم بغبطه ..قفلت الباب وشافت الجوال متكسر فالارض تجاهلته ورجعت سريرها تحاول تنام..
ام عبدالعزيز:يا يمه حرام عليِك تكسرين خاطر البنت لاتنسين كلام الله وأما اليتيم فلا تقهر
هناي بوجع وندم:والله كانت لحظة غضب والله
الجوهره:حبيبتي مو تكسرين خلق الله وتقولين لحظة غضب
وجد:اي والله بعدين يقولون وقت الغضب تبان معادن الناس وماشاءلله عليك معدنك ولا اروع
دخل مشعل:وش فيكم تهاوشون هنايِي
ارتمت بحضنه تبكي :وللله ماكنت اقصد والله
مسح على شعرها:وش فيها ؟
وجد:انا صدع راسي بروح غرفتي خلهم يقولون لك
ام عبدالعزيز:ولا شي يمه مشكله بسيطه
الجوهره:ونا بعد بكمل انام
تركوها لحالها وفتحت جوالها وارسلت له "يمه حبيبي اتمنى تزورني قبل لا تسافر ودي اودعك يابعد حييّ"
رد عليها في نفس اللحظه"تآمرين امر "
ابتسمت على رده وتنهدت براحه تحس بالرضّا التام لاكن قلبّها محروق على ولدها خالد له مُده مايرد عليها رُغم ان عبدالعزيز طمنها عليِه الا ان قلبها ينغزها بشي تجهله..

على عتبَات الماضي يُولد العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن