لبست الكاب ومشت قبله بخطوات غاضبه:ماشاءلله يعني لو مو معاك عطيتهم وجه صح؟وربي لو بيدي انتفك
مسك يدها :امزح وش دعُوه ليه كل هالعصبيه بعدين عيوني ماتشوف غيرك
ناظر ساعته:باقي نص ساعه ..تعالي نفر تحت
شدت على يده ونزلُو تشُوف الغيُوم مغطيه السماء والواضح بإن الثلج بيداهمهم ..كان شاد على يدها ويمشُون بين المقاهي ..وقفت نجد:عزيز انتظر
فتحت شنطتها وطلعت كاميرا :تعال نتصور ذكرى
ااخذها من يدها وابعدها عنهم ولقط الصوره ..التفتت له تشُوفه ينادي شخص لاجل يصورهم ..مّد له الكاميرا وحضنها على جنب بابتسامه..رجع يبُوس خدها وبهاللحظه ضحكت بحّرج ..ابتسم اللي يصُورهم على منظرهم ..مد لهم الكاميرا يشُوفون الصور ..:والله طلعت رزه
نجد بضحكه:امانه ليه شعري منتفش كذا
عبدالعزيز:من الهوا بس شوفي ذي هاجد فيها الحمدلله
التفتت له بصدمه:بدل ماتقول لي لاحبيبتي شعرك حلو ..صدق انك جلف
ضحك على حلطمتها:شدعوه امزح بعدين شعرك حلو ماشاءلله طال وفكيتيني من القصير اللي يدبل الكبد
ابتسمت بلعانه:ان شاءلله بس ارجع اقصه واخلي كل يوم تنبدل كبدك
غمز بابتسامه:انتي بكل حالاتك حلوه
صدت تضحك عليه:اي اضحك علي يالثلاثيني
دق كتفها بخفه:تراهم هنا يحبُون اللي فالثلاثين
التفتت له بعصبيه :ياسمجك ياشيخ ..
اقترب وباس راسها بحنيه:لاتزعلين ترا امزح معاك
تنهدت تتلتفت له:لو اني ازعل كان الحين فيني ضغط وسكر منك
عبدالعزيز بضحكه:سكر من حلاوتي طبعاً
ضحكت بصُوت عالي:لا واضح بدا تأثير الثلااثين عليك وش هالكلام عزوز
مّد لها كُوب القهوه:الثلاثيني هذا مطيحك على وجهك
اخذته بابتسامه:شكلك تحسسّت..ترا امزح مو قلت اللي هنا يحبُون الثلاثيين يعني مفروض تنبسط
شّدها عليه يمشُون للفندق وبدات قطرات المطر تهطّل عليهم..كان الجّو مخليهم يغرقون في صمتّهم ..صحيح يعيشُون نشوة الحُب لاكن جرُوحهم للآن تنزف ..كانت تناظر حُولها بابتسامه باهته تتذكر هالمكان بكل حذافيِره ..بهالمكان بالضبط كنت انا وأُمي وأبوي لاكن الحين محّد منهم معاي ..التفتت له تشُوف عبدالعزيز يناظر الفراغ قباله وكأنه غارق فيها:وش تفكر فيِه؟
بانت ابتسامه على وجهه:افكر كيف ربي سبحانه يربط على قلب الواحد ..كنت اقول مستحيل اطلع من هالوجع لاكن شوفيني الحيِن
ماكأني عشت وجع بحياتي
شدت على كتفه:من فينا ماعاش الوجع؟الوجع يعلّم و يخليك تعرف قيمة الراحه ..احياناً توصل لمرحلة اليأس اللي خلاص انتهى كل شي وفجأه تلقى نفسك في بداية جديدة
التفت لها وكانت نظرة الحُب تنبع من عيُونه:مثل ماطلعتي لي هذاك اليوم كنت اقول خلاص انا خسرت كل شي لاكن من سمعت صُوتك حسيت وكأنه النفس رجع لي وروحي ردّت
حضنته وغمضت عيُونها:ماتوقعت بيُوم بإني بحب هالكثر احس جواتي مشاعر عجزت انو ابينها لك بس والله احبك
باس راسها بحنيِه..:الله لايحرمني منك
التفتو من سمعُو صوت بوري السياره ..وكانُو كل من فالرحله يناظرونهم وباينه عليهم الابتسامه ..ضحكت بحرج ودخلُو للسياره بعد ماحمُلو شناطهم ..ومشُو للمنتجع ..مرت ساعه ونص على ماوصلُو وكانت درجة الحراره تحت الصفّر ..نزلو متجمدين ..:يمه عزيز البرد مو صاحي اقسم بالله احس يدي ما احس فيها
التفت لها يشُوف انفها صار احمر من البرد ..ابتسم على منظرها:والله قلت لك تلبسين طبقات لان ثلج واكيد بتجمدين برد
صدت عنه تناظر الجبّال اللي يكسِيها البياض ..تشُوف اللي يتزلجُون وصُوت ضحكاتهم تعتلي ..التفت من حسّت فيه يحاوطها وينفث فرقبتها لاجل تحس بحرارته وتدفى ..غمضت عيُونها تستشعر اللحظه اللي من حلاوتها ماودها تنتهي ..حسّت فيه يلف جسدها له ابتسمت تشُوفه يحاول يدفيها بكفُوفه ..لاكنّه فاجئها من اقترب وبَاس ثغرها غمضت عيُونها ومدت كفُوفها لاجل تبعده :عزيز انهبلت
ابتسم يبتعد عنها :وش اسُوي ماقدرت اتحمّل هالكم الهائل من الجمَاال
صدت بنظرها تحس بالحراره تعتلي بجسدها من الحّرج اللي تحسه ..يمشُون متوجهين للفندق وكان شاد على يدها بكامل قُوته كان التعبير الوحيد اللي يقدر يوصلها لها عن طريِق الكفُوف والنظرات ..اللي تختصر اللي بداخله من حُب او بمعنى آخر لذة العشق ..دخلُو غرفتهم التفتت له بصدمه من شافت المكان كِله ورد :اللله عزيييز وش هذا الجمااال
ابتسّم يشوفها تقترب من الورد وتنزل لمستواه تستنشق ريحته وماكان منّه الا انه يطلع جواله يصُورها لاجل يحتفظ بهاللحظه عُمره كله ..التفتت له وضحكت بصُوت عالي:لاتصوررني ما اطلع حلوه
سند الجوال على الطاوله واقترب منها سحبها لحضنه:يقُولون الورد للورد بس غلطانين انتي الورد بحد ذاته ..انتي الورد بلُونه الزاهي وريحته العذبه ..وجماله الآسر عُمري كله اسعى لاجل اوصلّك وبعد عنَى يانجد صرتي معاي وبعد عذاب واخيِراً الحيِن اقول إنك للابد راحتِي ومحطة استراحتِي ..-رفع خصلة شعرها وبعيُون ذايِبه-انتي اللي لو اخسر الدنيا بما فيِها يكفيِني بإني ارجع واشُوف هالعيُون الآسره والقلب الحنُون يكفيني اضيِع بين خصلات شعرك اللي تنتثر بقلبي وتهّده هد ..يكفيني من هالدنيِا صُوتك اصحى وانام عليِه راضي فيِه بصراخه وحدته وحلطمته راضي بكِل شي فيك نجد صِرت من بعدك شخص ثاني شخص يشُوف الأمل بالحياة وايش الحياة من غير أمل ..
كانت دمُوعها اجابة لكل حرف يقُوله تشُوف بعيُونه كلام اكثّر من اللي سمعته رفعت ايديها تحتضنه بكامل قُوتها وخرجّت منها تنهيِده وكأنها تنهيدة المُستراح .
ابتعدت عن حضنه ورفعت كفُوفها تتلمس وجهه بكِل حنيِه:ونا من بعدك عرفت وش يعني الامان عرفت بإن وراي ظهر وسنّد يحميني حتى من نفسي ..انت احلا مرحلة عشتها بحياتي بحلُوها ومرها بوجعها وسعادتها ..معّك حسيت بالسلام الرُوحي ويياااه ياعبدالعزيز وشكثر كنت اتمنى هالشعُور انا اللي كنت بين النار والبارود الحين قبَالك وبين كل هالورد ..كنت احس بالغُربه ونا بعيِده عنك والحيِن انا في اقصى مراحل الامان ..كنت اهاب الحُب لاكنِي الحين كلي مستسلمه لحُبك ..كنت احسب اني شجاعه عشان احارب حُبك واحبس مشاعري وانهيها بداخلي لاكن هزمتني ..هزمتني ونا كلّي مستسلمه لِك ..عبدالعزيز لاتتركني لوحدتي وذكرياتي اللي توجعني لاتخلّي دموعي تجف على خدي من غيِر ماتمسحها كفُوفك
شدها لحضنه بكل احتياج وحُب ..كان اللي بينهم اكبر من كُونه حُب كان شعُورهم بالوحده يجمعهم والقدر الموجع يجمعهم ..حُبهم انبنى على عتبَات ماضي كانت بتنهيهم لاكن كان حُبهم اسمى واكبر من عتبّه انبنت من الماضي ..تحّس وكأن نبضات قلبها تتسارع لدرجة إنها تحلف بإنه يسمعها ..تشّد عليه ودها تختفي بداخله وتختفي بقلبّه ..
كانت بيّدها باقة ورد ..فتحت الباب بهدوء تمشي على راس اصابعها لاجل ماتحس فيِها ..لاكن من سمعّت كلامها طاح الورد من يّدها بصدمه التفتت بصّدمه تشُوف هناي واقفه متجمده قدامها رمت جوالها اقتربت منها:هناي انتي وش جابك
كانت ملامّح الصدمه باينه على وجهها :انتي تكلمين مصعب؟اللي تحبّه هديل؟
مسحّت دمعتها اللي تمردت عليِها بصُوت مرتجف:مابينهم حُب هديل اللي متوهمه كل هذا
هناي بحّده:خليك من انه حبيب هديل منجدك تكلمين شخص مسجون وعليه قضايا قد شعر راسي الجوهره انتي واعيه للي تسوينه
بكّت بوحع وقهر:احبببه والله احبه وش اسوي مو راضي يطلع من بالي مو قادره من دونه ..ياما رحت مستشفيات لاجل اتشافى من هالحُب المستحيل لاكنه من غير اي فايده ارجع ونا اجّر خيبتي وحُبي وراي ..هناي احبه لدرجة مستعده اضحي بنفسي لاجله مستعده اضحي بسنيين عمري لاجل التقي فيه اذا كانت النهايه حضنه مستعده والله مستعده
اقتربت تحتضنها تحاول إنها تهدي انهيارها لان اللي شافته بعيُون الجوهره وجع كبييير اكبر من انها تتحمله ..مسحت على ظهرها:خلاص اهدي
كان صُوت شهقاتها يعتلي وبصُوت متقطع:محد يعرف اللي فيني محد يعرف اللي بداخلي محّد يبي يعرف غيره ..تعبت ونا منسيّه تعبت والله عارفه ان نهايتي انا وهُو فراق لاكن ماقويت والله ماقويت ..
نزلت دمُوعها من حست بضعفها ووجعها:خلاص اهدي الحين لاتبكين
ابتعدت عنها تهز راسها بالنفي:لالا الله يخليك خليني ابكي تعبت اكتم بداخلي تعبت احبس الغصه تعبت والله ماقدرت ماقدرت اتحمل هالوجع ماتحمل -تضرب راسها بهسترريا-مو قادره مو قادره هو علاج كل امراضي هو اللي بيقدر انه ينسيني وجع موت ابوي هو اللي يقدر يخليني اطلع من اللحظه اللي كل ثانيه تنعاد براسي
مسّكت كفوفها تحاول إنها تسيطر عليها لاكن صراخ الجوهره وانهيارها كان اقوى..دخلت امهم على منظر صراخ الجوهره اللي كل ماله يعتلي:مابي مابي اشوفه مابي مايي اشوفه يمه مابي اشوفه الله يخليك
شهقت بخُوف تحتضنها:وش تشوفين يمه وش فيك علامّك
الجوهره بصّوت بانت فيه البحّه من الوجع:تعبت ونا اشوف ابوي يصارع الموت الله يخليك ابي انسى تكفين يمه تعبت ونا احبس نفسي بهالمكان لاجل ماتشُوفون دموعي تعبت ابكي من غير صُوت تعبت والله
كانت تحاول إنها تهديها بقراءة سُور لاجل يهدا قلبها ..اما هناي كانت واقفه بعيد عنهم تبكي بصمّت هاللحظه عرفت ليه تسمع صُوت انين الجوهره بكل ليله ..طلعت ماتحمّلت انهيارها الجوهره اللي كانت مثل الدرع المتين لها تشُوفها الان في اضعف حالاتها ..