كان كلامه مثل البلسم اللي سنين تنتظر تسمعه بإن احد بجنبها وبقربها ابتسمت وحضنته تبكي بحرقه من الالم اللي عاشته ومن التجاهل اللي عاشته..يمسح على ظهرها ينتظرها تفرغ كل الحزن المكبوت اللي بداخلها كان عارف إن هناي محتاجه تحس بالامان والحنيِة..ابتعدت تمسح دموعها:سنين انتظر هالكلام من احد بس محد حس ولا احد فكر فيني ..الحمدلله انك دخلت حياتنا وخليتني احس بهالشعور اللي مطيرني فوق السما
ابتسم:الحمدلله بس الحين امسحي دموعك وخليك قويه ولاتخافين من اي احد انا بكلم خالد ومشعل بالرغم ان سعود واضح انه زعلان
هناي:يوه عاد الحين سعود مابينساها سنين
عبدالعزيز:ولا يهمّك بينسى
وقفت :يلا اجل انا اخليك شكراً عزيز
عبدالعزيز:العفوا مابيننا
طلعت طايره من السعاده والراحه من كلام عبدالعزيز..اما عبدالعزيز كان يناظر حوله بفراغ مو عارف وش ينتظره بكره انسدح وغمض عيُونه يحاول إنه ينام ..لاكنه تذكر رجولها اللي شافها تنزف قام ومشى للباب فتحه وشافها تحاول تلف الشاش حول رجلها ..اقترب وابعد يدها وبدا يلفها بصمّت بدون حتى مايرفع نظره لها ..تشُوف القسوه بعيُونه والحنيه بتصرفاته :عزيز
مارد عليها وكأنه مايسمعها:عزيز اناديك
رفع نظره:هلا
نجد:آسفه
وقف مبتعد عنها:انتبهي لا تمشين عليها كثير وحاولي شوي تخليها تتهوى بكره لا تكتميها بالشاش
وقفت تمشي ناحيته ..:مو قلت لك لاتمشين على رجولك بتنزف
اقتربت منه ومسكت يده:اذا بتنزف عشانك خلها تنزف ماتهمني ..-رفعت كفها لوجهه تتحسسه-اسفه وش بيرضيك انا موافقه
كان يشُوف الندم بعيُونها مسك يدها يبعدها عنه :صدقيني مابيرضيني شي لا قُربك ولا اسفك ولا حتى حُبك انتي محيتي نفسك من داخلي وخلاص انتهى كل اللي بيننا
نجد:ماكنت اقصد اخونك او اجرحك والله
عبدالعزيز:نجد انتي بسببك كنت مُمكن انفصل من الشغل اللي سنين تعبت فيِه بسببك كنت بكون من مستشفى لمستشفى اتعالج وتشمتين علي الكل
صدت عنه ماتبيه يكمل كلامه دخلت فسريرها وتغطت تسمّح لدموعها تاخذ مجراها..طفى النور وطلع من عندها يجّر رجوله من الخيبه والوجع اللي شافه فيها..
بعد مرور شهر..
كان وضع حاتم في تحّسن وكل يوم يزوره عبدالعزيز ..ام عبدالعزيز كان هاليُوم لحظة طلعوها من المستشفى بكامل عافيتها ..
كانو نجد وهناي والجوهره فا البيت يجهزون بخور وقهوه وحلا وكأنه صباح العيِد ..فالمطبخ..
هناي:والله من زمان مادخلت المطبخ بهالسعاده
الجوهره:والله لو تشوفنا امي ان ترقص وناسه على اشكالنا واحنا نجهز
نجد:ياحليلها عمتي والله وحشتني حيييللل
الجوهره:والاكيد انك وحشتيها وبالاخص معمولك هذا
ضحكت نجد:فديتها عمتي تحسبيها زيك همها بطنها
هناي:والله صدقتي مدري على مين طلعت هذي مشفوحه
الجوهره:اقول اسكتي انتي وياها لا اهفكم بهالصحن
نجد:ياحليلهم الخدم بيندمون اننا خليناهم يرتاحون
طالعت هناي حولها كل الصحون مطلعينها والملاعق ومابقى شي فالادراج الا وطلعوه:ولله مدري كيف وصلنا المطبخ لهذي الحاله
دق جوال نجد -عزيز-:هلا
عبدالعزيز:جو البيت؟
نجد:لا باقي
عبدالعزيز :طيب افتحي لي الباب اللي من جهة جناحنا
نجد:طيب بس خلني احط هذي فالفرن واجيك
عبدالعزيز:تمام
حطت الصينية فالفرن والتفتت للبنات:شكل عبدالعزيز مارح ينزل قال افتح له الباب اللي من ورا ..
الجوهره:يبي له وقت شوي وكل شي يتحسن
هناي:اي متاكده بحنية عبدالعزيز هذي مارح يطول صدوده
نجد:اجل يالله انا بطلع له وبتجهز انتبهو للمعمول
طلعت تركض لجناحهم وحالتها يرثى اليها ..فتحت له الباب وهو عاقد حواجبه:ساعه انتظرك
انتبه لشكلها اللي ولأول مره يشوفها بهالمنظر لامّه شعرها باهمال ولبسها متوصخ من دقيق:معليش والله بس كنت تحت عند البنات
دخل وبانت ابتسامه على وجهه:وش مسويه بنفسك
ضحكت تعدل شكلها:كنت اسوي معمول مع البنات عشان كذا شكلي
رمى بنفسه على السرير:وليه المعمول
نجد وهي تطلع لها ملابس من الدولاب:عمتي بتطلع اليوم وحبيت اسويه لها كانت دايم تحب المعمول من يدي
كان مركز على شكلها وهي تختار ملابسها بعنايه ..وقف واقترب ناحيتها:انا بختار لك
التفتت له باستغراب:تختار لي ملابس؟
يقلب بين الفساتين وطلع واحد منهم:هذا
نجد:امم حلو ذوقك
عبدالعزيز:اكييد
خذت الفستان ودخلت تتجهز بحماس ولأول مره يقترب منها هالكثر ومايعصب عليها كالعاده لبست الفستان تناظر شكلها باعجاب ..كان فستان اسود طويل مجسم عليها واكمامه طويله وظهرها مفتوح ..طلعت للغرفه تناظره مندمج يقرا الكتاب ولا كأن احد حوله حاولت تطلع صوت لعله يرفع نظره لها بس بدون فايده ..لبست اكسسوارات وكعب والتفتت له:انا نازله بتنزل معاي
من غير مايرفع نظره لها:لا وانتي ارجعي بسرعه اكيد اخواني بيدخلون
نجد:تمام
صدت عنه بضيق حسّت بنار داخلها -ماكلف على نفسه حتى يناظرني - نزلت للبنات وكانو ينتظرون امهم ..نجد:بنات شرايكم انا بطلع وبس اخوانكم يروحون تنادوني لان استحيت اكيد تبون تلقوها سوا
هناي:اقول انثبري عندك عادي شدعوه
نجد وقفت:لالا جد اذا طلعو نادوني استحيت
ااجوهره:يابنت عادي والله
نجد:لا والله مو عادي
هناي:تمام اللي يريحك ياقلبي
طلعت للجناح تفكر بشعِور عبدالعزيز ..دخلت من غير مايحس فيها تطّل عليه وهو يناظر من الشباك وكانت متأكده انه ينتظر دخولهم ..حسّ بوجودها والتفت:ليه رجعتي
رفعت اكتافها:مدري حسيت ودي اجلس هنا
رجع نظره للشباك وشافها داخله واخوانه حولها ..ابتسم وهو يشوف البنات يحضنونها وواضح عليهم يبكون..اقتربت بجانبه من حسّت عليه بإنه يبتسم..حسّت بحزن عزيز التفتت له :عزيز
بلع ريقه:هلا
نجد:انت بخيِر
تأمل وجهها بكحلها اللي ذبحتّه فيِه كانت ريحة عطرها تعصف بداخله ..ابتسم:بخير
مسكت يده تشد عليها:انا بجنبك
ناظر مسكتها ليّده:ما احتاجك تكونين بجنبي
سحب يده منها بعنف..وصد عنها
نجد:عزيز
التفتت بعصبيه مسك فكها بعنف:لا تقولين عزيز لاتناديني بهالضعف لاتنادييييني خلاص نجد اطلعي من حياتي
نزلت دمعه احرقت قلبه..خفف حدة يده وطبعت اصابعه على وجهها اقترب منها يحضنها..واستسلم لنفسه هالمَره بضعف وحسّت بانفاسه المضطربه وشهقاته اللي يحاول يكتمها نزلت دموعها من حسّت فيه يبكي بحضنها شدت عليه اكثر ..كان دافن راسه عند كتفها واستسلم لدموعه اللي سنين حاول يكتمها بس بلحطة خارت كل قُواه وانهار فحضنها ..يحس فيها تشد عليه وكأنها تحسسه بإنها معاه وبقربه ..ابتعد عنها وصّد ومايبيها تشوفه بهالضعف
طلع من الغرفه والنار تحرق قلبه لعن نفسه بإنه انهار عندها ..طلع من البيت بكبره يحّس بالضيق بداخله يحّس وكأن دموعه احرقت قلبه ..مّرت ساعات طويلة وهو يفر بالشوارع لعلّه يمشي الوقت رغم اتصالاتها اللي احرقت جواله ..ارسلت له-طمني عليِك لو بكلمة-
تنهد من شاف رسالتها-دقايق وراجع البيت-
ارسّل رسالة لحاتم-ابيك تجيني البيت بعطيك ملفات ضروري تكون عندك -
رد عليه-تمام نص ساعه ونا عندك-
وصل البيت شافته من الشباك وركضت للباب ..فتحت له الباب حّس بالفرحه بقلبه بوجودها وانتظارها له قدام الباب ولاكنه حاول يخفيها ..نجد:اخييراً رجعت
مشى متجاهل كلامها فتح الخزنه وطلع الملفات ..طلع وشافها واقفه تنتظره..عبدالعزيز:اتمنى تخلين هذي الحركات اللي خنقتني
ابتسمت بوجع:اهتمامي؟
عبدالعزيز:ايه اهتمامك المزيف اللي صدقيني مارح يغير شي بداخلي
نجد:ومن قالك انه مزيف واني امثل عليك؟
ضحك باستهزاء:اذكر اخر مره اهتميتي فيني كنتي بتخليني مدمن بس هالمره لأيش؟
صدت بضيق:يكفي تجرحني انا غلطت واعتذرت ماكفاك؟
دق جواله-حاتم-؛تمام خلهم يدخلوك بيت الشعر دقايق ونازل ..
..
دخل حاتم كانت تأشر له الخادمه على بيت الشعر..اقترب منه ولاكن جذبه الصوت الباكي-يارب ريحني من الهّم اللي انا فيه يارب اجبر كسر قلبي-صد يبتعد عن مصدر الصُوت ولاكنها طلعت قدامه وانصدم من منظرها الباكي..شهقت من شافته تعرف هالوجه زين سرت قشعريره بداخلها رجعت خطوه من سمعت اقتراب عبدالعزيز..دخل حاتم بيت الشعر يدعي بإن عبدالعزيز مايشُوفها ..دخل عبدالعزيز:يالله ان تحييه
كان واضح عليه التوتر:الله يسلمك
عبدالعزيز:وش فيك مو على بعضك
حاتم:لا ولاشي بس مصدع شوي
مّد له الملفات:هذي الملفات اللي طلبتني من فتره ماحبيت اعطيها اي احد غيرك خفت تختفي
حاتم:يعطيك العافيه ..والحين وش راح يصير
تنهد:ابد القايد يقول خلاص بما ان لعبتنا طلعت على المكشوف نلعب عالمكشوف
حاتم:يعني قصده ترجع تداوم عندنا؟
عبدالعزيز:هذا اللي فهمته
حاتم:والله مشكله بيضروك اكثر
ضحك باستهزاء:خلهم يسوون اللي يبون
حاتم:الله ييسرها
عبدالعزيز:امين بس انت انتبه على نفسك الحين
حاتم:ولا يهمّك وانت بعد ..
وقف يودعه وطلع ركب سيارته يستذكر شكلها بدموعها ورجفتها ودعوتها المكسوره انصدم من تكون ..تنهد يحاول يطلعها من باله..