الجوهره مثل عادتها واقفه عند راس امها وتدعي لها وتقرا عليها لعلها تصحى من غيبوبتها دخلت عليها وجد:انتي للحينك هنا
الجوهره:مدري احس قلببي متضايق مو قادره اخليها لوحدها
وجد:يالله وش كثر اشتقت لحسّها فالبيت وكيف كانت تلمنا حولها
الجوهره:صدق اللي قال ان الامهات عمود البيت لا طّاح استحالة يرجع
وجد بضيق:بإذن الله ترجع متاكده مابيجي رمضان الا وهي معانا
ابتسمت الجوهره وهي تمسح على يدها :باذن الله تصومين معانا يا جنتي
حركت امها اصبعها شهقت الجوهره من حركتها والتفت لوجد اللي تناظر ليد امها بصدمه :شفففتها شفتتها
بكت الجوهره تبوس يدها:يمه تحسين فينا متاكده الله يخليك اصحي تعبنا شوق
ركضت وجد لغرفة مشعل:مشععل امي حركت يدها ركض وراها لغرفة امهم وكانت الجوهره تبكي بحضنها اقترب مشعل يشوف امه تحرك يدها وتشّد على يد الجوهره حس رجوله ماتشيله من منظرها يحّس وكإن الكل يسمع نبضات قلبه ..جت هناي تركض تشوفهم ملتمين حولها وانتبهت ليد امها بكت يُتم بكت حرقه وألم وشوق ..ابتعدت الجوهره :بروح اعلم عبدالعزيز
ومشت بخطوات متسارعه تحّس وكأنه بآخر الدنيا من كثر حماسها بإنها تبشره دقت الباب وفتحت نجد:هلا جوجو وش عندكم اصواتكم عاليه
حضنتها بفرح:امي حركت يدها واخيراً
نزلت دموع نجد بفرحه :تمزحييين الحمدلله الحمدلله يارب
الجوهره:عادي تصحين عبدالعزيز
نجد :اكيد الحين
ركضت للغرفه تصحيه بحماس..فتحّ عيونه بفجعه ووجع عقد حجاجه وناظرها بعصبيه:ليه تصحيني بالموت نمت
نجد:الجوهره تبيك ضروري عند الباب
تنهد بضيق وطلع لها وانتبه للدموع اللي بعيُونها:بسم الله الجوهره وش فيك ليه تبكين
الجوهره بسعادة:امي تحركت واخيرا
رجع خطوه من الصدمه حس وكأن انفاسه بدات تضيق ونبضات قلبه تتسارع:طيب وش المطلوب
حسّت بانكسار من رده:عزيز اقولك امي اخيراً تحركت وشكلها بتصحى وتقولي وش المطلوب
صد عنها يدخل للغرفه:ونا احسب مصحيني لشي مهم
انصدمو من ردة فعله البارده القاسيه رغم إن مشاعره عكس بكثييير عن اللي يوضحها ..دخل الغرفه مخنوق يحّس الكون فوق صدره مو مستعد للقالهم مو مستعد إنه يسمع لها ولا تحاول انها تقرب منه بدل ملابسه وطلع تحت انظار نجدوالجوهره المصدومين من ردة فعله طلعت الجوهره واستوقفته نجد:ليه
التفت لها يناظرها بوجع وده يرتمي بحضنها ويطلّع الوجع والحقد اللي بداخله على امه وده إنه يركض لغرفة امه ويحّس بحسها غمض عيُونه من الم الصداع اللي داهمه:انا طالع انتبهي لاتطلعين لين ارجع
هزت راسها بالايجاب حّست بالوجع اللي فيه وما ودها تضغط عليه:لاتبطّي علي
ابتسم :ان شاءلله
طلع من جناحه وراح لغرفة امه يسمع محاولتهم بإنهم ينادونها كان صوت بكى البنات يذبّح القلب دخلو سعود وخالد مسرعين للغرفه يسمع صوت حمدهم للله وفرحتهم ..طلع بخطوات سريعه يحّسه يختنق اكثر واكثر بوجوده ركب سيارته وسند راسه عالدركسون يفكر وين الوجهه وين الملجئ وين اللي بيطبطب علّيه تمنيت كتف أسند عليه وابُوح له عن اللي بداخلي ..كانت الدمُوع متحجره بعيُونه وده يبكي وده يفرغ لاكنه تأبى انها تريحه .
وصّل الدكتور وانصدم من استجابة فهده للعلاج:الحمدلله بدات تستجيب معانا
خالد:يعني بتصحى
الدكتور هشام:باذن الله بس احنا الحين لازم ننقلها المستشفى نراقب حالتها اكثر
بدأو الممرضات يجهزونها لاكن استوقفهم محاولتها بإنها تفتح عيُونها بصعوبه التفتت للدكتور بصدمه:دكتور تعال شوف
اقترب يشوفها تحاول تفاح عيُونها بصعوبة ابتسم وبدا يحاول إنه يشجعها :ركبو لها الان مغذي
الممرضه:مارح ننقلها للمستشفى
الدكتور هشام:الا بس في حال فتحت عيُونها مايرجع يغمى عليها
-تحّس بالطعنات فعيُونها وقلبها نبضاته بطيئه تحس بالخفقان يهشم قلبها ثقل لسانها وعيُونها انهكها ولاكن الصُوت اللي سمعته مستحيل إنها تتجاهله تحاول تعطيهم اشاره بإنها تسمعهم وتحس فيهم تحّس فيهم حولها مبسوطين لحركتها تحّس بالصداع اللي بدا ينهش راسها تحس باطرافها بدات تنمل حاولت ماتستسلم ليِن شافت نور بسيط واستمّرت فالمحاوله لين بدات تشوف التشويش حولها تسمع اصوات تروح وتجي وتختلط ببعضها غمضت عيُونها بالم ولاكن صُوت الدكتور كان دافع كبير لها بانها ماتستسلم للالم تسمع عيالها من حولها واصوات رجائهم بانها تحاول كسرت قلبها وبدات تحاول مره ومرتين وثلاث لين قدرت إنها تفتح عيُونها رغم انها ماتشوف حولها الا الضباب ..
نزلت نجد من اصواتهم تشُوفهم من بعيد وهم ينقلونها من غرفتها للاسعاف راحو كلهم معاها ومابقى غيرها فالبيت حسّت بالوحشه ورجعت جناحهم تفكر بشعور عبدالعزيز وهروبه من الواقع ..اتصلت على وعد وبدات تحكيلها اللي صار لاكن استوقفها صوت عند الباب كانت تتوقع إنه عبدالعزيز ..انتظرت يدخل دقيقه دقيقتين لاكن مافي حّس حست بقشعريره تسري بجسدها واقتربت من الباب تحاول اذا تقدر تسمع صُوت لاكن كان هدوء ابتعدت عن الباب واخذت جوالها وركضت لغرفتهم وسكرت الباب ..ميّزت هالصوت تعرفه زين دقت على عبدالعزيز مره مرتين لارد ارسلت له رساله-الكل طلع مو البيت مابقى الا انا واسمع اصوات الله يخليك ارجع-شاف رسالتها وتجاهلها توقع إنه خوف طبيعي وفالنهايه كلها كم ساعه ويرجعون ..تنتظر رد منه لاكن الواضح انه متجاهلها اتصلت فيه مره ثالثه ورد بعصبيه :نعم نجد الله يخليك ترا اللي فيني مكفيني
كان صوت بكاها وانفاسها واصله من غيِر ولا كلمه..
عبدالعزيز:نجد تسمعيني ..عندك احد
ماكانت قادره تنطق كلمه من الخوف اللي بقلبها بعد ماسمعت الباب ينفتح ..
مشى بسرعه جنونيه للبيت ماتوقع إنها تكون جاده اتصل على حاتم ودقايق ويرد:الحرس اللي حاطهم قدام البيت وينننهمم
حاتم:وش فيك وش صاير
عبدالعزيز بعصبيه:الحين تقول لهم يدخلون البيت بسرررعه لايصير فنجد شي
قفل حاتم الخط يكلم الحراس اللي حاطهم حول البيت ..وصل عبدالعزيز للببت وركض لجناحهم يحّس وكأنه يجري ساعات والمكان بعيِد فتح الباب وانصدم من السكين الموجوده على الطاوله وفيِها دم ..نادى بخُوف:نجد
من سمعت صُوته طلعت من الدولاب ركضت له وارتمت فحظنه انصدم من منظرها المنهار ولعّن نفسه مليُون مره بإنه تاخر عليها:وش فيك سوا لك شي صار لك شي علميني بالتفصيل
هزت راسها بالنفي وشهقاتها تعلى :اول شي سمعت صوت تعشيق السلاح بعدها ركضت للغرفه وهو دخل الصاله وسمعته يناديني وقال لي اقولك تبتعد عنهم وبعدها دخل غرفة النوم وجلس يضرب الابواب وطلع لما سمع الحراس جو
يمسح دموعها بحنية:تمام خلاص اهدي
وكانه يزيد عالنار حطّب وزاد بكاها اكثر:ليه مارديت عليه ليه تجاهلت اتصالاتي
نجد بصراخ وانهيار:اسفك وش بيفيدني تخيل لو صار لي شي وانت متجاهلني ولا حتى تنازلت ورديت على رسالتي
اقترب منها ومسك وجهها بكفوفه يحاول يمتص غضبها:اسف والله مره ثانيه مابخليك لحالك وعد
كانت تصرخ بجنُون وخوف من اللي حست فيه ولاكنه قطع صراخها بقبله خلّت كل خلايا جسدها تتجمد وتبرد غمضت عيُونها تحّس بانفاسه وقُربه ..رفعت كفها لصدره تبعده عنها:اتركني
كانت هاللحظه أجمل لحظات حياته يحّس وكأنه رجع للحياة من بعد تقبيل ثغرها تراجع خطوه وابتسم لشكلها المتوتر ورجفتها ركضت للغرفه متجاهله صُوت ندائه..
تنهد واخذ جواله يتصل على حاتم بحّده:الرجال اللي حول البيت وش فايدتهم قول لي
حاتم:عبدالعزيز انتبه لنبرة صوتك
عبدالعزيز:هددوني وقالو ابعد وحطو سكينه على طاولة الصاله بكل بجاحه وكانهم يعطوني اشاره مبطنه وانت تقولي انتبه
حاتم:انت عارف شغلنا والتهديدات اللي تجينا آلاف المرات وتعرف انا وش عشت ووش خسرت وانت بنفسك رضيت انك تدخل هالقضيه فا اللي علينا بنسويه وبنحمي اهلك قدر المستطاع ولاكن كل شي بيد الله والحين ابيك تاخذ السكين وتعطيها رجالنا وقول لها لاتعلم احد باللي صار
قفل الخط ورمى الجوال من يده بغضب يتذكر اللحظه اللي فقد فيّها توأمه من سننييين طويِله تنهد بضيق واتصل على القايد يقُوله باللي صار..
المستشفى..
كانت حاله فهده تتحسن اكثر واكثر والكل مبسُوط على تطور حالتها من غير اي اضرار جانبيه ..
طلع لهم الدكتور:الحمدلله الحاله كل مالها تتحسن وتستجيب للمؤثرات الخارجيه
سعود:يعني ماصار لها اي اضرار جانبيه من اللي ذكرتها انت مثل شلل
الدكتور:لا الحمدلله حتى الحين كل امورها سليمه بس طبعاً يبي لها فتره لين تقدر تميز بين اللي كانت تعيشه وبين الواقع
خالد:يعني كم راح تاخذ
الدكتور:على حسب ارادتها بعضهم من الصدمه مايقدرون يكملون وبعضهم بالعكس مااتاخد اسبوع ..عن اذنكم
الكل يتحمد الله وكانت دموع الفرحه تعبر عن حالهم ..
مشعل:عبدالعزيز كلمتوه
الجوهره:اي بس واضح مو مهتم
خالد:وانا جاي للبيت شفته جنب الغرفه بس شكله ما تجرأ
سعود:ماعلينا اهمشي امي تصحى
كانت هناي بحضن وجد تبكي فرحه:متى تصحى ابيها والله احتاجها
وجد :خلاص هانت هانت بتصحى اخيرا
كان حَال نجد يرثى عليه تناظر شكلها فالمرايه والدموع معبيه وجهها تتذكر انفاسه وقربه منها غسلت وجهها بالمويه مره ومرتين تحاول تبعد هالشعور اللي تحس فيه ولاكن بدون فايده طاحت وغطت فمها بيدها تمنع شهقاتها إنه يسمعها تحس بالوجع بإنها تحس هالشعُور اتجاه الشخص اللي ودها إنه يختفي ويبتعد عنها تحس بالضيق بوجوده تسمع دقه للباب وصُوته اللي تحس من تسمعه بالسعاده والكُره مو قاويه انها تواجه مشاعرها ولاتبي تواجهها ماتبي تنضرب هالحقيقه بوجهها ماتبي تخذل ابوها وامها بإنها تكّن المشاعر للشخص اللي فرقهم عن بعض وخلى هالوجع يتمكن منهم ..مسحت دموعها بعنف من رجائه لها بإنها تفتح الباب..فتحت الباب وكان منظرها مجروح ومكسور نطق بحنية:اسف اني خليتك تعيشين هالشعور
ابتسمت بألم:لاتتأسف مو اول مره اعيش هالشعور مو اول مره احس بالموت قريب مني لاتتأسف هذي مو اول مره احس بالخذلان وعدم الامان بس معك حق اذا ماحسيت بقرب ابوي بالامان بحسه معاك؟
اقترب منها ولاكنها ابتعدت عنه خطوات:ارجوك لاتقرب مني كلنا عارفين بانك قاعد تنتقم من ابوي مني تبيني اتعلق فيك واحبّك واعيش بقربك أحلا الايام وبعدها ترميني لابوي مكسوره وبكذا تنتقم منّه اشر انتقام بس لاتنسى عزيز ان وراك خوات لاتنسى بان الدنيا راح تدور
انصدم من كلامها :مين قالك هالحكي ومين قالك اني تزوجتك عشان انتقم من ابوك انا ابيك انتي ..
قطعت كلامه :لانقول لي شي ولا تبرر ولا تعطيني اعذار الله يخليك ارحم قلبي
ابتسم بالم:ونا مين يرحم قلببي هاه فهميني مين نجد مين اللي احس بقربه بالامان مين اللي احس بقربه ان هالدنيا بخير تحسبين اني اقترب منك لاجل ابوك وانتقامي منه غلطانه انا اقترب منّك لانك انتي مُناي وانتي نجدي اللي تركتها وعمري ثمان سنين انتي اللي بغيت ارجع لها بعد كل هالسنين بس للأسف شايفتني نذل بإني العب بقلبك وارميك هذا اللي قدرتي تفهميه من معاملتي لك من اول ليلة خذيتك فيها من بيت ابوك
مسحت دموعها وبحده:لاتلعب علي وتقول هالكلام عشان تلين قلبي نسيت وش قلت لي انه ذنبي اني بنت حاكم للحين هالكلمه ترن بإذني وخلتني اتاكد منها بإني صدق ذنبي بهالدنيا اني كنت بنته
جلس بقلة حيله من كلامها وجرحها :اذا كنتي تحسين بالخوف بجنبي ولو مثقال ذره خذي اغراضك وروحي لابوك باعتقك مني للابد ودك تروحين الله معاك واذا ودك تبقين انا وقلبي تحت أمرك