الفصل الخامس عشر

236 18 6
                                    


بعد ما حدث لسايا، إتخذت الوكالة تدابير اكثر لحمايتها، أصبح جهاز التعقب موضوعًا على عدسة عين سايا، بالإضافة لكونه جهاز تعقب أصبح أشبه بحساس للخطر إذا اضربت سايا ويقوم بإرسال إشاراتها الحيوية للوكالة، بعد أن وضعت على عينيها أصبح الموقف أكثر أمنًا بالنسبة لخطفها أو إقتحام مسكنها ولكن ظلت سايا وكأنها دمية، أصبحت بلا تعابير لفترة من الوقت، بدأت تشغل نفسها بالتفكير بأنه هل كان صحيحًا خيار أخيها أوداساكو بحمايتها، لاحظ الجميع هذا الحزن والبؤس السائد على عينيها وعلى نفسها، كانت تأتي لتقول صباح الخير بلا إبتسامتها المعتادة، قللت أوقات قدومها للوكالة أغلب وقتها صار في مسكنها، والمواقف التي تتشاجر فيها هي وكونيكيدا مع دازاي لم تعد تفعلها، يحاول كونيكيدا أن يجعلها تبتهج أو تنطق بكلمة من خلال أن تتشاجر برفقته مع دازاي.
كونيكيدا: اوووي دازاي، أنهي عملك واترك التسكع واللهو مع أتسوشي!
دازاي: كونيكيدا- كن، إذهب والهو بعيدًا عني، خذ مذكراتك في موعد اليوم، (بهزلية) لدي حانة أعرفها يمكنك الذهاب إليها وسأوصي بخصم، يااه! ستحظى بموعد جميل مع أوراق مملوءة بالجداول وأجمل شيئ أنها لن ترد عليك فلن تطلب المزيد من النبيذ وتكلفك المال،موعدًا موفقًا مع كومة الأوراق.
كونيكيدا تمت إهانته هو ومذكرته، أخذ يهز دازاي يمينًا ويسارًا أعطاه محاضرة عن المثل العليا.
لم تستجب سايا لمثل هذا الأمر، خرحت في صمت من الباب ومن ثم من مبنى الوكالة كله.
ظلت تتجول في الشوارع، شاردة الذهن بملامح جميلة لا يجب أن تحزن، تقف كل مرة في مكان وتتأمله، وقفت عند منتزه وأخذت تنظر إلى الأمهات مع أطفالهن مبتسمات بحنية، ثم وقفت أمام نافورة أمامها طفل رمى بعملة نقدية ثم شبك يديه وأخذ يتمتى أمنية والتفت لأخيه ليقول له بصوت طفولي بريء: أوني-سان، سوف تتحقق أمنيتي، صحيح.
الأخ بإبتسامة: بالطبع ستتحقق أمنية أخي الصغير اللطيف، هيا لنشتري لك بعض الحلوى.
ثم وقفت قُبيل الغروب قرب شجرة تحمل في لحافها وأوراقها وأغصانها الكثير من ذكرياتها، مع أوداساكو ووالديها عندما كانت صغيرة، ثم مشت نحوها بخطى بطيئة ووجه خال من سعادة ملاقاة الذكريات، توقفت عند لحائها ومدت يدها إليه، تلمستها لتجد خطًا محفورًا بسكين مكتوب قربه"ثماني سنوات" رفعت يدها للأعلى قليلا فوجدت خطًا آخر مكتوب قربه"تسع سنوات" والكثير من الخطوط فوقها، وكلما زاد خط زاد الكلام المكتوب سنة، ثم تنظر للأوراق لتجد "SaوOd"(اي odasako و saya) منقوشة عليها، وفي أغلب الأوراق يوجد مثل هذا مع كلمات أحيانًا مثل أحب المقرمشات التي يجلبها أخي، أو أحبك يا أخي كما أحب السيد دب الكبير الذي في غرفتي، ثم شدت قبضتها وأخذت عينيها في التلألأ معلنة قدوم الدموع، ثم تسائلت: إذًا ايتها الخطوط التي صنعها والداي وأخي في كل عيد ميلاد لي، ويا أيتها الأوراق التي تحمل خط يدي الصغيرة وكلماتي الطفولية، هل كان يجب أن أوجد؟ لم أنا ضعيفة؟ لو كنت قوية ولو قليلًا، ولو كنت فتاة غير مدللة، لو كنت أفضل في الدفاع عن النفس؛ لما كان سيحصل شيء لأحد من حولي، لما كان سيكون هناك أحد قلق علي، لما مات اخر فرد من عائلتي. ثم سقطت الدموع من زرقة عينيها مكتسبة لون الغروب الذهبي على وجهها الأبيض، ثم بصوت يأتي من الخلف.
-اااااااه!!!! تبكين مثل الصغار سايا، يالك من مشعوذة بلهاء طفولية!
ثم يظهر دازاي ليقف قربها، تنظر إليه سايا بلا ملامح والدموع في عينيها، يبتسم لها ثم يقول: يبدو أن هذه الشجرة أزعجتك فجعلتك حمقاء باكية.
ثم التفتت سايا للشجرة مرة أخرى غير مبالية بكلام دازاي.
دازاي: أعلم أن لك الكثير من الذكريات في هذه الشجرة، ولكن لا أظن أنه من الأفضل أن تزوريها لأن ما نعيشه في الحاضر دائمًا ما يكون أكثر إيلامًا من الماضي مهما حاولنا جعله جيدًا مهما حاولنا أن نعود بذاكرتنا إلى الوراء لنخفف حزننا ونزيح عن كاهلنا الألم، لن نستطيع ذلك؛ لأنه عندما تعيش الألم في حاضرك ستزيدك الذكريات التي كنت فيها يومًا سعيدًا ألمًا وشوقـًا لأن تعيشها مرة أخرى.
سايا صامتة لم تنطق بكلمة، ثم كسرت صمتها:
-دازاي، أنا (تحاول الكلام لكن الحزن يغلق حلقها) أنا لا أريد أن أكون مصدر قلق للآخرين، لا اريد أن يحموني مكرهين لأني أمتلك قدرة خطيرة، لا أريد أن أتسبب بشغل اذهانهن بالتفكير في طرق لحمايتي، ماذا أفعل؟ هذا مؤلم حقًا.
نظر لها دازاي ثم ابتسم إبتسامة جانبية:
- من قال لك أنهم يحمونك مكرهين!؟ هل تظنين أن شخصًا ككونيكيدا- كن سيحمي شخصًا ما مكرهًا!؟هل كان ليحمب شخصًا سيكون مصدرًا لقلقه، وكذلك الجميع، لم يحموك مكرهين، ولا لأن قدرتك خطيرة فستؤثر عليهم فقط، لا بل لأنها ستؤثر عليك أيضًا، ستعانين ولا أحد سيقبل أن تعاني وهو يعلم كيف سيخلصك من المعاناة.
ثم نظرت له سايا في تفاجئ وإندهاش، ثم قال دازاي وهو ينظر للشجرة مغمضًا عينيه:
-في النهاية، لابد أن تقابلي جهدهم بإبتسامة.
ثم ذهب دازاي عائدًا في الطريق الذي أتى منه، لتتسع عينا سايا وتخرج آخر دموعها ثم تتذكر كلمات دازاي الأخيرة ذات الصدي على مسمعها، وتمسح دموعها وتعقد حاجبيها عزمًا على ألا تبكي، أن تضحك، أن تمحو عن وجهها النظرات الحزينة، وتعود كما عهدها أخوها أوداساكو وكما عهدها من في الوكالة، ثم تنطلق بسرعة عائدة للمسكن برفقة الأمل.
_________________________________________
وفي غرفة فاخرة يتلذذ جزء منها بالنور والآخر تحت رحمة الظلام، مكتب كلمة فاخر لا تكفيه، يدخل من باب الغرفة شابة:
-لقد فشل في المهمة، عادت إلى حيث أتت، فرانسيس-ساما.
فرانسيس: اووه، حسنًا يبدو أن يوري لم يكن جيدًا لهذه المهمة، كما أنه لم يحرز تقدمًا في إقناعها أو جعلها تشكك فقط في ماذا ستكون حياتها لو انضمت إلينا، ااه حسنًا فلنترك أمرها بعد الرجل النمر، لويزا، شكرًا على مجهودك.
لويزا: سوف أذهب للتأكد من الإستراتيجية. (ثم تنحني)
تخرح مغلقة خلفها الباب يبتسم فرانسيس عاقدًا يديه مع بعضهما: حسنًا، إبقي هكذا ايسا-تشان أو سايا-تشان أيًا يكن سوف تأتين إلينا بأقدامك.
ماذا ستفعل النقابة لتعيد سايا؟
وماذا يقصد فرانسيس بقوله: تأتين إلينا بأقدامك.
     ______إلى الفصل القادم^-^_________
ورجعت يا حلوين😍😍😍الفصول الجاية احداثها متسارعة وحلوة انتظروها.

من جحيم الحياة إلى أحضانك دازاي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن